
● بخلاف إثارة وتشويق النزال الكروي اللاتيني بين «سامبا» البرازيل و»كافيتيروس» كولومبيا لم يكن النزال الأوروبي بين ماكينات ألمانيا وديوك فرنسا ساخنا جدا وافتقد كثيرا من بهار المحار ومذاق الكافيار وبدا نزالا قتاليا بدوافع ثأرية ندية على قاعدة «لا أحد أحسن من أحد» وعلى حساب غياب الفن الممتع وحضور الطحن المجعجع!!.
تجاوز نزال الندية بين ألمانيا وفرنسا كونهما عمودي «اليورو»: المارك والفرانك ورمزي فخر الصناعة الأوروبية إلى نزال الهوية القديم المتجدد.. وبينما ظهر الألمان يجددون إيمانهم بأن الفرانس فصيل من أمة الجرمن بدا المنتخب الفرنسي قلقا يسعى لتأكيد استقلالية الهوية والندية!.
لم يبد «الديوك» أنهم «الفريق المرعب» كما لقبهم إعلامهم ولا حتى «المرهب» بقدر ما ظهر يفتقد التركيز و»التكتيك» الذي اتسم به في مباريات دور الستة عشر في هذا المونديال المتواصلة منافساته في البرازيل فنفذ 13 هجمة ضائعة و9 تسديدات متعجلة لتظل الكفة لصالح غريمه اللدود «المانشافت» الألماني.
أظهرت الماكينات الألمانية قوتها العملية وأكدت جدارة استحقاقها التأهل إلى دور النصف النهائي 21 مرة في تاريخ المونديال معلنة عزمها على خوض النهائي للمرة الرابعة في مونديال البرازيل وربما مع نظيره الأكثر وصولا إلى النهائي فريق «السامبا» البرازيلي صاحب خماسية التتويج في البطولة.
خالف الألمان أمام فرنسا طريقة لعبهم في دور الستة عشر وغادروا بحذر خط الدفاع كثيرا وهاجموا طويلا ولم يكن الهدف المبكر في الدقيقة 13 من الشوط الأول برأس المدافع الشاب ماتس هوميلس إلا فاتحة لأهداف عدة ما انفكت تقترب من اختراق شباك الديوك لولا أن الحظ واصل مقاطعة الألمان.
الحظ الذي خدم «الديوك» بوضعهم في «مجموعة متواضعة» ضمنت لهم التأهل من دون صعوبة تذكر جاهد لمنحهم أكثر من فرصة مقشرة تهاوت أمام مناعة دفاع وحراسة المنتخب الألماني الذي تأهل بجدارة عن مجموعة قوية وأضاع أكثر من هدف محقق كما حرم ضربة جزاء الدقيقة 24 من الشوط الأول.
تجسدت على أرضية ملعب استاد «ماراكانا» رؤية حارس العرين الألماني السابق أوليفر كان في تحليله لقناة «زي دي إف» الألمانية بأن منتخب الديوك «ليس بالفريق القوي في هذا المونديال».. وأنهم عند تعرضهم للضغط وسط الملعب «سيجدون صعوبة في إيجاد كريم بنزيما وستكون الخيارات محدودة أمامهم».
ومع أن الديوك قاتلوا لإحراز التعادل وكادوا يفعلون في الدقيقة الأخيرة للمباراة إلا أن مانويل نوير مجد حارس العرين الألماني الأشهر توني شوماخر استدعى وتحية موحد الأمة الجرمانية أدولف هتلر «مستشار الرايخ الثالث» فصد بيد واحدة تسديدة قوية كان يمكن أن تكون هدفا محققا لو لم تكن فرنسية ووجهتها ألمانية.
دحضت إذن 92 دقيقة من الكر والفر والشد والجذب ما ظلت وسائل الإعلام الفرنسية تروجه عن «مظلومية المنتخب الفرنسي إعلاميا».. وأكدت تفوق المنتخب الألماني عليه للمرة الثالثة بعدما أخرجه من النهائيات في 1982م و1986م.. ليعبر الألمان إلى نهائي مونديال 2014م الأوروبي اللاتيني مرشحا قويا لفوز رابع بالكأس.
alhakeem00@gmail.com