اعداد/محمد ابوهيثم

سلام عليك رسول الرحمة

 

 

السلام عليك يارسول الله..السلام عليك يارحمة الله،ونعمة الله،التي لاتحصى على البشر والطير والحجر..
سلام عليك وعلى آلك وصحبتك الكريمة حتى يوم النشور..
في يوم رحلتك الى المدينة ،كانت معه
لبشرية على موعد جديد وميلاد عظيم لم تشهده الامة التي اصبحت الاسلامية فيما بعد ،وصار وجودها الانساني على مستوى الارض بصورة شاملة..وكاملة الاركان..
من أهم أحداث التاريخ الإسلامي والبشرية ، باعتبار أنه حدث تجلت فيه إرادة أمةٍ كاملة البنيان وانتهجت طريق النهضة والعمل والثقة بالله تعالى خالق هذا الكون ، وتخطي جميع العقبات لتصنع تاريخها ومجدها العظيم،وترفع مجدها ، وكانت محطة فارقة في تاريخ الأمة الإسلامية في جميع فصولها ومجد فرسانها.
ان الهجرةالنبوية التي قام بها سيد الخلق النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله،كانت تاريخ جديد في مسار الانسانية بصورة شاملة.
وكانت هي الجمال والتسامح والسلام والمحبة ونشر
العدالة والخير ومسارات الطرقات التي يحفها السلام والامن.
مديح من القلب
والمديح النبوي فن شعري أصيل نشأ مع ظهور الإسلام، ويُعنى بتمجيد النبي -صلى الله عليه وسلم وآله والثناء على خصاله وشمائله، وبدأ هذا الفن في حياة النبي واستمر بعد وفاته، حيث اعتُبر المديح بعد الوفاة خطابًا للأحياء لا رثاءً، وتميّز شعراء كبار في هذا المجال مثل حسان بن ثابت، وكعب بن زهير، والبوصيري وأحمد شوقي، وانتشر المديح النبوي بفضل ارتباطه بالجانب والعاطفة الدينية الصادقة، وأصبح جزءًا من الأدب العربي ،والجوانب الروحية..
وعلى هذا الارض الشاسعة والواسعة بما اغدق عليه الرحمن بالخير والمن والسلوى..نشر فيه الجليل الكثير من اغاريد الشكر والحمد الذي يتوقف ابدا..
وكم من الاصوات الجميلة ترنمت وشدت وسبحت للخالق وعظمت ماوجدت وشاهدت .
محمد خير الخلق
ومن هذه الاصوت المتعددة ،اصوات شعرية ابدعت في مناجاة الحبيب المصطفى،سلام المختار الكريم عليه وبركاته..
ومن هذهالاصوات الشاعر محمدشاهر قرنفل وقصيدته (محمد نور الهدى) قول في مطلعها:
(مُحَمَّدٌ خَيْرُ الْخَلْقِ، وَالْكَوْنُ يُفْتَدَى
بِنُورِكَ إِذْ ضَاءَتْ عَلَى الْأَرْضِ مَشَارِعُ
أَتَانَا هُدًى فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ مُشَرَّعًا
فَأَنْتَ لِمَنْ ضَلَّ السَّبِيلَ الْمُسَارِعُ
سِرَاجُ الْهُدَى، مِنْ مِشْكَاةِكَ طَالِعٌ
فَأَنْتَ لِقَلْبِي نُورُهُ وَالْمَصَانِعُ
إِذَا ضَاقَتِ الدُّنْيَا عَلَيْكَ، فَإِنَّمَا
لَكَ اللَّهُ، وَالْأَفْلَاكُ بَيْنَكَ سَامِعُ
بِأَخْلَاقِكَ الزَّهْرَاءِ زَانَتْ قُلُوبَنَا
فَأَنْتَ النَّدَى فِي كَفِّهَا وَالْأَصَابِعُ
لِحُسْنِكَ يَا خَيْرَ الْأَنَامِ تَحَيَّرَتْ
عُيُونُ الْوَرَى، إِذْ أَنْتَ مِثْلُ الْبَدَائِعُ
أَتَيْتَ بِرِفْقٍ، وَالْيَتَامَى يَهِيمُهُمْ
حَنَانُكَ، إِذْ عَمَّتْ عَلَيْهِمْ مَدَارِعُ
وَفِي جُودِكَ السَّامِي تَطِيبُ نُفُوسُهُمْ
فَأَنْتَ لِمَنْ يُعْطِي النُّفُوسَ بَدَائِعُ
وَمِنْ كَفِّكَ الطَّاهِرَةِ الْخَيْرُ نَابِعٌ
كَأَنَّ السَّمَاءَ فَوْقَكَ النُّورُ يَافِعُ
إِذَا قِيلَ فِي مَدْحِ الْأَنَامِ مُحَمَّدٌ
تَسَامَتْ عَلَى كُلِّ الْمَعَالِي الْمَطَامِعُ
أَتَى بِالْهُدَى، وَالْعَدْلُ مِنْهُ رِسَالَةٌ
بِهِ قَامَتِ الدُّنْيَا، وَصَحَّتْ مَشَارِعُ
عَظِيمٌ تَسَامَتْ فِي الْعُلَا سِيرَتُهُ
وَفِي ظِلِّهِ كُلُّ الْأَنَامِ تَتَاجِعُ
هُوَ الرَّحْمَةُ الْكُبْرَى، هُوَ النُّورُ مُشْرِقٌ
إِذَا اشْتَدَّتِ الْأَيَّامُ جَاءَكَ رَاجِعُ).
ضمائر تغرد
*في يوم المولد النبوي الشريف..تترنم القلوب وتشدو الارواح
والضمائر بصاحب المولد العظيم،وبمولده الشريف..وتدلى الاعماق والمشاعر والأفئدة بحب وعشق الحبيب المصطفى..وهاهي القلوب تشدو .. والضمائر تغرد بما قالت لها الايام ان تترنم..وهاهو الشاعر تميم البرغوثي:
ما ليْ أَحِنُّ لِمَنْ لَمْ أَلْقَهُمْ أَبَدَا
وَيَمْلِكُونَ عَلَيَّ الرُّوحَ والجَسَدَا
إني لأعرِفُهُم مِنْ قَبْلِ رؤيتهم
والماءُ يَعرِفُهُ الظَامِي وَمَا وَرَدَا
وَسُنَّةُ اللهِ في الأحبَابِ أَنَّ لَهُم
وَجْهَاً يَزِيدُ وُضُوحَاً كُلَّمَا اْبْتَعَدَا
كَأَنَّهُمْ وَعَدُونِي فِي الهَوَى صِلَةً
وَالحُرُّ حَتِّى إذا ما لم يَعِدْ وَعَدَا
وَقَدْ رَضِيتُ بِهِمْ لَوْ يَسْفِكُونَ دَمِي
لكن أَعُوذُ بِهِمْ أَنْ يَسْفِكُوهُ سُدَى
يَفْنَى الفَتَى في حَبِيبٍ لَو دَنَاوَنَأَى
فَكَيْفَ إنْ كَانَ يَنْأَى قَبْلَ أن يَفِدَا
بل بُعْدُهُ قُرْبُهُ لا فَرْقَ بَيْنَهُمَا
أزْدَادُ شَوْقاً إليهِ غَابَ أَوْ شَهِدَا
أَمَاتَ نفسي وَأَحْيَاها لِيَقْتُلَها
مِنْ بَعدِ إِحيَائِها لَهْوَاً بِها وَدَدَا
وَأَنْفَدَ الصَّبْرَ مِنِّي ثُمَّ جَدَّدَهُ
يَا لَيْتَهُ لَمْ يُجَدِّدْ مِنْهُ مَا نَفِدَا
تعلق المَرْءِ بالآمَالِ تَكْذِبُهُ
بَيْعٌ يَزِيدُ رَوَاجَاً كُلَّمَا كَسَدَا
جَدِيلَةٌ هِيَ مِن يَأْسٍ وَمِنْ أَمَلٍ
خَصْمانِ مَا اْعْتَنَقَا إلا لِيَجْتَلِدَا
يَا لائِمي هَلْ أَطَاعَ الصَّبُّ لائِمَهُ
قَبْلِي فَأَقْبَلَ مِنْكَ اللَّوْمَ واللَّدَدَا
قُلْ للقُدَامَى عُيُونُ الظَّبْيِ تقتلُهُم
مَا زالَ يَفْعَلُ فِينا الظَّبْيُ ما عَهِدَا
لَمْ يَصْرَعِ الظَّبْيُ مِنْ حُسْنٍ بِهِ أَسَدَاً
بَلْ جَاءَهُ حُسْنُهُ مِنْ صَرْعِهِ الأَسَدَا
وَرُبَّمَا أَسَدٍ تَبْدُو وَدَاعَتُهُ
إذا رَأَى في الغَزَالِ العِزَّ والصَّيَدَا
لَولا الهَوَى لَمْ نَكُنْ نُهدِي ابْتِسَامَتَنَا
لِكُلِّ من أَوْرَثُونا الهَمَّ والكَمَدَا
وَلا صَبَرْنَا عَلَى الدُّنْيَا وَأَسْهُمُها
قَبْلَ الثِّيابِ تَشُقُّ القَلْبَ والكَبِدَا
ضَاقَتْ بِمَا وَسِعَتْ دُنْياكَ وَاْمْتَنَعَتْ
عَنْ عَبْدِهَا وَسَعَتْ نَحوَ الذي زَهِدَا
يا نَفْسُ كُونِي مِنَ الدُّنْيَا عَلَى حَذَرٍ
فَقَدْ يَهُونُ عَلَى الكَذَّابِ أَنْ يَعِدَا
وَلْتُقْدِمِي عِنْدَمَا تَدْعُوكِ أَنْ تَجِلِي
فَالخَوْفُ أَعْظَمُ مِنْ أَسْبَابِهِ نَكَدَا
لْتَفْرَحِي عِنْدَمَا تَدْعُوكِ أَنْ تَجِدِي
فِإنَّهَا لا تُسَاوِي المَرْءَ أَنْ يَجِدَا
وَلْتَعْلَمِي أَنَّهُ لا بَأْسَ لَوْ عَثَرَتْ
خُطَى الأكارمِ حَتَّى يَعرِفُوا السَّدَدَا
ولا تَكُونِي عَنِ الظُلام راضِيَةً
وَإنْ هُمُو مَلَكُوا الأَيْفَاعَ وَالوَهَدا
وَلْتَحْمِلِي قُمْقُمَاً في كُلِّ مَمْلَكَةٍ
تُبَشِّرِينَ بِهِ إِنْ مَارِدٌ مَرَدَا
وَلْتَذْكُرِي نَسَبَاً في الله يَجْمَعُنَا
بِسَادَةٍ مَلأُوا الدُّنْيَا عَلَيْكِ نَدَى
فِدَاً لَهُمْ كُلُّ سُلْطَانٍ وَسَلْطَنَةٍ
وَنَحْنُ لَوْ قَبِلُونَا أَنْ نَكُونَ فِدَا
عَلَى النَّبِيِّ وَآلِ البَيْتِ والشُّهَدَا
مَوْلايَ صَلِّ وَسَلِّمْ دَائِمَاً أَبَدَا
الكثير من الكرم
ومن لبنان يصدح صوت الشاعر مارون عبود بقصيدته الجميلة التي يمدح فيها صفاتك النبي محمد صلى عليه وسلم وآله وفيها الكثير من الصفات وكثير من شيم الكرم ..وفي هذا القصيدة يقول شاعرها:
وسمحتَ ثم صفحتَ عن آثامهم
وغمرتَهم بالفيءِ والإحسان
لله دينك جنةٌ مختومةٌ
من كل فاكهةٍ بها زوجان
دينٌ تدفّق حكمةً وتجدداً
كالبحر لفظاً والسماءِ معاني
ألّفت منه وحدةً كونيةً
العبدُ والمولى بها نِدان
يامَنْ يموتُ ودرعه مرهونةٌ
قد دُستَ مجدَ الأصفرِ الرّنان
لو أَدّتِ الناسُ الزكاةَ وأنصفوا
ما كان في الدنيا فقيرٌ عاني
يسّرتَ للناس الشؤونَ فأيسروا
أما الهوى فكبحتَهُ بعِنان
وجمعت حولك يا رسولُ صحابةً
بعمائمٍ أزهى من التيجان
خَشُنَتْ ملابسهم ولان جوارهم
بالعدل فالأعداءُ كالإخوان
تشقى العدالةُ في القصور وأنت قدْ
أسعدْتَها بمضاربِ العربان
أمعلمَ التوحيد وَحِّد أمةً
قدْ فرقَتْها نُعرة الأديان
يتنازعون على السماء وأرضهم
في قبضة الرُّواد والحَدثان
فلتنحنيْ الأجيالُ إجلالاً لدى
ذكرِ النّبي الأطهر العدنان
ولينعق المتعصبون فلم يَضُرْ
طيرَ الجنان تمنطقُ الغربان
واحة ومدى
ويترنم الشاعر احمدالمعرسي باحدى قصائده التي يمدح فيها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وآله وفيها يسكب عصارة ذهنه المشتعل بذكر الحبيب سيد البشر، وحبيب الرحمن..وفي هذه القصيدة يقول شاعرنا:
مِنْ سَكرةِ الوجدِ والأشواقِ أجمعُهُ
وفي حنايا صلاةِ الروحِ أسمعُهُ
روحي له, لا أطالَ اللهُ في بَصَرٍ
إن لم يطرْ بي إليه حين أرفعُه
يا دهشةَ الشوقِ أنفاسي مسافرةٌ
لِـمَنْ دموعي ببابِ اللهِ تسجعُه
روحي لمعناهُ سُجادٌ على سُرُرٍ
من الصباباتِ ربُّ الكونِ يَصنعُه
لأنه بابُ بابِ اللهِ, واحتُه
خضرُ التسابيحِ, فاهتفْ حين تَقْرَعُه:
يا سيدَ الخلقِ كنْ للصبِّ مُغتسَلاً
فالجمرُ عيناهُ, والنيرانُ أدمعُه
صلّى عليه الذي أذكى بصورتِهِ
نوراً, يدُ الغيبِ في الدنيا تُشَعْشِعُه
فالمصطفى مَهْبـِطُ الأنوارِ, ما لمعتْ
شمسُ الهداياتِ إلاّ بانَ مطلعُه
* * *
يا مولدَ النورِ سهمُ الشوقِ في كبدي
لا باركَ اللهُ يوماً فيه أَنـْـزِعُه
أُحبُّ طه, ولي في مدحِهِ نَسَبٌ
وفازَ من في دروبِ الحُبِّ يَتبعُه
فالمصطفى مُلتقى الأرواحِ ،ملجأُ مَنْ
ريحُ التناهيدِ في الدنيا تُوزِّعُه
أتى وليلُ المنايا شاهراً جبلاً
من الضلالاتِ فوقَ الخلقِ يرفعُه
فكان للكونِ نوراً، مَنْ تَعَشَّقه
حبّاً، أُحيطتْ بنورِ اللهِ أضلُعُه
* * *
يا مهبطَ النورِ، أشواقي إليكَ بلا
حدٍّ, فكونوا لمن جافاه مضجعُه
كم لي أسافرُ في روحي إليك, وكم
قال المعنَّى: بأن الشوقَ يُمْتِعُه!
لا عشتُ إن غبتَ عني نصفَ ثانيةٍ
يا من فؤاديَ والأنفاسُ مخدعُه
* * *
يا مولدَ النورِ في عصرِ الظَّلامِ أَجرْ
صبحَ المساكينِ من ليلٍ يُقطّعُه
في كلِّ قُطْرٍ لمعنى ديـنـِـنا جسدٌ
الكفرُ يرديه, والإرهابُ يُوجِعُه!
وكم فقيهٍ لوجهِ اللهِ يذبَحُنا!
وكم إمامٍ بسيفِ الحقدِ نَخلعُه!
ما عادَ للحُبِّ في أوطانِنا وطنٌ
مَنْ ينسجُ الحبَّ فينا أو يُرقِّعُه؟

قد يعجبك ايضا