من دروس الحج

إن للحج حكما عالية ومقاصد نافعة ففيه يجتمع المسلمون على اختلاف شعوبهم وطبقاتهم وأوطانهم وألسنتهم وألوانهم يلتقي المسلم بإخوانه من شتى بقاع الأرض فيزداد معرفة بحال إخوانه المسلمين فتلتقي القلوب وتزداد المودة والمحبة والائتلاف.
ومن حكم الحج أيضا أنه يذكر بالدار الآخرة ويصور ذلك تصويرا عجيبا فالميت ينتقل من دار الدنيا إلى دار أخرى والحاج ينتقل من بلاده إلى بلاد أخرى والميت يجرد من ثيابه والحاج يتجرد من المخيط والميت يغسل بعد تجريده والحاج يغتسل عند ميقاته والميت يكفن في ثياب بيضاء وكذا الحاج يلبس إزارا ورداء أبيضين نظيفين والأموات يحشرون سواء وكذا الحجاج يقفون سواء يوم يقوم الناس لرب العالمين.
وسمي الحج بالحشر الأصغر وهو يذكرنا بالحشر الأكبر يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى.
إن في ذلك لعبرة لمن يخشى.
وهذا غيض من فيض من حكم الحج ومقاصده.
تلكم بعض معاني الحج وحكمه ومقاصده قصدت بها تذكير نفسي وإياكم بهذا الركن العظيم من أركان الإسلام.
يا سائرين إلى البيت العتيق لقد
سرتم جسوما وسرنا نحن أرواحا إنا أقمنا على عذر وقد راحوا ومن أقام على عذر كمن راحا
تقبل الله من الحجيج حجهم وسمع دعاءهم وشكر سعيهم وغفر ذنبهم.