الثورة / عادل عبدالله حويس
تحت سماء ملبدة بالغيوم انهمرت الأمطار بغزارة لتتحول الشوارع إلى أنهار من المياه حاملة معها آلامًا جديدة وذكريات مؤلمة. سيول عارمة اجتاحت عدداً من المناطق، مخلفة وراءها آثار دمار فادحة. عشرات المنازل، بينها قصور أثرية وتاريخية انهارت تحت وطأة المياه تاركة عائلات بلا مأوى وذكريات بلا جدران.
في مشهد مأساوي.. فقد العديد من المواطنين أرواحهم وتضررت البنية التحتية بشكلٍ غير مسبوق. كانت تلك اللحظات كفيلة بإظهار هشاشة الوضع الذي تعيشه البلاد حيث غابت السلطات المحلية والمركزية عن المشهد تاركة المواطنين لمواجهة المصير وحدهم. كان الوضع أكثر مأساوية في ظل غياب الاستجابة الفورية من الجهات المعنية والتي كان ينبغي عليها أن تكون حاضرة لتقديم العون والمساعدة.
كما تتجلى مأساة السيول في عيون الأطفال الذين فقدوا منازلهم وأحبتهم، وفي دموع الأمهات اللواتي فقدن الأمان في لحظات. الأسئلة تتوالى: أين كانت السلطات عندما كانت الحاجة ماسة للتدخل؟ وأين هو الدعم الذي يجب أن يصل في أوقات الأزمات؟
إن مثل هذه الكوارث ليست مجرد حدث عابر بل هي دعوة للتأمل في كيفية إدارة الأزمات في البلاد. يجب أن نعيد التفكير في كيفية التحضير لمواجهة الكوارث الطبيعية وفي أهمية وجود خطط طوارئ فعالة.
لقد أثبتت الأحداث أن الفشل في التعامل مع مثل هذه الأزمات يمكن أن يؤدي إلى عواقب مدمرة ويجب أن تكون هذه المآسي حافزًا لبناء مستقبل أكثر أمانًا.
في ختام هذه المأساة يبقى الأمل معقودًا على قدرة الشعب اليمني على النهوض مجددًا وعلى ضرورة أن تتكاتف الجهود لتقديم الدعم والمساعدة حتى لا تتكرر مثل هذه الكوارث.