الثورة / متابعات
في تطور خطير يعكس عمق الكارثة الإنسانية التي يواجهها قطاع غزة، أطلق صندوق الأمم المتحدة للسكان تحذيراً عاجلاً، مؤكداً أن القطاع يشهد أزمة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة جيل كامل من السكان، في ظل استمرار الحصار الخانق الذي يفرضه كيان العدوّ الصهيوني منذ أشهر.
وقال الصندوق في بيان له أمس الخميس، إن الحرمان الحاد من الغذاء والانهيار شبه الكامل لنظام الرعاية الصحية، يعرض حياة مئات الآلاف من الأطفال والنساء للخطر.. مشيراً إلى أن الأوضاع باتت تفوق قدرات التدخل الإنساني التقليدي، وتتطلب تحركاً دولياً فورياً.
وحذّر البيان من أن الأزمة المتفاقمة في القطاع لم تعد تقتصر على الحالات الطارئة، بل تحولت إلى حالة ممنهجة من التدمير المعيشي والبيئي والصحي، بفعل الإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية من قبل العدوّ الصهيوني؛ الأمر الذي حرم المستشفيات من الأدوية وأوقف المخابز والمراكز الصحية عن العمل.
وأكّد الصندوق الأممي أن ما يجري في غزة “أزمة إنسانية عميقة تتكشف يوماً بعد آخر”، داعياً إلى كسر الحصار فوراً، والسماح بمرور المساعدات الطبية والغذائية بشكل عاجل، محذراً من أن الاستمرار في هذا الوضع سيؤدي إلى “كارثة سكانية لا يمكن احتواؤها لعقود”.
كارثة غير مسبوقة
إلى ذلك حذرت منظمة أوكسفام الدولية من كارثة صحية غير مسبوقة في قطاع غزة، حيث ارتفعت نسبة الأمراض المنقولة عبر المياه بنحو 150%، بينما تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع دخول المساعدات الإنسانية بشكل متعمد.
وأكدت المنظمة في تقرير صادم أن غزة تشهد تفشياً خطيراً لأمراض الكوليرا والتهاب الكبد والتيفوئيد، نتيجة انهيار النظام الصحي وغياب مياه الشرب النظيفة، في ظل استمرار الحصار المشدد الذي يفرضه العدو الإسرائيلي منذ أشهر.
وأشار التقرير إلى أن منع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية أدى إلى تحول المستشفيات إلى أماكن لنشر العدوى بدلاً من علاجها، محملاً «إسرائيل» مسؤولية تفاقم الأزمة الإنسانية التي تهدد حياة مئات الآلاف في القطاع المحاصر.
ونددت أوكسفام بـ”الصمت الدولي” تجاه هذه الجريمة المستمرة، ودعت إلى فتح المعابر فوراً لإنقاذ ما تبقى من سكان غزة، محذرة من أن كل يوم تمر والمساعدات ممنوعة يعني مزيداً من الضحايا الأبرياء.
تأتي هذه التحذيرات فيما تواصل قوات العدو الصهيوني فرض قيود مشددة على دخول الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء، رغم تصاعد حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال، مما يضع غزة على حافة مجاعة جماعية وأوبئة قاتلة.