اعتبر رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، أن الاتحاد الأوروبي يعيش حالة من التفكك، محذرا من أن ميزانية السنوات السبع المقبلة قد تكون الأخيرة للتكتل إذا لم تُتخذ تغييرات جذرية.
وقال أوربان في كلمة له خلال افتتاح الموسم السياسي في مدينة كوتشي، وفقا لما أوردته وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء اليوم الأثنين: “أعتقد أن الاتحاد الأوروبي دخل الآن في حالة تفكك. وإذا استمر على هذا النحو – وهو أمر مرجح جدا – فإن الاتحاد سيدخل التاريخ كنتيجة محبطة لتجربة نبيلة”.
وذكّر رئيس الوزراء المجري بأن الاتحاد الأوروبي مطالب الآن بإقرار ميزانية مشتركة جديدة للفترة 2028-2035.
وأضاف: “حتى إذا نجحنا في تمرير هذه الميزانية، وهو ما نشك فيه بجدية، فإنها ستكون آخر ميزانية سبع سنوات للاتحاد الأوروبي. وإذا استمرت الأمور بهذا الشكل، فأعتبر من المستحيل تماما إقرار ميزانية مشتركة بعد عام 2035”.
واقترح أوربان مخرجاً محتملاً من الأزمة يتمثل في تشكيل أربع “دوائر” للتعاون: الدائرة الخارجية تضم دولاً ترغب في التعاون في مجالي الأمن وأمن الطاقة، وقد تشمل ليس فقط دول الاتحاد بل أيضاً تركيا والمملكة المتحدة وأوكرانيا؛ الدائرة الثانية تشمل الدول التي تتشارك سوقاً مشتركاً على غرار السوق الداخلية الأوروبية؛ الدائرة الثالثة تضم دول منطقة اليورو ذات السياسة النقدية الموحدة؛ أما الدائرة الرابعة فتجمع الدول الراغبة في اتحاد سياسي وثيق قائم على مبادئ سياسية مشتركة.
وختم أوربان بالقول: “إن مثل هذا الهيكل المرن فقط هو القادر على ضمان التفاعل بين الدول الأوروبية بمستويات مختلفة من التعاون… وإذا لم ننتقل إلى هذا النظام، فسوف ينهار الاتحاد الأوروبي”.
وكان أوربان قد صرّح، في وقت سابق، أن استمرار الاتحاد الأوروبي في سياساته الاقتصادية الحالية يعني أن أيامه باتت معدودة، وأنه سينهار من تلقاء نفسه دون حاجة إلى الخروج منه، مؤكداً أن الفترة المتاحة لإحداث تغييرات جذرية لا تتجاوز عامين إلى ثلاثة أعوام، محذراً من أن أوروبا ستنهار أمام أعين الجميع إذا لم يُستبدل الليبراليون في بروكسل بحكومات “وطنية”، ومشيراً إلى أن “تطهيراً” مشابهاً لما يجري في الولايات المتحدة بات ضرورياً.