بحمد الله وفضله وبعد فترة أسبوعين من العملية المباركة التي قامت بها البحرية اليمنية بالاستيلاء على السفينة GALAXY LADER وقبل أن يفوق الكيان الصهيوني من صدمته السابقة فاجأت القوات المسلحة اليمنية الكيان الصهيوني بل والعالم أجمع بعملية نوعية استراتيجية ناجحة أصابت الكيان الصهيوني في مقتل ، فبعد أن حذرهم قائد الثورة وأكد في خطابه بأن الله سيمكن الشعب اليمني من أن يظفر بسفن الكيان حتى وإن أنزلت العلم الإسرائيلي وأطفأت أجهزة التعارف وأيضا بعد أن أطلقت القوات المسلحة اليمنية البيان الأول والثاني الذي حذرت فيه من استهداف أي سفينة ( ترفع علم الكيان أو يديرها الكيان أو يملكها الكيان ) إلا أن الكيان الصهيوني لم يستجب لكل ذلك محاولا الاعتماد على وسائل الهروب والتخفي وكما هو معرف عن طبع الصهاينة الموسوم بالجبن والخوف والمذلة وبالتالي تمكنت القوات المسلحة اليمنية من الاستيلاء على السفينة GALAXY LADER ، وللعلم هذه السفينة هي سفينة نقل مركبات ( سيارات – شاحنات – معدات ثقيلة – حفارات – معدات التعدين والنفط- حتى اليخوت السياحية ) وهي مملوكة لشركة الملاحة الصهيونية RAY SHIPINING التي يملكها الملياردير الصهيوني إبراهام أونجار كما تمكنت يوم الأحد من استهداف سفينتين صهيونيتين بصاروخ وطائرات مسيرة السفينة UNITY EXPLORER المملوكة أيضا لنفس الشركة الصهيونية ونفس المستثمر وأيضا السفينة NUMBER 9 المملوكة للشركة الصهيونية (برنهارد شولت) وبالتالي كان لتلك العمليات التأثير الكبير على اقتصاد الكيان الصهيوني تمثل في الآثار الاقتصادية التالية :- ارتفاع أجور الشحن والنقل والتأمين إلى قرابة 10 أضعاف وأصبح الآن الكيان الصهيوني يدفع قيمة البضاعة التي في السفينة ويدفع عليها أجور شحن ونقل وتأمين تعادل قيمة تلك البضاعة أي على سبيل المثال إذا بلغت تكلفة الشحنة 100 مليون دولار يدفع عليها 100 مليون دولار شحن ونقل وتأمين الأمر الذي يترتب عليه ارتفاع أسعار السلع والخدمات في الكيان وهذا يعني ارتفاع مؤشر التضخم وتكاليف المعيشة الأمر الذي سيعتبر ورقة ضغط على حكومة الكيان لكف عدوانها على غزة خاصة وأن الكيان يعاني من الكثير من المشاكل الاقتصادية وأيضا من المظاهرات من أهل وذوي الأسرى الصهاينة لدى حركة المقاومة في غزة. ستؤدي إلى تأخير وصول والبضائع والشحنات من وإلى الكيان خاصة وأن الكيان يعتبر اقتصاداً مستورداً حيث بلغت البضائع المفرغة في موانئه خلال العام 2022م حولي 41 مليون طن في حين بلغت البضائع المحملة من الكيان 19 مليون طن. تتكبد السفن الآن تحمل فترة إضافية فبدلا من أن كانت الرحلة من الصين إلى الكيان تستغرق 24 يوماً إذا مرت عبر البحر الأحمر وباب المندب اليوم السفينة بحاجة إلى 55 يوماً لتمر عبر رأس الرجاء الصالح أي أن الرحلة تتأخر 31 يوماً . تبلغ التكاليف اليومية التي تتحملها السفينة الواحدة حولي 500 ألف دولار بمعنى نتحدث عن قرابة تكلفة إضافية تقارب 16 مليون دولار تتحملها السفينة الواحدة. يمثل البحر الأحمر عصب الحياة الرئيسي والشريان التجاري للكيان إذ تمر عبره حوالي 35 % من إجمالي واردات الكيان وخاصة تلك التي تأتي من قارة أستراليا وآسيا وجزء من قارة أفريقيا. يمر حوالي 70 % من غذاء الكيان الصهيوني من البحر الأحمر. خلال الأيام القليلة يكاد يكون توقف شبه كامل لميناء إيلات من كل أنواع السفن إضافة إلى أن ميناء حيفاء يكاد يخلو من أي سفينة تتبع الكيان. يمثل قطاع النقل حوالي 23 % من إجمالي الناتج المحلي للكيان أي أن قطاع النقل يعتبر أحد القطاعات الرئيسية في عصب اقتصاد الكيان الصهيوني . لم يقتصر التأثير على النقل البحري الذي يكاد يكون شبه متوقف وإنما امتد إلى النقل الجوي حيث أوقفت 42 شركة رحلاتها إلى الكيان وانخفض عدد الرحلات اليومية في مطار بن جوريون سواء المغادرة أو الواصلة من 500 رحلة يوميا إلى حوالي 100 رحلة فقط . وبالتالي كل ذلك كان له الأثر الاقتصادي الكارثي على اقتصاد الكيان ككل حيث تأثرت أسواق مال الكيان وتأثرت كل القطاعات ( البنوك انخفضت 20 % وقطاع الغاز والنفط قرابة 16 % التكنو ولوجيا 12 % العقارات 15 % التامين 17 % ) الأمر الذي نجم عنه ووفق تقارير وزارة مالية الكيان الصهيوني خسائر فاقت 53 مليار دولار كخسائر مباشرة إضافة إلى تدخل بنك إسرائيل لمحاولة إنقاذ الشيكل (عملة الكيان ) من الانهيار من خلال ضخ 30 مليار دولار، للعلم البنك يمتلك 200 مليار بمعنى أنه استنفد 15 % من الاحتياطي في الساعات الأولى ولا ننسى بأن الكيان خلال الساعات الأولى من عمليات طوفان الأقصى طلب من الولايات المتحدة 10 مليارات دولار وبعدها 14 مليار دولار ولم يكتف الأمر عند ضعف الكيان الاقتصادي بل هناك عجز في الأسلحة والمعدات حتى وصل الحال بالكيان أن يطلب 10 آلاف قذيفة من الولايات المتحدة كانت متجهة إلى أوكرانيا . ختاما وكما قال السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي لأبناء فلسطين عامة وغزة خاصة (بأنكم لستم وحدكم ) فالشعب اليمني متوكل على الله ماضيا في دعم أبناء فلسطين في كل المجالات سواء من خلال القصف بالصواريخ البالستية أو الطائرات المسيرة التي اختصرت المسافة وغيرت الجغرافيا فبعد أن كانت المسافة بين صنعاء وفلسطين 2000 كم ها هي اليوم تنخفض إلى أقل من ساعة يقطعها الطيران المسير أو من خلال عمليات القوات البحرية حتى يتم تحرير كل ذرة من ذرات أرض فلسطين جنبا إلى جنب مع كل محور المقاومة حتى نصلي جميعا في الأقصى.