عنوان العيد الفرح والسعادة

احمد ماجد الجمال

 

نستقبل عيد الفطر المبارك بعد انقضاء أيام شهر رمضان الفضيل عيد الإيمان والسعادة عيد كل من عمروا أيام وليالي رمضان بالطاعة فحق الفرح بنعمة الله بإتمام الشهر والشكر لله على الصيام وعلى كل ما تفضل به فقد شرع الإسلام الأعياد لحكم ومقاصد عالية ومن هذه الحكم ان تكون الأعياد فرصة للفرح والترويح عن النفس من هموم الحياة وفرصة للتواصل وصلة الأرحام وتقوية الروابط الاجتماعية ونشر المودة والرحمة بين الناس وإسعاد أفراد الأسرة وبث روح الألفة والرحمة والعطف بين المسلمين.

ومن هذا المنطلق في زمن ازدادت وتسارعت فيه تعقيدات الحياة يبحث الجميع عن السعادة ليأتي عيد الفطر كعنوان للفرح والسرور والسعادة والبهجة وليس لتجديد الهموم والأحزان فهي أيام لإحياء القلوب بعد شهر من الصيام والقيام، فالفرح صفة متطابقة مع الفطرة الإنسانية المطبوع والمعتاد على حب السعادة، وبما ان العيد يحرك المياه الراكدة بين المختلفين فهو مناسبة للتصالح كونه ينعش الروح وفيه يشاهد الفرح بالعين المجردة التي تجعل النفوس تقبل على كل خير لتنعم فيه القلوب بالهدوء والاطمئنان، لأنها فرحة وسعادة تتجلى فيها روح العطاء وينعم بها الغني والفقير والكبير والصغير، تجري في دماء الجميع روح المحبة والإخاء تذهب عنهم الضغائن وتسودهم المودة وهي مناسبة عطرة ينسى الناس فيها أو يتناسون همومهم وأحزانهم ولا يرضون بغير السعادة والفرح بديلاً وبوصفهم جزء من نسيج المجتمع فهو مجال رحب واستثمار جيد لنشر بذور المحبة والاستقرار في المجتمع ككل.

فالدين الإسلامي لا يحجب العواطف بل على العكس من ذلك يدعم المشاعر الإيجابية ويساعدها ويوجهها توجيهاً إيمانياً لتعود بالخير على صاحبها وعلى محيطه الأسري والاجتماعي وتبني فيه القيم الإيمانية لتكون هذه المشاعر وسيلة قرب لله تعالى وفرحة المسلمين فالمشاعر والأحاسيس الخاصة والعامة والناتجة عن العيد مرتبطة بطاعة خاصة ألا وهي الصيام ليتعلم المسلم أن الفرح والسعادة تكون بإتمام الأعمال الصالحة كما يحبه الله ويرضى.

وفي الجانب الآخر تشهد الأسواق ارتفاعاً ورواجاً في المبيعات وتحركاً تجارياً كبيراً خلال موسم العيد وخاصة مشتريات الملابس والحلويات والمكسرات والمشروبات والعطور والبخور والهدايا للأطفال والنساء وكبار السن وبقية المستلزمات للاحتفال بهذه المناسبة الدينية التي ينعكس اثرها التجاري من خلال زيادة الحركة في الأسواق ومحلات البيع بالجملة والتجزئة وقطاع الترفيه والألعاب والمطاعم والسفر فمواسم الأعياد تجلب معها ضغوطاً ماليةً على الأفراد والأسر نتيجة زيادة المصروفات زيادة حادة، وهنا يمكن عمل ترتيبات بسيطة تخفض من تلك الضغوط المالية وهي عملية تساعد على تخفيف التكاليف في المناسبات الدينية ولتجنب مثل تلك الضغوط المالية يمكن تطبيق الذكاء الاستهلاكي من خلال التخطيط المسبق في عمليات الشراء ومن أهمها وضع القائمة المسبقة للمشتريات دون النظر الى المغريات من التخفيضات إلا إذا كانت البضاعة المستهدفة والمكتوبة في القائمة تدخل ضمن التخفيضات ومتابعة الأسعار وتسجيله في قائمة المتطلبات قبلها بفترة للتأكد أن السعر فعلا منخفض وأقل من السابق، وأيضا متابعة أسعار التخفيضات في أكثر من مكان للحصول على السعر الأنسب وبالكمية المطلوبة وليس كميات أكبر من الحاجة وهذا ما يسمى الذكاء الاستهلاكي .

كما ينبغي عدم نسيان الذين ابتلاهم الله بأنواع من الابتلاءات كالمرض أو الفقر أو قلة الأمن والأمان أو الحروب والتشريد من الأوطان، فمن الواجب التعاطف معهم مستحضرين حال إخواننا في غزة، باذلين ما بوسعنا، مهتمين لأمرهم، طالبين من الله الفرج عنهم وعنا.

باحث في وزارة المالية

قد يعجبك ايضا