اليمن يحتفى بمولد النبي بأكبر تجمع بشري في العالم

الثورة / عادل حويس

انفجرت صباحة اليمن بالنور المحمدي الأزهى،وتدفقت مسارح القلوب بأنوار الحب والولاء لخاتم الأنبياء والمرسلين. في يوم لا يشبه الأيام، خرجت الملايين كالسيل العرم، تتهافت نحو ساحة العيد الأكبر، محيين بذلك الذكرى الخالدة، ذكرى مولد النبي الأعظم، محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

في ميدان السبعين، تكشف المشهد العجيب: بحر من الأرواح المؤمنة، لا حد له ولا حاجز، ترتج الأرض تحت أقدامهم وترتفع الأصوات بالصلاة والتسبيح، كأن الرسول الحبيب يطأ الأرض بينهم، فيروي الظمأ بحبه، وتنجلي الهموم بقربه. لقد عجزت الألفاظ أن تصف ما في القلوب من شعور، فاللسان يقصر والمعنى يتجاوز الحدود.

وها هي الذكرى تأتي بعد انتظار طويل، كالغيث بعد الجدب، في الثاني عشر من ربيع الأول، يوم طلعت فيه الشمس على أكرم وجود، وأعظم بشر، فأضاء العالم بنبوته، وحطم بالقرآن الأصنام والأوهام.

ثم أطل القائد السيد عبدالمالك بدر الدين الحوثي، يحيي رجالا وأنصارا، جاءوا ضيوفا على رسول الله، في مأدبة الإيمان والولاء. وقد كان في حضورهم تأكيد على أن اليمن ــ بطولته وإباؤه ــ لا يزال يحمل لواء الحق، وينطق بحكمة الإسلام، ويجسد مقولة الرسول فيهم: “أهل الإيمان والحكمة”.

ولم يكن الاحتفال مجرد ذكرى تستحضر، بل كان رسالة توجه إلى العالم: رسالة تذكر بمسؤولية الأمة دون شعوبها وأبنائها، ولاسيما في نصرة أهل غزة المحاصرين، المعرضين لجرائم الإبادة والتجويع دون أن تتحرك أنظمة العرب والمسلمين.

وهكذا، أعاد اليمنيون إلى الأذهان مكانة النبي العظيمة، ودوره التحرري، ورسالته الإنسانية العالمية. وعكس المهرجان المحمدي الهائل سمو الوعي وثبات الإيمان والالتفاف حول قيادة حكيمة أعادت لليمن مجده وعزه، وصانت هويته الإيمانية الأصيلة.

فطوبى لشعب يعيش للدين والحق، ويموت على حب الرسول والاقتداء بسنته. والسلام على من اتبع الهدى.

قد يعجبك ايضا