البيت الأبيض بعد خطاب نصر الله يهدد: لا يمكن تصوّر الدمار المحتمل الذي سيحل بلبنان وشعبه في حال توسع الصراع ويجب تجنب ذلك‘ ترى لماذا تهدد الإدارة الامريكية لبنان وبعد الخطاب مباشرة؟
ألم يقل البعض، أن الخطاب كان متخاذلاً؟ فلماذا التهديدات إذاً؟
الأمريكي قرأ الخطاب من جانب ما ورد فيه من تصعيد خطير، مثل ربط الجبهة اللبنانية بجبهة غزة وهذا تطور يجعل كل الاحتمالات واردة، بل هناك حديث واضح بأن كل الاحتمالات واردة وأن ما يجري في الجبهة اللبنانية لن يتوقف عند هذا الحد (بمعنى أن التصعيد متوقع حتى خلال ايام).
خطاب السيد حسن نصر الله تضمن إشارات واضحة إلى عدم السماح بهزيمة غزة، وهذا الكلام لم ولن يتجرأ اي زعيم على قوله، بل هو تحد خطير للأمريكي الذي أكد على ضرورة هزيمة حماس ويؤكد الاسرائيلي ذلك كل يوم .. فلماذا يتضمن الخطاب مثل هذه العبارة؟، أليس الحديث عن ضرورة انتصار غزة يُعد تحدياً خطيراً للغرب وللعرب المتخاذل المتواطئ ولإسرائيل.
الخطاب جاء واضحاً حد الغموض وغامضاً حد الوضوح، والأمريكي والاسرائيلي مستمران في الترقب، فالخطاب بالنسبة لهما ليس إعلان تخاذل كما يقول البعض (للأسف الشديد)، بل خطاباً مفتوحاً على احتمالات تصعيدية واردة وخطاب تحدي لأنه وضع رأسه برأس الأمريكي الذي يريد انتصار إسرائيل، فإذا بنصر الله يقول إن المعركة سوف تنتهي بانتصار حماس ..
من اخطر النقاط الواردة في الخطاب هو اعتبار العدوان على غزة أمريكي بامتياز وتوجيه الخطاب الى الامريكي مباشرة، بل والتلويح بهزيمته والاعداد لأساطيله وهذه النقطة سوف تزعج الامريكي بشكل غير مسبوق ولن نعلم بمستوى تأثيرها الا بعد أيام ..
في الاخير
الخطاب مقدمة لتطورات ميدانية ويبدو أنه إقامة أخيرة للحجة تجاه النظام الرسمي العربي وتجاه المعارضة في لبنان وتجاه الأمريكي والإسرائيلي وتجاه الجميع، وبالتالي الحكم على موقف الحزب لا يجب أن يقتصر على ما يُطلب منه بل على ما فعله منذ 8تشرين وما يفعله اليوم وما سيفعله غداً وما النصر الا من عند الله.
ونحن بصدد الانتهاء من كتابة هذه السطور نشرت رويترز خبراً يؤكد أن الإمارات طلبت من واشنطن تشكيل تحالف دولي لضرب حز ب الله، إذا تدخل في الحرب …ثم يقول قائل إن الخطاب كان متخاذلاً.. الخطاب فهمه الامريكي والاسرائيلي وأتباعهما في المنطقة ..