قال تعالى ((قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ)) التوبة – 14، بحمد الله سبحانه وتعالى ونتيجة لجهود رجال الرجال من أبناء القوات المسلحة وثمرة لصبر وهمة شعبنا اليمني العظيم ووقوفه إلى جانب إخوانه في غزة وفلسطين المحتلة وبفضل الله وحكمة القيادة القرآنية ممثلة بالسيد العلم السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) وردا على الكذب الصهيوني وأقاويل المرجفين، ها هو اليوم يتم الإعلان رسميا عن إفلاس ميناء أم الرشراش (إيلات) بعد عدة مراحل من التدهور، تمثلت في انخفاض حاد في كمية البضائع الواردة والصادرة من وإلى الميناء، مرورا بتسريح 50 % من العمالة ومن ثم طلب المدير التنفيذي لميناء أم الرشراش الصهيوني (جدعون جولبر) دعماً مالياً من حكومة الكيان وصولا إلى النهاية الحتمية وهي الإفلاس، ومما تجدر الإشارة إليه أن ميناء أم الرشراش يعد من أهم الموانئ للكيان الصهيوني إن لم يكن هو الأهم على الإطلاق، حيث تأتي أهميته من عدة نقاط حاول الكيان الصهيوني إخفاءها عن العالم طيلة الفترة السابقة، إذ أن ميناء أم الرشراش – إيلات ” يعد ميناء التهريب النفطي والسرقة الصيونية “، حيث تأتي أهميته للكيان من كونه يمثل ميناء تصدير النفط “السعودي والإماراتي والخليجي” وبتنسيق كامل مع تلك الأنظمة وتصديره من البحر الأحمر إلى دول أوروبا عبر خط أنابيب “EAPC” العكسي الذي يربط بالاتجاهين بين البحرين الأحمر والمتوسط، وأيضا تهريب ونهب أكثر من مليون برميل يوميا من نفط أذربيجان – كازاخستان عبر خط أنابيب (باكو – تبليسي جيهان) وكذا نفط كردستان العراق وبمشاركة تركية عبر خطوط أنابيب إلى ميناء جيهان التركي ومن ثم نقله بواسطة ناقلات نفطية عملاقة إلى ميناء عسقلان ومن ثم إلى ميناء إيلات، وإلى دول آسيا مثل الصين وكوريا، كما تجدر الإشارة إلى أن الأهمية الاستراتيجية لميناء أم الرشراش (إيلات) أنه يعتبر البديل في حال توقف قناة السويس من قبل جمهورية مصر أو الدول العربية إذ أن الصهيوني لم يكن يحسب في الحسبان أن ينقطع الإمداد عن طريق باب المندب، كما تجدر الإشارة إلى أن المرحلة الأولى من عمليات القوات المسلحة اليمنية، أدت إلى عملية الحصار الخانق على الميناء، بينما أدت مراحل التصعيد الثانية والثالثة والرابعة إلى الإفلاس الكامل للميناء خاصة وأن بعض السفن كانت تسلك طريق رأس الرجاء الصالح في محاولة للوصول إلى ميناء إيلات كونه أهم الموانئ النفطية للكيان وأيضا توجد به مجمعات التصنيع البتروكيميائي للكيان .
فعلى مر التاريخ لم نسمع عن إفلاس ميناء لأي دولة وهذا يؤكد أن الكيان الصهيوني (كيان زائل ومؤقت) إذ كان من الأولى بحكومة الكيان أن تقوم بدعم وانتشال ميناء أم الرشراش من إعلان الإفلاس، لأن ذلك سيؤدي إلى آثار كارثية لم يحسب لها راسمو السياسات الاقتصادية للكيان أي حساب خاصة وأن من يدير ميناء أم الرشراش ( إيلات) ليست الحكومة وإنما شركة خاصة (قطاع استثماري)، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى فقدان ثقة المستثمر سواء الصهيوني أو المستثمر الأجنبي في حكومة الكيان والبيئة الاستثمارية للكيان، وسيؤدي ذلك إلى مزيد من هروب رأس المالي المحلي والأجنبي، ولعل أهم عمليات الهروب الاستثماري التي حدثت خلال العام 2024م هو توقف شركة INTEL الأمريكية عن عملية التوسع الأخيرة في مصنع الرقائق داخل الكيان بتكلفة إضافية تقدر بحوالي 15 مليار دولار.
كما أن عملية إشهار إفلاس الميناء، ستؤدي حتما إلى مزيد من الانهيارات الاقتصادية وإفلاس العديد من الشركات خلال الأيام والأسابيع القليلة القادمة، ولا ننسى أن وكالات التصنيف الائتمانية العالمية مثل وكالة (موديز وفيتش وستنادر أند بوردز )، قد خفضت التصنيف الائتماني للكيان الصهيوني لأكثر من مرة، كان آخرها التخفيض من A1 إلى A2، الأمر الذي نجم عنه فقدان الثقة في القطاع البنكي المصرفي للكيان وهروب الاستثمارات وارتفاع تكلفة الاقتراض، كل ذلك سيؤدي حتما إلى تسارع الانهيار الاقتصادي للكيان وصولا إلى الانهيار والزوال الكامل للكيان، مصداقا لقوله تعالى (( وليتبروا ما علوا تتبيرا)) الإسراء -7 .
*خبير اقتصادي