نـزع ســــــــلاح المليشـــــيات … ضـــرورة شـــرعـية


الســـلاح خارج إطار الدولة .. ضوء أخضر لاسـتمرار سـفك الدماء والحروب والفتن
التهاون في نزع سلاح المليشيات انتهاك لحرمة دماء المسلمين
أكد العلماء والدعاة أن نزع سلاح المليشيات ضرورة شرعية من أجل أمن واستقرار البلاد والمجتمع ككل وباعتبارها الخطوة الأساسية في مغادرة سلسلة الصراعات والاقتتال إلى طريق بناء الدولة اليمنية على حفظ الأمن وصون الانفس والمصلحة العامة وأشاروا إلى أن التهاون في ذلك هو إنذار لاستمرار الحروب تحت إطارات تعبوية تؤدي للتشرذم وإنتاج المزيد من الاحتقان ,, نتابع
العلامة عبد الله الزبير استهل حديثه بقوله تعالى : ( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف )) و قوله صلوات الله عليه وآله وسلم : ( من أصبح آمناٍ في سربه معافاٍ في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بما فيها أو كما قال صلى الله عليه وسلم) وأضاف : إن أهمية نزع السلاح من الميليشيات تكمن بكونها ضرورة شرعية من أجل أمن واستقرار البلاد والمجتمع ككل وباعتبارها الخطوة الأساسية في مغادرة أزماتنا على طريق بناء الدولة اليمنية القادمة القابلة للاستمرار دون ذلك علينا أن ندرك أن مخرجات الحوار و مشروعات بناء دولة ..مجرد كلام في فراغ مخيف . و السؤال هل نريد دولة ¿ افترض الإجابة بنعم .. وإذا ما قلنا نعم للدولة يجب أن نقول لا للميليشيات المسلحة الحزبية و القبلية
وأوضح الزبير أن المعالجة تكمن في فرض سلطة القانون فبالقانون يحق للدولة نزع السلاح من تلك الميليشيات و تجريدها من السلاح الذي لا يحق لأي طرف استخدامه غير الدولة . فنريد دولة لا تشاركها أي قوى و مؤسسات دستورية لا تنازعها سلطاتها أي مراكز نفوذ ومؤسسات استراتيجية لحماية الأمن القومي لا تتنازع مهامها أي ولاءات عشائرية أو مناطقية و لا طائفية أو حزبية وغير قابلة للمساومة و الابتزاز .
وأضاف : أن المجتمع سيغدو إثر تحقيق خطوة نزح سلاح تلك الجماعات آمنا مزدهرا يأمن العبد على نفسه وأهله ومجتمعه بعيدا عن الصراعات والاقتتال الذي نهانا عنه الاسلام والذي لم ولن يخلف سوى المزيد من الاحتقان والدمار والدماء ويهدد وحدة البلاد تحت شعارات ضلالية وكاذبة.

حروب طاحنة
وأما العلامة زياد بامطرف من علماء حضرموت فقال: إن وجود السلاح بيد مليشيات أو جماعات غير الدولة يأذن بحروب تحت إطارات تعبوية ونفوذية نهانا الله عنها لكونها فتنة وقد لعن الله من أيقظها ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم : (لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار )
فجاء الإسلام ناهيا عن تلك الإرهاصات لسد الذرائع وإغلاق كل وسيلة تفضي إلى الشر ولما كانت دماء المسلمين محرمة وسفكها بغير حق من كبائر الذنوب توعِد الله صاحبه بأعظم العقوبة: وِمِن يِقúتْلú مْؤúمناٍ مْتِعِمداٍ فِجِزِاؤْهْ جِهِنِمْ خِالداٍ فيهِا وِغِضبِ ?للِهْ عِلِيúه وِلِعِنِهْ وِأِعِدِ لِهْ عِذِاباٍ عِظيماٍ ) ومستشهدا بموقف النبي صلوات ربي وسلامه عليه وآله عندما مرِ بمجلس قوم وهم يتعاطون السيف مْصلتٍا بأيديهم فقال لهم: (أما زجرت عن هذا ¿أما زجرتكم عن هذا ¿! ثم قال: ( لا يعطين أحدكم أخاه السيف مْصúلتٍا حتى يضعه في غمده) وتحذيره من الإشارة بالسلاح فيقول : ( من أشار على أخيه بالسلاح لعنته الملائكة حتى ينتهي ولو كان أخاه من أبيه وأمه) كل ذلك صونا لدماء المسلمين ووحدتهم وأخوتهم
وقال بامطرف : ولهذا كان لزاما على الدولة نزع سلاح تلك المليشيات امتثالاٍ لنهج الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم

مصالح البلاد

ويرى الداعية سعد السائي : أنه من أجل تضييق الحد من دورات العنف التي تدور رحاها بين الحين والآخر بين الفئات والجماعات المسلحة و من أجل عودة هيبة الدولة تأتي أهمية نزع سلاح المليشيات لإقامة مجتمع يطبق فيه شرع الله ونهجه لا شرع النفوذ والمليشيات

وأضاف : إن بقاء سلاح تلك الجماعات في كل الظروف والأحوال لا يخدم مصلحة اليمن وأمنها واستقرارها فاليمن بحاجة لدعم كل الأشقاء والأصدقاء خاصة في هذه الفترة الحرجة التي يمر بها وأن هناك جهات ودوائر تتآمر حالياٍ على اليمن وتسعى لتخريبه وتسليمه لجماعة مسلحة إرهابية متمردة تقتل على الهوية وتمارس أبشع أنواع الإرهاب ولذا إذا استمر الحال فاليمن ستنزلق إلى فوضى عارمة وعنف لا يعلم نهايته إلا الله.. داعيا عقلاء اليمن وحكماء وعلماء اليمن إلى المبادرة والمسارعة لإعادة الاعتبار للدولة ونزع السلاح الثقيل من أي جماعة بما يجنب أبناء اليمن الحروب والعنف والفوضى

أصول شرعية

من جهته يقول العلامة أحمد بن طالب : إن من الأسس العظيمة التى قام عليها التشريع الإسلامي تحقيق مصالح العباد جميعاٍ والحفاظ عليهم من أجل ذلك كانت الضروريات الخمس التى أوصت الشريعة بالحفاظ عليها ورعايتها وهى حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العرض وحفظ المال , وحفظ النسل لا كما هو حادث الآن من قتل باسم الحزبيات والمذهبيات بيد مليشيات هنا وهناك تحت ذرائع ما أنزل الله بها من سلطان وقد قال تعالى : (وِالِذينِ لا يِدúعْونِ مِعِ اللِه إلِهٍا آخِرِ وِلا يِقúتْلْونِ النِفúسِ الِتي حِرِمِ اللِهْ إلاِ بالúحِق وِلا يِزúنْونِ وِمِن يِفúعِلú ذِلكِ يِلúقِ أِثِامٍا يْضِاعِفú لِهْ الúعِذِابْ يِوúمِ الúقيِامِة وِيِخúلْدú فيه مْهِانٍا إلاِ مِن تِابِ وِآمِنِ وِعِملِ عِمِلاٍ صِالحٍا فِأْوúلِئكِ يْبِدلْ اللِهْ سِيئِاتهمú حِسِنِاتُ وِكِانِ اللِهْ غِفْورٍا رِحيمٍا ) وقال تعالى 🙁 منú أِجúل ذِلكِ كِتِبúنِا عِلِى بِني إسúرِائيلِ أِنِهْ مِن قِتِلِ نِفúسٍا بغِيúر نِفúسُ أِوú فِسِادُ في الأِرúض فِكِأِنِمِا قِتِلِ النِاسِ جِميعٍا وِمِنú أِحúيِاهِا فِكِأِنِمِا أِحúيِا النِاسِ جِميعٍا وِلِقِدú جِاءِتúهْمú رْسْلْنِا بالبِينِات ثْمِ إنِ كِثيرٍا منúهْم بِعúدِ ذِلكِ في الأِرúض لِمْسúرفْونِ )

صون الحرمات

وأكد بن طالب على أهمية التوعية المجتمعية والإعلامية بخطر سلاح المليشيات وأثره في إعاقة التحولات السياسية الكبيرة التي صنعتها اليمن وتعطيل مسار التغيير وعودة البلاد إلى مربع الاقتتال والعنف فلا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما ولزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق
مستدلا بحديث عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله و سلم قال : ” يجيء الرجل آخذا بيد الرجل فيقول : يا رب هذا قتلني فيقول الله له : لم قتلته ¿ فيقول : قتلته لتكون العزة لك فيقول : فإنها لي . ويجيء الرجل آخذاٍ بيد الرجل فيقول : إن هذا قتلني فيقول الله له : لم قتلته ¿ فيقول : لتكون العزة لفلان فيقول : إنها ليست لفلان فيبوء بإثمه “عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قتل ولا يدري المقتول على أي شيء قتل .

وقال : ولهذا يجب من دون تسويف أو تأجيل المبادرة العاجلة إلى نزع أي سلاح خارج إطار الدولة والقانون انطلاقاٍ من الضرورة الدينية والوطنية لما يحفظ المجتمع المسلم ويصون حرماته .

قد يعجبك ايضا