نزوح 400 ألف ليبي جراء الاقتتال الداخلي

قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس إن نحو مئة ألف ليبي فروا من القتال قرب مدينة طرابلس خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة في اتجاه الدول المجاورة نتيجة أعمال العنف المستمرة بين الجماعات المسلحة المتنافسة في البلاد مما يؤدي إلى تفاقم مشكلة النزوح في البلاد.
وأضافت المفوضية في بيان إن هذا العدد الضخم يضاف إليه نحو 287 ألف شخص نزحوا من 29 مدينة وبلدة مع تصاعد القتال بين الجماعات المسلحة المتناحرة في عدد من مناطق ليبيا.
ووفقا لمكتب الأمم المتحدة المعني بتنسيق الشؤون الإنسانية في ليبيا هناك أكثر من 331 ألف مواطن ليبي في حاجة إلى المساعدات.
وأعلن المكتب أنه بحاجة إلى مزيد من الأموال تقدر بـ35 مليون دولار حتى تتمكن المنظمة من الاستمرار في مساعدة مئات الآلاف من المواطنين المتضررين من الأزمة الجارية في ليبيا.
وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في بيانه أن توفير المواد الغذائية والمساعدات الطبية وإزالة الألغام من أولويات عمل المكتب في الفترة الحالية والتي تفيد المهاجرين واللاجئين والنازحين والمجتمعات الأكثر تأثرا بهذه الأزمات.
وأضاف البيان “لقد أرغم الصراع الحالي المؤسسات الدولية ومنها الأمم المتحدة على الانسحاب مؤقتا من ليبيا إلا أننا استطعنا توصيل المساعدات إلى المواطنين عن طريق شركائنا المحليين والدوليين الموجودين داخل ليبيا”.
وأشار إلى أن المنظمة تستمر في تقييم المساعدات الإنسانية التي تقدمها لتضمن وصولها إلى مستحقيها وإلى أكثر الفئات تأثرا بالوضع الأمني الحالي.
وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أدانت بشدة التصعيد الأخير للعنف في بنغازي وأجزاء أخرى من البلاد الأمر الذي يخلف المزيد من إراقة الدماء والدمار.
ودعت البعثة جميع الأطراف المشاركة في القتال في بنغازي للإصغاء إلى نداءات البرلمان الليبي لتحقيق وقف فوري للأعمال المسلحة.
وقتل نحو عشرين شخصا بين متشددين وعسكريين ليبيين يواجهونهم في بنغازي لمنعهم من السيطرة على مطار المدينة في الايام الماضية بحسب ما أعلنت مصادر طبية وعسكرية.
ومنذ يوليو تدور معارك يومية بين الميليشيات التي باتت تسيطر على القسم الاكبر من مدينة بنغازي والقوات الامنية الموالية لحفتر.
ويقود حفتر منذ 16 مايو حملة عسكرية باسم “الكرامة” تهدف كما يقول الى “اجتثاث الإرهاب” في ليبيا وهو في مواجهة ائتلاف الكتائب والمقاتلين المتشددين وخصوصا أعضاء جماعة أنصار الشريعة الذي تصنفها الأمم المتحدة منظمة إرهابية.
وكان رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون حذر من تغلغل تنظيم “الدولة الإسلامية” المتطرف في ليبيا إذا لم ينطلق في القريب العاجل حوار سياسي حقيقي بين كل الأطراف.
وأضاف ليون أن ليبيا ستصبح حقلا مفتوحا لتنظيم “الدولة الإسلامية” وأن بوسعه إطلاق تهديداته من هنا مشددا على أن التنظيم المتطرف موجود بالفعل في ليبيا التي تشهد انقساما حادا.

قد يعجبك ايضا