طبيبة بريطانية عائدة من غزة تكشف: شهدت موت 60 طفلاًً جوعاً بسبب التجويع “الإسرائيلي”

الثورة نت/..

قالت الطبيبة البريطانية، فيكتوريا روز، التي عملت متطوعة لفترة في مستشفيات قطاع غزة، إنها شهدت وفاة 60 طفلا فلسطينيا في القطاع خلال 23 يوما فقط جراء سوء التغذية الناجم عن سياسة التجويع التي ينتهجها الكيان الإسرائيلي.

وقالت الطبيبة روز، في مقابلة مع وكالة الأناضول، نشرتها اليوم الخميس، إن الأوضاع الإنسانية والصحية بغزة “تسوء كل دقيقة مع القتل اليومي للأطفال جراء الجوع”.

وروز، جرّاحة تجميل شاركت في بعثة طبية تابعة لمنظمتي “الإغاثة الإسلامية” و”أيديالز” البريطانيتين، وعادت مؤخراً إلى بلادها بعد العمل في المستشفيات الميدانية داخل غزة.

وأضافت: “عندما غادرت غزة في 4 يونيو الماضي، كانت الأوضاع مروعة، لكنها الآن أسوأ بكثير”.

وأردفت: “عندما كنت أنا وزميلي الطبيب غراهام في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوبا، توفي 60 طفلًا بسبب سوء التغذية خلال 23 يومًا فقط، وهذا العدد في تزايد مستمر”.

وأوضحت أن “إيصال الغذاء إلى غزة بات أمرًا شبه مستحيل”، وأن “المصدر الوحيد المتبقي للطعام هو ما يسمى بـ”مؤسسة غزة للمساعدات الإنسانية”، المدعومة من “إسرائيل” والولايات المتحدة، ويعلم جميع الفلسطينيين أن الذهاب إلى نقاط توزيع هذه المؤسسة تتساوى فيه فرص الحصول على الطعام مع فرص الإصابة بالرصاص”.

وأكدت الطبيبة البريطانية، التي سبق أن أدت مهمات طبية في غزة خلال العام الماضي أيضًا، أن الأزمة الحالية بلغت مستويات “كارثية”.

ولفتت إلى أن “الجوع في غزة يتسبب بأضرار لا يمكن إصلاحها. بات من شبه المستحيل على الأطباء علاج أي مريض، فسوء التغذية يضرب جهاز المناعة ويمنع التئام الجروح، ونحن نحاول علاج ضحايا انفجارات بأجساد منهكة تمامًا”.

وتابعت: “لدينا نقص حاد في الأدوية، وخاصة المضادات الحيوية، ما يجعل الشفاء من الإصابات أمرًا مستحيلًا تقريبًا”.

كما أكدت أن الإصابات التي عاينتها خلال عملها في القطاع بأنها ناجمة بشكل رئيسي عن القصف الإسرائيلي.

وذكرت روز أن الإصابات تقع ضمن 3 فئات رئيسية وهي إصابات ناتجة عن موجات الصدمة تؤدي إلى تمزق طبلة الأذن أو الأمعاء، والفئة الثانية عبارة عن حروق شديدة ناجمة عن حرارة الانفجارات أو الحرائق اللاحقة.

وأفادت بأن الفئة الثالثة هي إصابات قاتلة نتيجة الشظايا التي تعمل كالرصاص وتتسبب في تمزق الجلد وكسور العظام وقد تخترق الصدر أو الدماغ أو الأمعاء وغالبًا ما تكون مميتة.

وكشفت الطبيبة البريطانية أن العاملين الأجانب في المجال الصحي أيضًا يعانون من الجوع، وقالت: “اضطررنا لإحضار طعامنا معنا، وكان يُسمح لنا بحمل حقيبة لا تزيد عن 23 كيلوغرامًا فقط”.

وأوضحت أن مستشفى ناصر كان يقدم للكوادر الطبية وجبتين يوميًا، لكن هذا الدعم توقف تمامًا لاحقًا.

وأضافت: “لم يكن زملائي يحصلون على أي طعام. كانوا يشترون ما يجدونه بأسعار باهظة، أو يخاطرون بالذهاب إلى نقاط توزيع المساعدات”.

ودعت الطبيبة روز، قادة العالم إلى التحرك العاجل لمواجهة الكارثة الإنسانية في غزة، مؤكدة ضرورة إيقاف الدور الحالي لما يسمى “مؤسسة غزة الإنسانية”.

وأردفت: “يجب السماح بدخول المساعدات إلى غزة عبر عدد كبير من النقاط وبكميات كبيرة، ليس فقط المواد الغذائية، بل مياه الشرب، والمواد المعقمة، واللقاحات، وخدمات الرعاية الصحية للأطفال. نحتاج إلى حلول شاملة، وليس مجرد فتات يُلقى هنا وهناك”.

ووفق أحدث معطيات وزارة الصحة بغزة، بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية وحتى أمس الأربعاء 154 فلسطينيا، بينهم 89 طفلا.

وفي 27 مايو الماضي، بدأ الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية، تنفيذ خطة لتوزيع مساعدات محدودة بعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وتحت إشراف ما يُسمى “مؤسسة غزة الإنسانية”، ما فاقم معاناة الفلسطينيين في غزة، حيث يطلق جيش العدو الإسرائيلي النار على المصطّفين لتلقي المساعدات ويجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص.

يذكر أنه في كل لحظة تصل حالات سوء تغذية ومجاعة إلى المستشفيات في غزة، حيث يعاني 900 ألف طفل في غزة الجوع، 70 ألفا منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية.

وبدعم أميركي وأوروبي، يواصل جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 60249 مدنياً فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 147,089 آخرين، حتى اليوم الخميس، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

قد يعجبك ايضا