الثورة نت/ يحيى جارالله
على نحو غير مسبوق خرج الملايين من أبناء الشعب اليمني اليوم، في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات لإحياء عيدهم الأكبر، ذكرى مولد أعظم وأشرف خلق الله، الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ففي العاصمة صنعاء تهافت الملايين وحثوا الخطى صوب ساحة المهرجان الأكبر بميدان السبعين، حيث استمر توافد الحشود لساعات طويلة قبل أن يكتمل المشهد المحمدي البديع لأكبر تجمع بشري على مستوى المنطقة والعالم.
حينها شعر الجميع بقربهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فعجز الكلام عن التعبير والبوح بكل ما في نفوسهم من مشاعر الحب والاشتياق للحبيب المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وفي حضرة الرسول الأعظم هللت الملايين ورددت عبارات الإجلال والتعظيم والإعزاز لأعظم وأحب إنسان إلى الله تعالى، وعلت أصواتهم بالصلاة والسلام عليه وعلى آله الأطهار.
فبعد طول انتظار هل مولد النور، وجاء الثاني عشر من ربيع الأول، فعمت البهجة والسرور بحلول عيد الأعياد، وخير يوم طلعت فيه الشمس، ذكرى مولد الرسول الأعظم، يومٌ بعث الله فيه خاتم أنبيائه ورسله ليكون للعالمين رحمة، ويهديهم إلى سواء السبيل، حيث الفلاح والنجاة.
استشعر الجميع عظمة هذا اليوم الذي أكرم الله فيه البشرية بخير البرية، فأقام به الميزان، وأنزل عليه القرآن، وفرق به الكفر والبهتان، وحطم به الأوثان والصلبان، جاعلا من أمته خير الأمم.
وبعدما اكتمل المشهد أطل السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ملقيا التحية والسلام على ضيوف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، شاكرا تفاعلهم وحفاوتهم وحضورهم المهيب في إحياء ذكرى مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.. معتبرا هذا الحضور
توج اليمانيون اليوم احتفالاتهم بهذه المناسبة العظيمة، ونالوا شرف المشاركة في إحيائها بأكبر تجمع بشري على وجه الأرض، مجسدين بخروجهم الملفت مقولة النبي فيهم بأنهم “أهل الإيمان والحكمة”، ومؤكدين في الوقت نفسه أنهم أصحاب الفطرة السليمة، والقلوب المستقيمة، المحبين لرسول الله والسائرين على منهاجه، في الجهاد والتضحية، المدافعين عن قضايا الأمة، والمناصرين لمن ظُلم من شعوبها.
أثبت أحفاد الأنصار بكل تلك الحشود التي عجزت الساحات عن احتوائها، مدى التفافهم وحبهم وانتمائهم لخاتم المرسلين محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله، وما يحتله النبي من مكانة عظيمة في قلوبهم، وأنهم كانوا وما يزالون الأقرب إليه، ومن يحملون لواء الحق من بعده.
أعاد المهرجان المحمدي الأكبر تذكير كل شعوب وأبناء الأمة بالمسؤولية الدينية والأخلاقية الواقعة على عاتقهم تجاه نصرة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للتجويع والإبادة الجماعية على أيدي الصهاينة منذ قرابة عامين دون أي تحرك أو موقف من قبل الأنظمة العربية والإسلامية لإيقاف جريمة القرن في غزة ووضع حد لما يتعرض له شعب فلسطين المسلم من قتل وتنكيل وتجويع وحصار.
كما أعادت الجماهير اليمنية تذكير شعوب العالم بعظمة ومكانة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي غير مجرى التاريخ وأضاء بنوره الكون ماحيا دياجير الظلام، ومحطما أغلال العبودية وأساطين الظلم والفساد التي تحاول اليوم فرض هيمنتها من جديد مستغلة ضعف وشتات شعوب الأمة وابتعادها عن نبيها محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعن نهجه الجهادي الرافض للظلم والاستبداد والخنوع والموالاة لأعداء الله.
وعكست المهرجانات المحمدية في العاصمة والمحافظات مستوى الوعي الإيماني الذي يتميز به أبناء الشعب اليمني وما يحملونه من معنويات عالية وثبات منقطع النظير والتفاف كبير حول قيادتهم الحكيمة التي أعادت إلى اليمن أمجاده وعززت ارتباطه بهويته الإيمانية وقادته بحكمة واقتدار وصولا إلى ما هو عليه اليوم من عزة ومنعة وشموخ على كافة المستويات.