
هل يمكن التنبؤ بما يمكن أن تسفر عنه معارك الثمانية الكبار .. ومن سيصل إلى مربع الذهب .. هناك من المنتخبات من تعود على هذه الأجواء .. وهناك من يراوده الحلم الكبير .. بعد طريق محفوف بالمخاطر والأشواك والجهد الوفير في الدور الثاني .. كان لـ»الثورة» الاسترشاد بآراء بعض الزملاء من الإعلاميين وبعض المشجعين (الخبراء) لما يمكن أن نسميه قراءة فنجان!!
وبعيدا عن العواطف والانتماءات .. واتساقا مع الوقائع والأرقام التي لا تكذب .. فإن الثمانية الكبار هم من وصلوا إلى الدور ربع النهائي .. والأربعة العظماء سوف يطيرون إلى نصف النهائي .. عوامل الخبرة والتاريخ والدوافع ستكون لها كلمة ربما تتفوق على الجوانب البدنية والفوارق الفردية بين نجوم المونديال المثير.
طريق الاشواك
هم من حصدوا الأخضر واليابس والتقطوا النقاط والأهداف في دوري المجموعات .. ولم يتأهل إلى دور الثمانية أي من أصحاب الوصافة .. ووحدهما منتخبا الجزائر والمكسيك كانا أفضل المودعين للدور الثاني إذ خذلتهما اللحظات الأخيرة وهي نفسها التي خذلت جل المنتخبات المغادرة .. كما أن الأقدار قادتهما لمواجهة الماكنات والطواحين.
ومن تابع دور 16 بتمعن لابد انه لاحظ تقارب المستويات .. وأن أصحاب «الركب» الجاهزة والتركيز العالي هم من حسموا المعمة .. كما أن الخط التكتيكي الذي رسمه المدربون عبر عن أن هناك دراسة لمكامن القوة والضعف لدى كل المنتخبات من خلال منافسات دوري المجموعات الذي كشف المستويات للمدربين والخبراء .. كما بحث جل اللاعبين عن المجد .. كل ذلك جعل الطريق إلى ربع النهائي مفروشا بالكوابح والأشواك والمنغصات.
كوستاريكا: شكرا
وأنا أتابع معه مباراة اليونان وكوستاريكا قال صديقي ادريان مونتلقري وهو طبيب من كوستاريكا .. لقد ذهبنا بعيدا بالوصول إلى دور الثمانية .. ورفع سماعة التلفون متصلا بأهله في العاصمة سان خوسية.. وأضاف :إن بلادي الآن تشتعل من الفرح .. ولا اعتقد أننا سنعبر هولندا..».
أما الصحفي الكوستاريكي لويس بامتو .. فأكد لـ»الثورة» نفس الحقيقة وقال: «لا اعتقد أن دفاعنا سيصمد أمام الهجوم الهولندي الكاسح خاصة في ظل غياب مدافعنا القوي اوسكار دورتا الذي طرد في مواجهة اليونان».
في تصوري أن نجومية روبن – برسي – شنايدر ليست فقط من سيحطم حماس شباب كوستاريكا بل أيضا قوة المدرب البرتقالي فنجال وجرأته الهجومية.
يا خوفي على السامبا
وأشفق كثيرا على البرازيليين .. فمواجهة كولومبيا ليس بالأمر السهل .. فعند مواجهة تشيلي رأيت العرق يتصبب منهم خوفا وهلعا .. وشخصيا أتمنى خروج البرازيل مبكرا قبل النهائي .. فالخسارة للنهائي مثلا قد يشكل صدمة اكبر كما حدث في العام 1950م عندما خسروا المونديال في أرضهم وقد رصدت هذا الأمر بالتفصيل في تغطية سابقة.
ويقول هوجو وهو رجل أعمال كولومبي ومشجع يعرف منتخب بلاده والمنتخبات الأخرى بشكل مذهل: «سنلتقي لنتصافح بعد مباراة البرازيل» كان هذا قبل مواجهة الاوروجواي وصدقوني انه قال وقتها: سنفوز على الاوروجواي بهدفين وسيكون لرودريجز كلمة في المباراة.
البرازيل تكمن قوتها في نيمار في الهجوم واوسكار في الوسط والبناء الهجومي من جهة مارسيلو في اليسار ويعيب عليها التعامل مع الكرات الهجومية العرضية ..وهذا الطرح يؤيدني فيه الكاتب البرازيلي رودي باريو.
فيما قالت صحيفة « بيلد « الألمانية في تحليلها عن المنتخبات الثمانية: إن انخفاض مستوى نيمار قد يصيب البرازيل في مقتل وتودع المونديال لأنه مقياس قوة السامبا .. في تقرير لها نشر في عدد من الصحف ووكالات الأنباء.
أتصور انه رغم تلك المخاوف ورغم أن ضغوط الجماهير سلاح ذو حدين إلا أن البرازيل ستتجاوز محنة كولومبيا ففرق أميركا اللاتينية تعرف كيف تتعامل مع بعضها.
فرنسا ..اقرب
صحيح أن ألمانيا اكتسحت البرتغال وهي نتيجتها الأبرز حتى الآن .. إلا أن الماكنات قد لا تصمد أمام الديك الفرنسي يلعب بلا ضغوط فقد دخل المونديال وهو غير مطالب بشيء .. ورغم غياب ريبري إلا أن بنزيما وبوجبا وجريزمان في أفضل حالتهم .. ويتميز الفريق باللعب الجماعي .. فيما تدق الماكنات ضغوط غياب الكأس الذهبية الغالية منذ 24 عاما .. كما أن معدل أعمار اللاعبين اكبر .. وهنا تبدو حظوظ الديك الفرنسي اقرب مع أن هذا الطرح هو عكس المتوقع.
ميسي .. باقي كأس العالم
يلعب ليونيل ميسي هذه البطولة وهو يحمل شارة القيادة بحق وحقيقة .. حملها البطولة الماضية بعض المباريات غير انه كان يافعا لم تكن لديه خبرة وتجربة ودوافع هذه المرة التي يلعب فيها وتاريخ الأسطورة مارادونا بين عينيه وهو ما قد يؤثر عليه سلبا ويفقده تركيزه أثناء اللحظات الحاسمة والحرجة وما أكثرها في المونديال .. ميسي حقق كل شيء يحلم به لاعب كرة قدم محترف إلا كأس العالم وان عاد بالكأس ستضعه بيونس ايرس بين جفنيها وتنام .. وباقي كأس العالم ويموت قرير العين!!
ولدى التانجو في مواجهة بلجيكا قوة هجومية ضاربة ودفاع متردد جعل الفوز في المباريات السابقة بفارق هدف وحيد يجعل النجم هازارد والسلاح السري الاحتياطي كيفن دي برن (قاهر الأميركان) .. والحارس كورتوا يطمعون في إصابة أحلام ميسي ورفاقه في مقتل .. رغم ذلك أقول أن ايجابية وفعالية التانجو ستحسم معركة الأحلام الكبيرة.
المغامرة .. لا المقامرة!!
في رأيي أن «المغامرة هي نصف الطريق إلى النجاح .. لذلك غامرت وتوقعت أن تكون منتخبات السيلساو والطواحين والتانجو والديوك في مربع الذهب ونصف الطريق إلى النهائي» وهذه التوقعات قد تنشر وقد غادرت البرازيل إلى وجهة أخرى وسأظل أتابع الكتابة حول البطولة حتى النهاية .. وغادرت حتى لا يتم ترحيلي من جماهير المونديال إذا ما فشلت التوقعات ثم أن الفنادق يرتفع سعرها كلما اقتربنا من النهائي .. فبحثت عن مبرر للفرار .. كما أن الأسماء توهب مع المولد وتلتصق فيما الألقاب تطلق وتتغير وتتبدل .. وهنا ابحث عن تحايل الثعالب!!
وإذا كانت المغامرة نصف طريق النجاح فـ»المقامرة» هي النصف الآخر للفشل لن أقامر وأقول أن وجهة نظري صحيحة حتى وأن صدقت التوقعات فكل حديث قابل للنقاش .. وكل شيء قابل للأخذ والرد .. إلا كلام الله سبحانه وتعالى.
رمضان الأحلى .. مع المونديال الأغلى.
alsawdi@yahoo.com