الثورة / هاشم السريحي
في خطوة علمية تضع يدها على نبض التطورات التكنولوجية في المشهد الأكاديمي اليمني، كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة جامعة صنعاء للعلوم الإنسانية، أن التحول الرقمي يمثل عاملاً حاسماً في التوجه الاستراتيجي للجامعات الأهلية في اليمن، وأن «القيادة التحولية» هي من أكثر الأبعاد تأثيراً في تحقيق هذا التوجه.
وتأتي أهمية هذه الدراسة من كونها الأولى التي تجمع بين مفهومي التحول الرقمي والتوجه الاستراتيجي في البيئة الجامعية اليمنية، مما يوفر إطاراً علمياً لتقييم مدى استعداد الجامعات لمواكبة التغيرات العالمية وتلبية متطلبات المستقبل.
أهداف الدراسة ومنهجيتها
أجرى الدراسة الباحثان زايد علي المنزوع من كلية العلوم الإدارية والحاسبات، وعبدالرحمن أحمد المهدي من مركز إدارة الأعمال بجامعة صنعاء. وتهدف الدراسة إلى تحقيق ما يلي:
1. تحديد دور التحول الرقمي في التوجه الإستراتيجي للجامعات الأهلية اليمنية.
2. التعرف على مستوى أبعاد التحول الرقمي في هذه الجامعات، وهي: الرؤية الرقمية، البنية التحتية، الكادر البشري، الثقافة التنظيمية، والقيادة التحولية.
3. تحديد العلاقة والتأثير بين كل بعد من أبعاد التحول الرقمي والتوجه الإستراتيجي للجامعات.
وقد اعتمد الباحثان على المنهج الوصفي التحليلي، حيث استخدما استبانة لجمع البيانات من عينة شملت 297 قائداً أكاديمياً وإدارياً في الجامعات الأهلية بالعاصمة صنعاء.
نتائج بارزة وتوصيات عملية
توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج التي تُعد بمثابة مؤشرات هامة لمسيرة الجامعات الأهلية نحو الرقمنة:
• تأثير إيجابي شامل: أثبتت الدراسة أن التحول الرقمي بجميع أبعاده يلعب دوراً إيجابياً في تحقيق التوجه الاستراتيجي للجامعات.
• القيادة التحولية هي الأكثر تأثيراً: كشفت النتائج أن بعد «القيادة التحولية» هو الأكثر تأثيراً في التوجه الاستراتيجي للجامعات، مما يؤكد أن وجود قيادات قادرة على تبني التغيير وتحفيز العاملين هو جوهر التحول.
• وجود أثر متفاوت: أظهرت الدراسة أن الأبعاد الأخرى للتحول الرقمي (الرؤية، البنية التحتية، الكادر، الثقافة) لها تأثير أيضاً، وإن كان بدرجة أقل من القيادة.
وبناءً على هذه النتائج، قدم الباحثان توصيات عملية لتعزيز التحول الرقمي في الجامعات اليمنية، أهمها:
• تفعيل دور القيادات: ضرورة أن تتبنى القيادات الجامعية نهجاً تحويلياً لتوجيه المؤسسات نحو الابتكار والتحديث.
• تطوير الكفاءات: الاستثمار في تدريب وتأهيل الكادر البشري ليكون قادراً على التعامل مع التكنولوجيا الرقمية بفعالية.
• بناء البنية التحتية: العمل على تطوير بنية تحتية رقمية قوية وموثوقة لدعم الخدمات التعليمية والإدارية.
• ترسيخ الثقافة الرقمية: نشر الوعي بأهمية التحول الرقمي داخل المؤسسات التعليمية وتشجيع جميع العاملين على تبنيه.
وتُعد هذه الدراسة بمثابة خارطة طريق للجامعات اليمنية لمواجهة تحديات المستقبل، وتؤكد أن التحول الرقمي ليس مجرد رفاهية، بل هو ضرورة حتمية لضمان الاستدامة والتميز في عالم سريع التغير.