متى يخجل هؤلاء!!؟

أحمد يحيى الديلمي

أحمد يحيى الديلمي

 

 

الحقيقة المُرة أننا نعيش هذه الأيام في حالة ذهول، خاصةً حينما نستمع إلى عدد الضحايا في غزة، وحرب الإبادة الشاملة التي تشنها أمريكا بواسطة إسرائيل، أقول أمريكا لأن الأمور قد اتضحت وأصبحت مكشوفة ولا يمكن لأحد أن يغطي عين الشمس بغربال، ومن لا يزال يعيش في غياهب الغياب القسري عليه أن يعود إلى تصريح المدعو ترامب الذي هدد فيه حماس إن هي استخدمت من يسمونهم بالرهائن دروع بشرية، كان الرجل يتكلم والصورة أمامه لمئات الأطفال والنساء والشيوخ وهم يتضورون من الجوع وأمعائهم خالية ويتساقطون الواحد تلو الآخر نتيجة هذا الوضع المزري، والذي للآسف لم يلفت انتباه أي قائد أو زعيم أو ملك ممن حضروا قمة الدوحة، وكما قال أحد البسطاء (ليتهم ما اجتمعوا) (فلقد تمخض الجبل وولد فأراً) لا شيء يرجى من هذه القمم .
أنظروا إلى ما حدث منذ انعقاد قمة السعودية العربية الإسلامية حتى قمة الدوحة، أزداد العدو صلفاً وغروراً وغطرسة وازداد إبادة للشعب الفلسطيني، وترامب يبارك كل خطواته حتى محاولة اقتحام غزة .
إذاً كما قلنا العدوان أمريكي مباشر، والصهاينة ليسوا سوى أدوات لتنفيذ الرغبة الصهيونية الخبيثة، يا له من زمن رديء وصلنا إليه!! تخيلوا أن شخصاً يدعي أنه محللاً عسكرياً وسياسياً، ظهر على إحدى القنوات وهو يقول ما يجري بين الحوثيين والصهاينة مسرحية متفق عليها، وكأن الناس لديه حشرات من ماتوا في ميناء الحديدة وفي التوجيه المعنوي بصنعاء والجوف وفي مصانع الإسمنت ومحطات الكهرباء، كل هؤلاء لديه حشرات!!؟ لا لشيء إلا لأنه ينتظر مائتين دولار من نفس القناة، لكن الرد جاء من أصحاب الحق من لهم اليد الطولى في وصف ما يجري، فلقد رد عليه الدكتور أحمد رفيق وهو فلسطيني قائلاً : لتكن علاقتك مع الحوثي كيفما كانت، ولتكن علاقتي مع الحوثي كيفما كانت، ولكن لا يجب أن ننكر أنه الأصبع الوحيدة الحية بعد أن ماتت كل أصابع الأمة، وأصبحنا مُجرد تابعين للإرادة الأمريكية، حتى أموال الخليج التي كان يجب أن تقام بها تنمية عظيمة في الوطن العربي والخليج بالذات، كلها تذهب إلى جيوب الأمريكان والصهاينة، إلى جانب الأموال التي ينفقونها في محاربة الإسلام والمسلمين وإثارة الفتن في الدول العربية والإسلامية كما هو حادث في السودان وليبيا ولبنان وسوريا واليمن، وكما حدث في الماضي في البوسنة والهرسك والشيشان وأفغانستان التي أفضت إلى دعم العدو المناصب العداء للإسلام على حساب الإسلام والمسلمين، وهذه هي مستجدات الإسلام عند أتباع الوهابية والإخوان المسلمين، كلهم يتآمرون على الإسلام من داخله .
المهم أن الدكتور الفلسطيني أجاب على ذلك البغي المدعو ياسر صالح بكلمات أشفت الصدور وجعلت مذيعة قناة الحدث تتلكأ وتحاول أن تغلق الصوت على الفلسطيني وتعيده إلى هذا المأفون الذي يدعي أنه يمني، متى يخجل هؤلاء؟! كلهم يظهرون في قناة الزيف والبهتان وهم يرددون العبارات نفسها (ضربات الحوثي لا تؤثر، ضربات الحوثي إيرانية) إلى غير ذلك من التخرصات والكلام الغير مجدي .
قد لا نتفق مع الحوثي في أشياء كثيرة، لكن ما يقوم به من إسناد لغزة والإخوان الفلسطينيين رفع رأس اليمن واليمنيين والعرب والمسلمين بل وحتى غير العرب والمسلمين الذين نشاهدهم في شاشات التلفزيون وهم يمتدحون فعل اليمن ويعتبرونه رد الفعل العملي الوحيد على صلف وغطرسة الكيان الصهيوني وأمريكا .
بينما قمة الدوحة خرجت بلا شيء بنفس العبارات السمجة والمناشدات الغير مُجدية، حتى أن القادة لم يتطرق أحدهم إلى ما يجري ضد اليمن، وكأن هذا البلد نكرة وليس أساس ومنبع العروبة، إنها ظاهرة جديدة استطاعت أمريكا أن تتوغل بها في أوساط الأمة وتحاول أن تجعل كل الدول العربية والإسلامية مُجرد كيانات تابعة لما تُريد لتنفذ إرادتها وتحقق رغبات الصهاينة وإن كان الأمر يتطلب إبادة شعب بكامله كما يحدث الآن مع غزة، وكأن الأخلاق انتهت والمبادئ تصرمت والقيم ماتت وأصبحنا نعيش في عالم كله يتآمر على كله، والكل يدعي وصلاً بليلى وليلى في العراق بلا حبيب .
قال أحدهم لو أن قطر أنفقت المبالغ التي أنفقتها فيما سُمي بقمة الدوحة لشراء سلاح للمقاومة الفلسطينية، لكانت المقاومة قد حققت الأماني التي يتطلع إليها كل عربي شريف، نقول كل عربي شريف لأن البقية يريدون إبادة حماس ويساعدون الصهاينة على ذلك، أما الغذاء والدواء فنقول للفلسطينيين لكم الله لا سواه بعد أن ماتت ضمائر البشر وتصحرت النفوس وأصبحت قاحلة .
النصر المبين إن شاء الله لفلسطين واليمن وكل يد على الزناد تقاتل هذا الصلف الأمريكي الصهيوني، واللعنة على المحللين أو التيوس المستعارة المنسوبة لليمن، والله من وراء القصد .

قد يعجبك ايضا