بين خيارين!!

علي محمد الأشموري

 

 

من الواقع الميداني والحق التاريخي، تظهر الحقائق المعمدة بالدم والكبرياء والصمود وهو ما سطرته المقاومة الإسلامية حماس ومازالت في دحر جحافل الاحتلال الصهيو- أمريكي، فالقضية الفلسطينية المركزية عامة عربية- إسلامية، والنازيون الجدد الصهاينة شذاذ آفاق (مُلقطين) من كافة أصقاع الأرض.
تغيرت المعادلة وانقلبت الآية وقُهر الجيش (قاتل النساء والأطفال والشيوخ) بمجازر ومذابح بحرية ومحاولة تهجير سكان قطاع غزة الذين يمثلون القوة الضاربة أمام كيان الاحتلال المتعجرف.
اليمن منذ بداية حرب السابع من أكتوبر وقف إلى جانب المقاومة ومازال، الأمر الذي أدى إلى إنشاء تحالف غربي بقيادة أمريكا لضمان أمن إسرائيل، لكن التحالف تلاشى قبل ان يولد والمخطط كان هو عسكرة البحر الأحمر من أجل ضمان امن الصهاينة من القوة اليمنية فالبحر كان آمناً لمرور السفن التجارية عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وكانت كل السفن تعبر بأمان وحرية عدا السفن المملوكة للكيان الإسرائيلي أو المتجهة نحوه أو المساندة له، لأن اليمن منذ اللحظة الأولى وعلى لسان قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي ومعه الشعب اليمني الذي اتخذ القرارات المناسبة لمنع أي سفن تدخل الى الموانئ الفلسطينية المحتلة، وكعادته مجلس الأمن القومي الأمريكي يبحث عن ذرائع منذ قيام كيان الاحتلال عام 1947م لعسكرة البحر الأحمر والسيطرة على شرايين التجارة العالمية تحت ذرائع واهية، فالموقف اليمني واضح، إيقاف المجازر الدموية على غزة ورفع الحصار وإدخال المشتقات النفطية والدواء والماء، وقد قال قائد الثورة في هذا الصدد (إذا تورط الأمريكي فهو تورط بكل ما تحمله الكلمة من معنى وليعرف الأمريكيون ان صهاينة أمريكا يسعون لتوريطها في ما ليس في مصلحتها، بل خدمة لإسرائيل)، ويضيف (لدينا نفس طويل بحمد الله للمواجهة والتصدي للعدو والثبات في مواجهة الاعتداءات، فشعبنا اليمني صمد تسع سنوات في مواجهة عدوان كبير ومازال الشعب اليمني مُحاصرا،ً فلا الأمم المتحدة استطاعت ان تكسر وتذيب الجليد والعنجهية الأمريكية الحامية للصهيونية بعبارات مطاطية في كل القرارات المنحازة والداعمة لإسرائيل، فإسرائيل أصبحت كالثور الهائج تخترق كل الاتفاقات الدولية في قوانين الحروب، لأنه وبكل وقاحة يعلن وزير الخارجية الأمريكي يهوديته وسط تل أبيب ومثله الصهيوني المتصهين (بايدن) وفي كل اجتماعات مجلس الأمن تقف الولايات المتحدة بكل وقاحة ضد قرار إيقاف الحرب الدموية على أبناء الشعب العربي الفلسطيني المحاصر في أرضه منذ 16 عاماً والهدف من هذا كله القضاء على المقاومة الإسلامية حماس وإنشاء قناة (بنجوريون)، فتلاشت أحلامهم وأطماعهم وها هو القائد يحيى السنوار بعث رسالة إلى رئيس وأعضاء المكتب السياسي لحركة حماس مجملها (ان كتائب القسام تخوض معركة شرسة وعنيفة وغير مسبوقة ضد الاحتلال الإسرائيلي وقد تكبد الاحتلال خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، فالقسام استهدف خلال الحرب البرية ما لا يقل عن خمسة آلاف جندي وضابط، قُتل ثلثهم وأصيب ثلثهم الآخر بإصابات خطيرة والثلث الأخير بإعاقات دائمة وتم تدمير 750 آلية عسكرية ما بين تدمير كلي وجزئي).
فكيف لأمريكا وأذنابها ان يستبيحوا دماء الفلسطينيين في مجازر وحشية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً؟ فأين محكمة الجنايات الدولية من جرائم العصر النازية؟؟؟
بالنسبة للموقف اليمني هو عقلاني يقف إلى جانب الاخوة الفلسطينيين ورفع الحصار عنهم وإيقاف جرائم الحرب، فأمريكا خلطت الأوراق وقفزت على المعايير بصورة واضحة توحي وتكشف للعالم الحر وقوفها إلى جانب (شرطي المنطقة) الذي غرس من قبل الغرب (أمريكا_ بريطانيا) منذ عام 1948م حتى اللحظة..
فكيف لأمريكا ان تقف الى جانب الكيان المحتل وتمنع اليمن من الوقوف الى جانب أبناء الأرض الأصليين؟!!!!
هي تريد خلق رأي عام معاكس للحقائق والوقائع التاريخية، فالإعلام المقاوم والمقاومة يتصفان بالحرية ومن خلال الإعلام وكشفت الحقائق ارتفع رصيد المقاومة على الأرض وخفت صوت الإعلام الماجور رغم الضخ ووقوف أمريكا بشكل سافر إلى جانب الجلاد ضد الضحية مثلها مثل المتخبط المهووس الحالم الذي أفاق من حلمه على غير ما كان يتوقع ولا تتورع أصوات قنوات وأقدام المأجورين إلى جانب الأذيال الحالمين بالكراسي الذين يسيرون بالريموت كنترول عن ممارسة الكذب والدجل وتزييف الحقائق ولا تتوارى تلك الأذيال عن الظهور بكل بجاحة، تلفق التهم من اجل إرضاء (الموساد) الذي اصبح هو وما يسمى برئيس حكومته (النتن) للبحث عن مخرج من الورطة وجرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني بأكمله.
فأبناء غزة يتعرضون للتشريد والتهجير من مكان إلى آخر والحصار الخانق والقاتل والإبادة الجماعية وتقطيع أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ والمناظر المقززة لمدنيين عاديين اعُتقلوا ويصورونهم بدون ملابس لإيهام الرأي العام بأنهم مقاتلون ينتمون إلى حماس، انكسرت اليوم شوكة (الجيش الذي لا يُقهر) وبالمقابل جرجرت أمريكا بعض الدول الأوروبية والعربية ومنها (البحرين) التي تمثل واجهة بعض دويلات الخليج الزجاجية، فالتحالف فعلاً قد انهار قبل أن يولد.
أخيراً، التجربة اليمنية قد اثبتت نجاحها طوال التسع سنوات من الحرب التي استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة الدولية والمصنعة من قبل أمريكا وإسرائيل ولم تسلم منها حتى المقابر!!!
وها هي اليوم أمريكا تختلق أعذاراً واهية من اجل اشعال المنطقة في البحر الأحمر فالحذر واجب من غضب الشعوب.
وخارطة الطريق للسلام الذي ترنو اليه اليمن ولبنان والعراق وسوريا واضحة وغير معقدة، والتعامل بجدية وندية وإلا فإن المراوحة (مكانك سر) ستزيد من غضب الشعوب وتحول المصالح الغربية إلى هدف لسلاح المقاومة ولا يعتقد الغرب الأمريكي الصهيوني أن عقارب الساعة ستعود إلى الوراء، فالاقتصاد المُنهار الذي تكبده الكيان الإسرائيلي سيحتاج إلى عملية جراحية معقدة خاصة ورأس المال جبان وأمريكا هي سبب في تحويل معظم السفن التجارية التي كانت تعبر البحر الأحمر لتطوف حول الرجاء الصالح والحليم تكفيه الإشارة.

قد يعجبك ايضا