
يبدو حقل الفن الفوتوغرافي حقلا جديدا ليس كليا ولكنه كاحتراف أو كفن ما زال له رواده القلائل عوضا عن كونه أحد الفنون التي ولدت مع التقنيات الحديثة ووقوعه نوعا ما ضمن إشكالية التصنيف الفني فحتى الذين يسمونه فنا فكأنما يطلقون عليه هذا الاسم على سبيل المجاز أو المماثلة لكنه لا يلقى من الاهتمام ما تلقاه الفنون الأخرى والبصرية بالذات مثل التشكيل والسينما.
في اليمن ما زال رواد هذا الفن معدودين جدا فإضافة إلى فنان الثورة وعبدالرحمن الغابري ثمة أسماء لامعة منها الفنان الكبير محمد عقبات وهذا الأخير سمعت عنه كثيرا في شهادات لأدباء وفنانين أحترمهم ولقد دفعني ذلك للبحث عن صوره لكني لم اجدها حتى في شبكة الإنترنت التي عثرت فيها على موقع يحمل اسم هذا الفنان لكنه كما يبدو لي من محاولات تصفحه قد تعطل في حين لقيت إشارات أخرى إلى انه لم يتم تحميله بأي محتوى. خاص بالفنان من السيرة والصور والأعمال الفوتوغرافية.
قبل أيام نشر الفنان الغابري في صفحته على فيس بوك صورة شخصية لمحمد عقبات ونشرها في سياق حديثه عن ذكرى وفاة صديقه الفنان وهو ما جعلني أتذكر مقالا كان قد كتبه المفكر والكاتب الكبير عبدالباري طاهر في صحيفة «التجمع» عقب نبأ وفاة هذا الفنان القدير عقبات وأعاود البحث عنه حتى عثرت عليه في صحيفة التجمع في النت لقد كتب طاهر يقول (هذا المبدع الكبير والجندي المجهول خدم اليمن وقدم لها الكثير ولم يأخذ شيئا, لقد أعطى العطاء الجزيل دون من أو دعاوى, لقد صور محمد, بل فلنقل رسم بمهارة وحرفية وإتقان الكثير من معالم اليمن وآثارها وصور رموزها وأبطالها, وخلد جبالها ومدنها وقراها. هذا المحمد العبقري – عاشق فن التصوير سفح سني وأيام وثواني عمره يحلم بمشاريع تخلد «الصورة» وتجعل منها سفر القراءة وسلاح قهر الموت). ولعل حديثا مثل هذا من كاتب ومفكر كبير كعبدالباري طاهر يعكس إلى أي مدى كان عقبات فنانا ومخلصا لفنه. ويستحق التقدير.
عقبات «كان من ابرز إعلام التصوير الصحفي في اليمن حيث عمل مصورا صحفيا مطلع سبعينيات القرن الماضي بصحيفة عكاظ السعودية ثم هاجر إلى ألمانيا لخمس سنوات قبل إن يعود للوطن ويعمل بصحيفة الثورة كما عمل مصورا بدائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة شارك في عدد من معارض الصور العربية والعالمية وفوزه بميداليات ذهبية في عدد من المسابقات الدولية التي شارك فيها. يذكر أن المرحوم عقبات من مواليد 1950م بمديرية وصاب محافظة ذمار, والتحق بسلاح الصاعقة في العام 1966م ودافع عن الثورة والنظام الجمهوري حتى انتهاء حصار السبعين يوما. كما يقول بيان نقابة الصحفيين الذي نعى وفاته.
ومحمد عمل في صحيفة الثورة التي تعد الآن ملفات خاصة بذكرى حصار السبعين وذكرى ثورة 1962م ويجدر بها أن تحتفي به وتحتفي بكل المصورين الذين خلدوا الثورة وناضلوا بعدساتهم إلى جوار المقاتلين ولا بد أن هناك أرشيف كبيرا يستحق النبش وفي مناسبة كهذه بالتحديد وهي مهمة جديرة بالتنفيذ والإسهام في نجاحها عوضا عن أن مصورا كعقبات ينبغي على صحيفة الثورة قبل أي جهة أخرى أن تقوم بتكريمه ونشر صوره الفنية والاحتفاء بذكراه عوضا عن أرشفة أعماله. وإتاحتها للتبادل والنشر.