الثورة نت /..
يستقبل أبناء محافظة صنعاء كغيرهم من أبناء اليمن في مختلف المحافظات، بشغف كبير ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم للعام 1447هـ.
وحرصت قيادة المحافظة منذ الأسبوع الأول من شهر صفر الحالي على التهيئة والاستعدادات الرسمية والشعبية في مركز المحافظات والمديريات، لإحياء المناسبة الدينية الجليلة بأجمل حُلَّة، لإبراز عظمة الذكرى التي تشكل حدثاً فارقاً غيرّت مجرى التاريخ الإنساني.
وعملت الجهات المعنية على تزيين المرافق والمنشآت الحكومية والمنازل وقمم الجبال والهضاب والتلال في مديريات صنعاء المترامية الأطراف، في أبهى صورة، اكتست اللون الأخضر والقناديل الضوئية الملونة المعبرة عن الفرحة بقدوم هذه المناسبة التي تجسّد ولاء اليمنيين الحقيقي والصادق للنبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.
وشهدت محافظة صنعاء بكافة مديرياتها، لقاءات تحضيرية وتدشينية للفعاليات المكرسة للاحتفاء بهذه المناسبة الدينية على مستوى مركز المحافظة والمديريات والعزل والقرى، للتعبير عن مكانة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في القلوب والوجدان.
تكتسب ذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام، أهمية خاصة في ظل ما يشهده العالم من تحديات، أبرزها ما يحدث في الأرض الفلسطينية وما يجري في قطاع غزة من حرب عدوانية ومجازر وحشية من قبل كيان العدو الصهيوني المدعوم أمريكياً وأوروبياً، وما يُحاك ضد أبناء المنطقة من مخططات تستهدف الهوية والتاريخ، والحضارة الإسلامية.
تتزامن مناسبة المولد النبوي، مع التطورات الإقليمية والدولية في ظل الحرب الإجرامية التي يقترفها العدو الصهيوني في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، قضية الأمة المركزية والأولى، وكذا مع الموقف اليمني المشرف بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لإسناد غزة ودعم المجاهدين في القطاع، لمواجهة الصهيونية العالمية.
إحياء اليمنيين لذكرى المولد النبوي، والاستعدادات المبكرة والتحضيرات النوعية والمختلفة عن سابقاتها من الأعوام الماضية، رسالة واضحة تؤكد للعالم بأن نبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه وآله، حيٌ في نفوس كل أبناء الأمة ولن يُخذَل كما فعل اليهود بأنبيائهم، بل سيظل ذكره وستستمر دعوته، مصداقًا لقول الله جل وعلا “ورفعنا لك ذكرك”.
وبوتيرة عالية وحبٍ جَمْ يتنافس أبناء محافظة صنعاء، في بذل الجهود الرسمية والشعبية لإحياء فعاليات وأنشطة ذكرى المولد النبوي الشريف للعام الجاري، يرافق ذلك استكمال الترتيبات لتزيين المباني والشوارع والمساجد والمنازل ورسم شعارات ولافتات معبرة عن الفرحة وعظمة المناسبة في الجبال والأودية وعلى أسطح المنازل.
وستكتمل الفرحة بقدوم هذه المناسبة الجليلة يوم الـ 12 من شهر ربيع الأول القادم في فعالية مركزية ستقام في العاصمة صنعاء وكافة المحافظات، للتعبير عن مدى ارتباط اليمنيين وحبهم للرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، واعترافاً بنعمة الله وكرمه ورحمته بالعالمين واقتداء بنهجه والقيم والمبادئ التي دعا إليها.
إحياء اليمنيين لذكرى مولد النبي الخاتم واحتفالهم بالنور العظيم، يجسد وفائهم للنبي المجتبى صلوات الله عليه وعلى آله، المتجذر في نفوسهم جيلًا بعد جيل، فضلًا عن كون هذه المناسبة محطة لترسيخ المبادئ وتعزيز الوعي الإيماني في القلوب.
تتميز مناسبة المولد النبوي، بمظاهر احتفالية متنوعة في مختلف المديريات، تضمنت أناشيد المدح وقصائد وأهازيج في حب النبي في أمسيات وحلقات الذكر بالمساجد وترديد موشحات للتذكير بسيرته العطرة في المجالس العامة، ومن خلالها يستلهم الجميع معاني الولاء لله والانتماء لدينه ورسوله الكريم عليه الصلاة والسلام.
تشهد قرى وعزل مديريات محافظة صنعاء ومربعات المدن يومياً فعاليات وأمسيات ثقافية وخطابية، ابتهاجاً بالمناسبة التي تعتبر محطة إيمانية وتعبوية مهمة باتجاه تعزيز الصمود وتعميق الارتباط برسول البشرية -صلوات الله عليه وآله.
على الجانب الرسمي، تواصل المجالس المحلية في المديريات تنفيذ خطة الاحتفالات بمشاركة المكاتب التنفيذية والقطاعات في تنظيم فعاليات احتفالية ومشاركات شعبية واسعة وتفاعل غير مسبوق ما يشكل لوحة محمدية فريدة وصورة مشرقة تليق بمكانة الرسول الأعظم.
محافظ المحافظة عبدالباسط الهادي، أكد لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن ذكرى المولد النبوي الشريف، أصبحت محطة إيمانية تربوية للتزود بالقيم الإنسانية التي أرسى مداميكها الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله، لتعزيز التكافل الاجتماعي ورعاية المحتاجين والوقوف إلى جانبهم وفق قانون حياة سنّه بقوله “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
وأشار إلى أن الاحتفال بالذكرى، يجسد عظمة الارتباط بالرسول الأعظم والولاء لله عز وجل، موضحاً أن إحياء اليمنيين لهذه المناسبة ليس وليد المرحلة وإنما منذ بداية الدعوة للإسلام، باحتفال أهل اليمن الأنصار بمقدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة المنورة، وكان ذلك بمثابة إعلان الفرحة والابتهاج بمقدمه حتى اليوم.
وعدّ المحافظ الهادي، إحياء مناسبة المولد النبوي، رسالة واضحة للعالم بصمود أبناء الشعب اليمني وحرصهم على إحياء القيم والمبادئ التي سار عليها آباؤهم وأجدادهم، حاثاً الجميع على التفاعل مع الأنشطة والفعاليات الاحتفالية بهذه المناسبة.
وقال “لا حياة بكرامة وعزة إلا باتباع الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وحبه والعمل بمنهجه الرباني الصحيح”، داعياً إلى استحضار مظلومية أبناء غزة في كل فعاليات وأنشطة ذكرى المولد النبوي.
وشدد على ضرورة الإعداد والتحضير الجيد لفعاليات ذكرى المولد النبوي، خاصة وأنها تتزامن مع مرور عام على تشكيل حكومة التغيير والبناء، والموقف المشرف لليمن قيادة وحكومة وشعبا في نصرة الشعب الفلسطيني.
ودعا محافظ صنعاء، أبناء المحافظة إلى مواصلة عمليات التعبئة والوقوف بحزم لمواجهة كل الدعوات الهدامة الهادفة إلى تمزيق النسيج الاجتماعي وزعزعة أمن واستقرار البلاد، محذراً كل من تسول له نفسه العمل لخدمة العدو الصهيوني، الأمريكي.
بدوره أكد أمين عام محلي المحافظة عبدالقادر الجيلاني، أن مشاركة أبناء اليمن وتفاعلهم لإحياء ذكرى المولد النبوي، نابع من قلوب صافية، منقادة لأمر الله، منوهًا بتفاعل أبناء المحافظة وتمسكهم بالمنهج المحمدي والجهاد المقدس ومواكبة المرحلة، وإظهار المحبة، للرسول الأكرم عليه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وحث على إعطاء المناسبة حقها من الاحتفاء، واعتبارها فرصة لتعزيز قيم ومبادئ ومكارم أخلاق الرسول الكريم في أوساط اليمنيين، والاعتزاز بالثقافة القرآنية والهوية الإيمانية، التي جاءت المسيرة القرآنية لتجديدها، والدعوة لتجسيدها واقعاً في حياة المسلمين.
فيما أشار وكيل أول المحافظة حميد عاصم إلى أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي بهذا الزخم، يعكس صدق إيمان اليمنيين بالله ورسولهم القدوة، وحرصهم على التمسك بالرسالة المحمدية ومواصلة دورهم في مواجهة قوى الشرك والضلال في هذا العصر “أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني” وكل من سار على دربهم في معاداة الأمة الإسلامية المحمدية.
واعتبر الاحتفال بهذه المناسبة، محطة انطلاق للاستشعار بوحدة الأمة، واستعادة مكانتها في مواجهة قوى الشر والعدوان، ورفض الخضوع ومحاربة طغاة العصر.
ولفت الوكيل عاصم، إلى أن إحياء ذكرى المولد النبوي، فرصة للتزود من سيرة ونهج الرسول عليه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، داعياً أبناء المحافظة إلى المشاركة في إحياء هذه المناسبة بما يليق بمكانة النبي الكريم والسراج المنير محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ويحتفل أبناء محافظة صنعاء، مع أبناء المحافظات اليمنية بهذه المناسبة للتعبير عن حبهم وارتباطهم بالنبي الأعظم والسير على نهجه وإحياء سنته والتأسي بقيمه ومبادئه وأخلاقه سلوكاً ومنهجاً وتعزيز الروح الإيمانية والمضي على الدرب المحمدي.
وحَفِلَتْ الأيام الماضية بالعديد من الفعاليات الاحتفالية بهذه الذكرى في مختلف القرى والعزل والأحياء والساحات العامة في المدن، في حين تستمر مظاهر الابتهاج في كل مديريات المحافظة وعزلها وقراها لتتوج بالاحتفالية المركزية يوم الـ 12 ربيع الأول المقبل.
وفي خضم الاحتفال بهذه المناسبة، عُقدت لقاءات مركزية ومحلية للتحشيد للأنشطة والفعاليات الاحتفالية، وتنفيذ نزول ميداني، للتثقيف لإنجاحها وسط تفاعل لافت من قبل أبناء محافظة صنعاء، بما يعزز من الولاء والانتماء للنبي الخاتم عليه الصلاة والسلام.