لم أرغب في الحديث في هذا الموضوع بتاتا على اعتبار أن حديثي فيه مجروح بحكم أنى أحد أعضاء هذا الاتحاد ومن الجيل الثاني المؤسسين له، لكن ومن منطلق الضرورات تبيح المحظورات سوف يكون لنا حديث مقتضب مختصر مجاز وموجز نشير فيه إلى أهم النقاط التي ساهمت في انهيار الاتحاد وضياع رياضة الآباء والأجداد ومحاولة طمس هوية السلالة اليمنية من سجل الخيول العربية الأصيلة وإضعاف وإيقاف مسيرة النشاط والعطاء الرياضي لنادي العاصمة للفروسية ولبعض الجهات القديمة الجديرة بممارسة الفروسية وتعويضها بمسميات افتراضية لا وجود لها على أرض الواقع، والأسواء استبدال كفاءات قيادة الاتحاد من ذوي الاختصاص والخبرة بما دونهم من ذوي اختصاصات رياضية أخرى لا علاقة لها برياضة الفروسية لا من قريب ولا من بعيد، وقيادات فاقدة للمصداقية تمتهن المراوغة والتسلق والارتقاء بأحلام وطموحات الفرسان وعشاق الفروسية ووضعها في أبراج خاوية منهارة، قيادة تسير وتسير حبها غير الصادق للخيول لخدمتها وتستغل خير الخيل دون الاهتمام بها وإطعامه ليصبح عليهم وزراً لأنهم امتلكوها من أجل الاستعراض والتباهي والتفاخر والتعالي على الناس كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف الذي رواه أبي هريرة: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ: فَهِيَ لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَلِرَجُلٍ وِزْرٌ، فَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ أَجْرٌ: فَالرَّجُلُ يَتَّخِذُهَا فِي سَبِيلِ اللهِ وَيُعِدُّهَا لَهُ، فَلَا تُغَيِّبُ شَيْئًا فِي بُطُونِهَا إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ أَجْرًا، وَلَوْ رَعَاهَا فِي مَرْجٍ، مَا أَكَلَتْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا أَجْرًا، وَلَوْ سَقَاهَا مِنْ نَهْرٍ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ تُغَيِّبُهَا فِي بُطُونِهَا أَجْرٌ، – حَتَّى ذَكَرَ الْأَجْرَ فِي أَبْوَالِهَا وَأَرْوَاثِهَا – وَلَوْ اسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا أَجْرٌ، وَأَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ سِتْرٌ: فَالرَّجُلُ يَتَّخِذُهَا تَكَرُّمًا وَتَجَمُّلًا، وَلَا يَنْسَى حَقَّ ظُهُورِهَا، وَبُطُونِهَا فِي عُسْرِهَا وَيُسْرِهَا، وَأَمَّا الَّذِي عَلَيْهِ وِزْرٌ فَالَّذِي يَتَّخِذُهَا أَشَرًا وَبَطَرًا، وَبَذَخًا وَرِيَاءَ النَّاسِ، فَذَاكَ الَّذِي هِيَ عَلَيْهِ وِزْرٌ).
لن يكون لحاضر الفروسية إنجاز أصيل يعكس أصالة الأصل لأن فصول التكوين مبنية على المصالح الشخصية الذاتية، ولن يعود ماضي أمجاد خيول القفز إلى الارتقاء فوق حواجز القدرة ولن تمضي جياد الالتقاط في تحقيق أهدافها بسيوفها ورماحها، طالما كان بصفوف عشاق ومحبي رياضة الفروسية فئة هشة ومجوفة من الداخل ظاهره القوة والقدرة، وباطنه الضعف والعجز، تستعين برياضة الفروسية لتحقيق مصالحها والكسب على حساب بطونها وظهورها، لن تتقدم وتتطور رياضة الآباء والأجداد «الفروسية» وهناك من يبتدع منافسات وهمية وبطولات جلد الذات «انا انافس أنا» ومحاولة تفريخ جهة واحدة بأسماء جهات متعددة، دعوا ذوي الاختصاص في رياضة الفروسية ومحبي وعشاق هذه الرياضة الأصيلة يعملون وينتجون ويحافظون على سلالات الخيل العربي اليمني الأصيل.
تهانينا القلبية للزميل الإعلامي المخضرم بشير سنان على نيله ثقة الاتحاد الأسيوي للصحافة الرياضية وتعيينه مستشارا لرئيسه، بشير الخير كما يحلوا للكثير من الإعلاميين وصفه ناضل واجتهد ولك مجتهد نصيب.
رحم الله الزميل الإعلامي الرياضي المخضرم يحيى المريس، الذي وافته المنية بعد حياة حافلة بالعطاء الإعلامي والرياضي، إثر مرض عضال ألم به، نسأل الله له الرحمة والمغفرة وان يسكنه فسيح جناته، إنا لله وانا اليه راجعون.