مهرجان كرنفالي في النخيلة احتفاءً بموسم جني التمور في الحديدة

الثورة نت/..

احتضنت ساحة ملعب النخيلة بمديرية الدريهمي في محافظة الحديدة، اليوم، مهرجانا كرنفاليا شعبيا، بمناسبة موسم جني التمور “المناصف” للعام 1447هـ، وسط تفاعل جماهيري واسع عكس عمق الارتباط بين أبناء تهامة وزراعتهم المتجذّرة.

هدف المهرجان، الذي نظمته السلطة المحلية بمديرية الدريهمي وشعبة التعبئة العامة، بالتعاون مع جمعيتي مزارعي الدريهمي وساحل تهامة، إلى إبراز الموروث الزراعي والاحتفاء بموسم جني التمور، وتشجيع المزارعين على تطوير إنتاجهم وتسويق تمورهم بما يعزز من دور النخيل في الاقتصاد المحلي.

تضمن المهرجان سباقا للخيول والهجن، وعروضا للرقصات الفلكلورية والقفز على الجمال، وفقرات شعرية شعبية، بالإضافة إلى أجنحة تسويقية لعرض أنواع التمور المحلية التي تشتهر بها تهامة، في مشهد احتفالي جمع بين التراث والهوية.

وخلال المهرجان، أكد محافظ الحديدة، عبدالله عطيفي، أهمية المهرجانات الزراعية في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الزراعة ودورها في تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي، مشيرا إلى أن تهامة تُمثل سلة غذاء اليمن، ومصدرا للثروات الزراعية المتنوعة.

ونوه إلى أن محافظة الحديدة، وبدعم وتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، ماضية في تنفيذ الرؤية الوطنية للقطاع الزراعي، من خلال دعم الأنشطة الإنتاجية وتوسيع الرقعة الزراعية وتحفيز المزارعين.

وأوضح عطيفي أن إقامة مثل هذه الفعاليات في مديرية الدريهمي، التي تعد من ميادين الصمود في وجه العدوان والحصار، يعبر عن قدرة أبناء الحديدة على تحويل المعاناة إلى منجزات، وتحويل الأرض إلى سلاح في وجه الاستهداف الاقتصادي.

واكد بأن النخيلة ليست فقط موطنا للنخيل، بل رمز للصمود والإنتاج والعزة، وبهذا تثبت تهامة دوما أنها تمسك بزمام المبادرة، وتحسن صناعة الحياة رغم كل الجراح.

ولفت إلى ان هذه المهرجانات تُعيد التوازن للعلاقة بين المواطن والأرض، وتفتح المجال أمام المزارعين لتسويق منتجاتهم، والتعريف بقيمة المحصول التهامي على المستويين المحلي والخارجي.

وأكد محافظ الحديدة، حرص السلطة المحلية على دعم إقامة مثل هذه الفعاليات والمهرجانات في مختلف مديريات المحافظة، لما لها من أثر في تعزيز الانتماء الوطني والاقتصادي، وربط المواطن بأرضه ومصدر رزقه، وترويج المنتجات الزراعية.

وأشاد بمستوى التنظيم والإعداد للمهرجان، والرسائل الرمزية التي حملتها الفقرات الفنية والثقافية، والتي عكست عمق الموروث الشعبي التهامي وتاريخه العريق في زراعة النخيل.

فيما، أوضح وكيل المحافظة لشؤون الخدمات، محمد حليصي، أن أشجار النخيل وثمارها ارتبطت تاريخيا بأبناء تهامة، وكانت عنصرا محوريا في معيشتهم اليومية، ولا تزال تحتل مكانة مركزية في ثقافتهم الزراعية.

ولفت إلى أن مهرجانات التمور تقام سنويا في النخيلة والسويق والجاح، وتشهد حضورا جماهيريا وتجاريا واسعا من مختلف المحافظات، ما يعكس أهمية القطاع الزراعي كمحرك اقتصادي للمجتمع المحلي.

وأكد وكيل المحافظة أن الحديدة تعد من أبرز المحافظات اليمنية في إنتاج أجود أصناف التمور، ما يفتح الباب أمام فرص واعدة لتصديرها وتحقيق نهضة اقتصادية قائمة على الزراعة.

وألقيت كلمات لقيادة السلطة المحلية بالمديرية وعدد من المختصين، أكدت أهمية المهرجان في إعادة الاعتبار لأشجار النخيل وتشجيع إدخال أصناف جديدة، وتحسين أساليب العناية بالتمور وتخزينها وتسويقها.

وأشارت الكلمات إلى أن هناك جهودا تنسيقية بين الجهات المحلية والجمعيات الزراعية تهدف إلى إعداد خطة شاملة للنهوض بقطاع النخيل، وتحويل موسم المناصف إلى منصة سنوية لتبادل الخبرات وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية هذا المحصول الاستراتيجي.

وشهد السوق الشعبي المصاحب للمهرجان توافدا لافتا من الزوار، حيث عُرضت أصناف متعددة من التمور التهامية، وتخللت الأجواء فقرات فنية وشعرية ،عبرت عن موسم الحصاد وعمق الارتباط بالنخيل، في لوحة وطنية زاخرة بالفرح والاعتزاز والصمود.

وشكلت الفقرات الفنية والعروض التراثية محطة جذب رئيسية للحاضرين، بما جسّدته من رمزية عالية لمكانة النخيل في وجدان أبناء تهامة، ورسّخ حضور الزراعة كمصدر دائم للعزة والكرامة والصمود في هذه المحافظة المنتجة والثابتة.

قد يعجبك ايضا