الثورة نت /..
تفيد تقديرات صهيونية بأن آلاف من الجنود الصهاينة النظاميين غادروا جبهة الحرب بقطاع غزة دون نية للعودة، وباتت الأعداد في ازدياد مستمر، وفق إعلام العدو اليوم الاثنين.
تفيد تقديرات صهيونية بأن آلاف من الجنود الصهاينة النظاميين غادروا جبهة الحرب بقطاع غزة دون نية للعودة، وباتت الأعداد في ازدياد مستمر، وفق إعلام العدو اليوم الاثنين.
ونقلت صحيفة “هآرتس” عن جنود إن “التواجد المستمر في ساحات القتال في غزة يُنهك أرواح كثيرين، فيما لم يعد بإمكان آخرين تحمّل القتل العشوائي”.
ونقلت عن جندي أسمته يوني، وهو اسم مستعار، إنه في أحد أيام مايو/ أيار الماضي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة “حدث شيء ما.. صرخ أحد الجنود: النجدة .. ”.
وأضاف: “دخلنا المنطقة وبدأت إطلاق النار بغزارة. مئات الرصاصات.. ثم اندفعنا للأمام، وعندها أدركت أن الأمر كان خطأ. لم يكن هناك أي أحد”.
وتابع: “رأيت جثتي طفلين، ربما في الثامنة أو العاشرة.. كانت الجثتان مليئتين بدماء إصابات أحدثتها الطلقات النارية”.
“عرفت أن الأمر كله يتعلق بي وأنني مَن فعل ذلك. أردتُ التقيؤ”، بحسب يوني.
واستدرك: “بعد دقائق، وصل قائد السرية وقال ببرود كما لو أنه ليس بشريا: لقد دخلوا (الطفلان) منطقة الإبادة، هكذا هي الحرب”.
وأردف الجندي: “أعاني من ذكريات هذا الحدث، وجوههما تعود إليّ باستمرار، لا أعرف إن كنت سأنساها يوما”.
وذكرت “هآرتس” أنها تحدثت مع جنود في الخدمة النظامية “أدركوا في الأشهر الأخيرة أنهم لم يعودوا قادرين على أداء أدوار حربية”.
وأوضحت أن “معظمهم فسر ذلك بالإرهاق أو حالتهم النفسية، بينما آخرين، وإن كانوا قليلين نسبيا، برروا قرارهم بإصابات معنوية تركت ندوبا في نفوسهم”.
** مغادرة الخدمة
الصحيفة قالت إنه “وفقا لمصادر في شعبة شؤون الموظفين (حكومية)، فإنه منذ بداية الحرب أُنهيت خدمة آلاف الجنود في الخدمة النظامية”.
وتابعت: “كما سُرِّح بعضهم من الجيش بالكامل بسبب حالتهم النفسية، ونُقل آخرون إلى مواقع دعم قتالي أو في الخطوط الخلفية”.
غير أن ضباطا تحدثوا للصحيفة قالوا إن “هذا تقدير أقل من الواقع، والعدد الفعلي أعلى”.
ونقلت عن ضابط في السنة الثالثة بإحدى كتائب المدرعات: “لا يكاد يمر يوم دون أن أسمع عن جندي يتوسل لنقله”.
** قتل الأطفال
“هآرتس” نقلت رواية قناص كانت مهمته تأمين المساعدات الإنسانية شمال قطاع غزة، وقالت إن “يومه ويوم زملائه يبدأ الساعة 3:30 صباحا، برفقة طائرات مسيّرة وقوات مدرعة”.
وتابعت: “يقيمون موقعا للقناصة وينتظرون، وبين الساعة 7:30 و8:30 صباحا تصل شاحنات المساعدات وتبدأ بتفريغ حمولتها”.
“في هذه الأثناء، يحاول الفلسطينيون (المجوعين جراء الحصار الإسرائيلي) التقدم لحجز مكان جيد في الطابور (للحصول على مساعدات)”، وفقا للصحيفة.
واستدركت نقلا عن القناص: “لكن هناك خطا أمامهم لا يلاحظونه، خطا إذا تجاوزوه، سأطلق النار عليهم”.
وأردف: “يحاولون القدوم من اتجاه مختلف في كل مرة، وأنا هناك حاملا بندقية القنص، والضباط يصرخون في وجهي: أسقطه (اقتله) أسقطه”.
واستطرد: “أُطلق ما بين 50 و60 رصاصة يوميا، توقفت عن العدّ. لا أعرف كم قتلت”.
وزاد بأن “قائد الكتيبة كان يصرخ عبر اللاسلكي: لماذا لا تطلقون النار؟ إنهم يتقدمون نحونا، إنه أمر خطير”.
وتابع القناص: “لا يكترث الضباط بقتل الأطفال، ولا يكترثون بما سيفعله ذلك بي، فأنا بالنسبة لهم مجرد أداة”.
و”هذا الأمر ترك آثارا نفسية، وتبولت على نفسي ثلاث مرات، وحلمت ذات مرة أنني أقتل عائلتي”، بحسب القناص.
وأضاف: “أستيقظ خمس أو ست مرات في الليلة. أرى كل مَن قتلتهم مجددا. إنه أمر فظيع، يستحيل تفسيره”.
ويحاول الآن الفرار من الجيش قائلا: “لا أستطيع البقاء هناك ولو لدقيقة واحدة، لا أؤمن بالضباط ولا أؤمن بالحكومة. أريد فقط أن أنهي خدمتي في الجيش وأبدأ حياتي”.
وبحسب الصحيفة فإنه “رسميا يتردد الجيش في تقديم بيانات ذات صلة توضح عدد الجنود في الخدمة النظامية الذين لم يعودوا قادرين على القتال”.
** منطقة إبادة
ونقلت “هآرتس” عن جندي أنه خلال إحدى العمليات في غزة، قتل جنود الفصيلة امرأة وطفليها، دخلوا منطقة إبادة عشوائية حددها الجيش.
وأضاف: “لم نكن نعلم، رأينا ثلاثة أشخاص وأطلقنا النار وفقا للأوامر”.
وتابع: “بعد هذه الحادثة، غادرنا ثلاثة مقاتلين بسبب اضطراب ما بعد الصدمة، وكنا نعاني من أحلام ليلية وأرق، ونرى هؤلاء الأطفال”.
ووفقا للصحيفة فإن 23 جنديا على الأقل في الخدمة النظامية حوكموا في الأشهر الأخيرة، لرفضهم دخول غزة، ومعظمهم من لواءي نحال وجفعاتي.
وزادت بأن جيش العدو الإسرائيلي رفض تقديم بيانات حول هذا الموضوع.
وبدعم أمريكي، يرتكب كيان العدو الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 64 ألفا و871 شهيدا، و164 ألفا و610 مصابين من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 422 فلسطينيا بينهم 145 طفلا.