علماء ودعاة: ينبغي استغلال هذه الأيام المباركة في البعد عن الفتنة ونشر قيم الأخوة الإسلامية


■ استطلاع / أمين العبيدي –
العشر الأولى من ذي الحجة أيام مباركة تقبل علينا وقد جمعت كل أنواع العبادات وبها أقسم الله تعالى لفضلها ومكانتها فقال عز من قائل: “والفجر , وليال عشر “, وهي أفضل الأيام عند الله ففيها رقاب تعتق وذنوب تمحى, فيها يباهي الله بعباده وحجاج بيته , علماء ودعاة بينوا فضلها ودعوا إلى استغلالها بالذكر والتسبيح والصيام والقيام ونشر قيم الإسلام الحنيف ومبادئه السمحة إلى التفاصيل في الاستطلاع التالي:
البداية كانت مع العلامة محمد الأشول حيث أفادنا بالقول :ذي الحجة شهر كريم وموسم عظيم شهر الحج شهر المغفرة والوقوف بعرفة, شهر يتقرب فيه المسلمون إلى الله بأنواع القربات من حج وصلاة وصوم وصدقة وأضاحي وذكر الله ودعاء واستغفار العشر الأول عشر مباركات وهن الأيام المعلوماتقال تعالى في محكم كتابه : ( وِيِذúكْرْوا اسúمِ اللِه في أِيِامُ مِعúلْومِاتُ ), فحري بالمسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة يقول تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاٍ أيها المؤمنون لعلكم تفلحون).
“البعد عن التحريض”
فينبغي على المسلم أن يحرص حرصاٍ شديداٍ على عمارة هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة ويبتعد كل البعد عن التحريض على الفتنة وإراقة الدماء وينشر قيم الإخوة الإسلامية بين الناس ومن عزم على شيء في هذه الأيام أعانه الله وهيأ له الأسباب التي تعينه على إكمال العمل ومن صدق الله صدقه الله قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).
موضحا: إن من ينزلقون في براثين التفريق بين الناس ودق طبول الحرب في أوساط المجتمع الواحد سيحرمون خيري الدنيا والآخرة وسينبذهم كل العقلاء من كل أبناء الوطن الحبيب, وقد يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه فإن كنت تطمع في مغفرة الذنوب والعتق من النار فاحذر من الوقوع في هذه الأعمال في هذه الأيام وفي غيرها.   
وأضاف : أن على المسلم أن يعمر هذه الأيام ولياليها بالأعمال الصالحة والأذكار النافعة مصدقا لقول الله تعالى ((وفي ذلك فليتنافس المتنافسون )).
مؤاكد أن في أيام العشر من ذي الحجه تْضاعف الحسنات وتْرفع الدرجات وتتنزل الرحمات ويْتعرض فيها إلى النفحات وتْجاب فيها الدعوات وتْغتفر فيها الزلات وتكفر فيها السيئات.
“أكثر من أن يعتق الله”
أما العلامة جبري حسن إبراهيم حسن, مدير عام الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف, فيقول :جعل الله لعباده مواسم للإكثار من رصيد الحسنات والطاعات ومنها أيام العشر من ذي الحجة هذه العشر المباركة التي أقسم الله بها في كتابه العزيز: “وِأِذنú في النِاس بالúحِج يِأúتْوكِ رجِالاٍ وِعِلِى كْل ضِامرُ يِأúتينِ منú كْل فِجُ عِميقُ ليِشúهِدْوا مِنِافعِ لِهْمú وِيِذúكْرْوا اسúمِ اللِه في أِيِامُ مِعúلْومِاتُ”, وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيهن: “ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله!! قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء”.
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة( رواه مسلم في الصحيح.
وأشار بقوله : فينبغي على المسلم أن يتحرى هذه العشر في أداء العبادات على أكمل وجه من الصلاة وتوبة واستغفار والإكثار من النوافل والصدقات والإحسان إلى الأهل والجيران والفقراء والمسكين والدعوة إلى الله بالتي هي أحسن على الصعيد الشخصي والأسري والمجتمعي, في وقت خيمت فيه الصراعات والنزاعات وأفواه الاقتتال.
“اللــــه يغار”
وعن فضل العشر الأوائل من ذي الحجة يقول الداعية صابر النوفاني: حري بالإنسان أن يكثرمن التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم والصيام والصدقة في هذه الأيام المباركة لقوله تعالى : ” ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون “.
وقد فســرت بأنها أيام العشر واستحب العلماء لذلك كثرة الذكر فيها لحديث ابن عمر ” فأكـــــــثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ” وذكر البخاري رحمه الله عن ابـــــــن عمر وعن أبي هريرة – أنهما كانا يخرجــان إلى السوق في العشــــــر فيكبرون ويكبر الناس بتكـــبيرهما ,وروى إسحاق عن الفقهاء أنهم كـــــــانوا يقولون في أيام العشر : الله أكبر الله أكبر الله أكـــــبرلا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
ويستحب رفع الصوت بالتكبير في الأسواق والدور والطرق والمساجد وغيرها لقوله صلى الله عليه وسلم : “ما من أيام أعظم ولا أحب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ودعا إلى صيام هذه الأيام أو ما تيسر منها وبالأخص يوم عرفة لمـــــا رواه مسلم عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قــــال: ( صيـام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده ) وقال :صلى الله عليه وسلم – ( ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا) ,فكيف بمن يصوم يوم عرفة.
واضاف:  أن الإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب من أسباب قبول الأعمال وحتى يترتب علـى الأعمـــال المغفــرة والرحمــــــة فالمعاصي سبب البعد والطرد والطاعات أسبـــــاب القرب والود ففي حديـث النبـــــــــي صلى الله عليه وسلم قــــــال: ( إن اللــــه يغار وغيرة الله أن يأتي المـــــرء ما حرم الله عليه).

قد يعجبك ايضا