الاحتفاء بالمولد النبوي .. وثورة الإسلام المحمدية

د/ هشام محمد الجنيد

 

قال الله سبحانه وتعالى (الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد) “إبراهيم، 1” .. اليمنيون عباد الله بعقيدتهم الراسخة وبوفائهم وولائهم وحبهم لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، فشعب اليمن الحر استثنائي في تقديسه وتمجيده ومحافظته على الاحتفاء بمولد النور المحمدي سنويا، غير أنها تعاظمت بشكل لافت لا نظير له مع المسيرة الإسلامية .. مسيرة النور الإلهية، ناهيك عن استهلال واستعظام مقامه ومكانته المقدسة وسيرته الشريفة في عموم ربوع اليمن في مناسبات غير رسمية خلال أيام العام لذكر الله والصلاة على رسوله واستشعار سيرته النبوية والأخلاقية ومواقفه المثالية وأساليبه التفسية من القرآن الكريم لنتعلم كيفية التعاطي مع المنافقين والمشركين والأعداء من أهل الكتاب والناس عموما للاقتداء والاقتفاء بها في مسؤوليتنا وواجباتنا الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية والثقافية .
وقد تحققت منذ سنوات خيرات وثمار نتيجة الاقتفاء والعودة الصادقة إلى الرسالة المحمدية برغم العدوان وحصاره وأهمها عجز العدوان عن الوصول إلى أهدافه الشيطانية، وتحقيق الانتصارات الميدانية والسياسية، ونجاح التوجهات الصناعية العسكرية والتنموية الزراعية والعلمية وغيرها.
الاحتفال في بلادنا بالمولد النبوي الشريف هو موروث ثقافي ديني يعبِّر عن أصالة اليمنيين وحبهم لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله في إحياء الابتهاجات والأفراح والإضاءات والأنوار الخضراء المعبِّرة عن صفاء وارتقاء الروحية الإيمانية لشعب مؤمن حر تميَّز أسلافه وأجداده في إخلاصهم لرسول الله، وتميِّز في مقدمة الصفوف القتالية في جميع الغزوات الدفاعية عن الإسلام ونصرته مع المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، ويتميَّز أحفاده بالمحافظة على اتباع مسيرة المصطفى في القتال في سبيل الله وبذل أرواحهم رخيصة فداء لنصرة الدين الإسلامي ولعزتهم وكرامتهم.
هذا الوفاء متجذر في شعب الإيمان والحكمة، ومقاومة الشعب اليمني الحر بقيادة علم الهدى عبدالملك بدرالدين الحوثي- يحفظه الله وينصره – هي إثبات واقعي معبر عن الدفاع عن الإسلام ونصرته، في حين أنظمة عربية أخرى وعلى رأسها مملكة الشر السعودية تهاجم الإسلام وتعمل على إخماد مبادئه وإطفاء نوره من أجل استمرارية قوانين ومبادئ الظلمات.
احتفال الشعب اليمني الحر بمولد المصطفى صلوات الله عليه وآله هو إثبات الوفاء والحب والإخلاص المتجذِّر في عقيدته الإسلامية وفي هويته الإيمانية، بينما الأنظمة الأعرابية وعلى رأسها مملكة الظلام السعودية الصهيونية تنفق المليارات للرياضة وحفلات المجون والمراقص وكل مظاهر المثليات المنبوذة بالفطرة الإنسانية.
بل ويحارب النظام السعودي السلوكيات والأخلاقيات والآداب الحميدة، وبكل وقاحة يستنكر ويسخط وأذنابه في الداخل وعلماء السوء يستنكرون إحياء الاحتفالات السنوية بالمولد النبوي الشريف .
هذا النظام وأنظمة السوء المحسوبة على الإسلام لم تصنع موقفا مشرفا ولم يقاطعوا بضائع الدول التي انتهكت وأحرقت نسخة القرآن الكريم في إساءة واضحة للإسلام والمسلمين، وفوق ذلك طبعت دول عربية مع الكيان الصهيوني وثلاث مقبلة على التطبيع وعلى رأسها نظام قرن الشيطان في المنطقة.
والأعظم كراهية وكفرا قيام قرن الشيطان في المنطقة بما هو أكبر من التطبيع في دعمه ماليا وسياسيا لإنشاء الكيان الصهيوني في فلسطين، وما ذلك إلا نزر يسير من مواقف ومحطات تاريخية كثيرة لنظام بني سعود الصهيوني في محاربته للإسلام والشعوب الإسلامية وفي دعمه لليهود أعداء محمد صلوات الله عليه وآله هذا النظام هو على رأس المروجين والساخطين والمؤطرين للسياسات العدائية لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف سنويا تحت عناوين تضليلية.
الاحتفال بذكرى المصطفى العظيمة يعزز مشاعرنا الإيمانية ويحافظ على استمرارية الدفع والصمود بواجباتنا الجهادية الإسلامية في وجه الأعداء.
الاحتفالات السنوية بمولد النور المحمدي تحافظ على العمل بالمسار الثوري الإسلامي الذي سار عليه المختار صلوات الله عليه وعلى آله في رفضه ومقاومته كل أشكال الظلمات من الاستبداد والفساد السياسي والتبعية والذل والفقر ومن منطلق الإيمان بالله والثقة بالله والتوكل عليه، فعظمة المسار الجهادي المحمدي حاضرة في دمائنا وفي نفوسنا، وكامنة في عقيدتنا الدينية وفي هويتنا الإيمانية، حيث تشكل أحد العوامل الأساسية للثبات والصمود، والوعي والبصيرة بوجوب الجهاد في سبيل الله لنصرة الثورة الإسلامية.
الاحتفال هو مناسبة دينية عظيمة لتوحيد شمل الأمة الإسلامية فهو في الأصل لا يقتصر على الأمة الإسلامية واليمنيين على وجه الخصوص الأكثر احتفاء واهتماما وابتهاجا بهذه المناسبة العظيمة، وإنما يفترض أن تحتفل كافة شعوب العالم به، لماذا ؟. لأن المصطفى محمد صلوات الله عليه وآله أرسله الله سبحانه وتعالى هاديا وبشيرا ونذيرا للعالمين، أرسله الله سبحانه وتعالى إماما وحاكما للناس بالحق، وإن لم تكن كافة الشعوب على دين الإسلام، فقضية الدين قائمة على الاختيار وليست على الإكراه، بينما سيادة مبادى وقواعد الإسلام كمرجعية لأي نظام دولة أو كمرجعية لنظام عالمي، فذلك لا يقوم على الاختيار، وإنما على وجوب الالتزام بتطبيق منظومة القواعد الإسلامية، فهي الأساس في سلام وأمن وحرية الشعوب واستقلالها وتنميتها على أساس التعاون والمنافسات الشريفة.
أرسل الله سبحانه وتعالى رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولتكون مبادئ وقواعد النور الإلهي هي المصدر الأساسي للتشريعات المنظمة لمختلف القوانين، أرسله الله سبحانه وتعالى ليخرج الناس من الظلمات إلى النور .. وسيأتي اليوم الذي تحتفل به سنويا كل شعوب العالم بعدما يزهق الحق الباطل، بعد انتصار الوعد الصادق، بعد هزيمة قوى الشر الصهيونية الأمريكية التي تمارس سياسات الجاهلية الأخرى، اللابسين الحق بالباطل .. الحاكمين بسياسات الظلمات .. الكاتمين للحق بولايتهم الشيطانية على الحرمين الشريفين.
ومن صور ما يكتم اليهود من أهل الكتاب من الحق المغيبة عن عامة الناس بفعل ثقافات الانحراف الدينية وبفعل سيطرتهم على وسائل الإعلام والنشر والثقافة والتحكم بها، هي سيطرتهم على المكانين المقدسين / الحرمين الشريفين ودون الجهر بسياساتهم على ذلك، من أجل تغييب أهمية الحرمين وصرف الناس عن معرفتهم حقيقة بيت الله وأهميتها في استتباب الأمن والسلام والعدالة.
ومن صور لبس أعداء محمد صلوات الله عليه وآله الحق بالباطل، طمس الثقافات الدينية الصحيحة لتغييب وطمس الأهمية والمكانة السيادية والوجهة المقدسة للأرض الجامعة لكافة البقاع التي تشكل جوهر الصراع الحقيقي بين أهل الحق لإرساء السلام والأمن والعدالة الإلهية (لنشر واقع النور المحمدي في حياة البشرية)، وبين أهل الباطل لتكريس الإرهاب والفتن والقتل (لتكريس واقع الظلمات في حياة البشرية)، وهي ظلمات واستكبار القطبية الأحادية الأمريكية الصهيونية ومساوئ أنظمتها الليبرالية الرأسمالية وغيرها من الأنظمة الاستبدادية تحت أي مسمى كانت.
نحتفل بمولد النور خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم، لنعزز ثقتنا بالله، فعندما نتوكل عليه مجاهدين في سبيله لنصرة الحق وترسيخ نور الإسلام في واقع الناس منهجا منظما لمختلف مجالات الحياة. فإننا لا نخاف من مواجهة أية قوة عدوانية .. فالخوف والتقهقر إزاء مواجهة الأعداء يتولد عنه بيع الدين والاستسلام لإملاءات الأعداء لعوامل: حسابات وقياسات مادية تعلل غياب الثقة بالله في تفوقهم على الأعداء كنظرتهم الخاطئة تجارة قوة وحجم ما يمتلك العدوان من القوة الاقتصادية والمالية والأسلحة ودون الأخذ بقياسات أو العقائد الإيمانية، ومثل هذه الحسابات والقياسات المادية تؤدي إلى اتقاعس والتثبيط عن مواجهة العدو، وهو ما يعبِّر عن غياب الثقة بالله ويعبِّر عن البعد عن الإيمان العملي وعن غياب الطاعة العملية لرسول الله صلوات الله عليه وآله، ويفسر بالتالي الأسباب الحقيقية وراء التفريط بالرسالة الإلهية من خلال عدم العودة الصادقة إلى الرسول ورسالته.
ألم يؤسس رسول الله صلوات الله عليه وآله أقوى نظام دولة إسلامية له هيبته ومكانته في فترته رغم أنه صلوات الله عليه وآله لا يمتلك من القوى المادية الاقتصادية وغيرها مقارنة بالأعداء ؟..
ألم يهزم رسول الله صلوات الله عليه وآله جيش الروم العدواني على الإسلام ؟. ألم يهزم جميع قوى اليهود الذين اعتدوا عليه في الكثير من الغزوات وكادوا ضده العديد من المؤامرات لقتله ؟ ألم يشردهم من محيط المدينة وينهي نفوذهم وسطوتهم في الجزيرة ؟.
ما هو إذن سر القوة التي انتصر بها رسول الله صلوات الله عليه وآله على أقوى الأنظمة والجيوش والقبائل في فترته ؟.
إنه سلاح الثقة بالله والتوكل عليه .. إنه سلاح الإيمان المطلق بالله لأن من يجاهد في سبيله لنصرة الدين فإنه ينتصر على أي نظام مهما كانت قوته. هذا هو الخط الجهادي الذي تسير عليه القيادة الثورية في اليمن ومحور المقاومة الإسلامية، حيث أنه في بداية العدوان كان المرجفون المؤمنون باستحالة وقوف أي نظام عربي أو غيره أمام العدوان السعودي الأمريكي البريطاني، كانوا يسخرون من الخيارات العسكرية التي تحدث عنها السيد القائد -سلام الله عليه .. كانوا يسخرون من نصائح وحجج السيد القائد في وجه الإعداء، ومازالوا حتى اللحظة على أمل كبير بانتصار العدوان .. ما زالوا لم يستوعبوا ويقروا بالقوة والمكانة العسكرية والسياسية التي وصل إليها اليمن بفعل السياسة الحكيمة للسيد القائد يحفظه الله -وينصر-، وبفعل إيمانه بنصر وتأييد الله لعباده المجاهدين الذين ينطلقون للقتال في سبيله ويقفون في وجه أعدائه، ولإجهاض وإحباط ونسف مساعي الأعداء المتجهة لتعزيز بقاء الناس على واقع الظلمات والسياسات المانعة إخراجهم إلى رحابة النور المحمدي، وبسط عدالة الحكم الإلهي.
وسلاح الإيمان بالمنهج الجهادي لرسول الله صلوات الله عليه وآله هو الطريق الذي سنصل به مع جبهات المقاومة الإسلامية والأحرار من مختلف الأنظمة والشعوب العالمية في مواجهة الأشرار وإجهاض واستنزاف مقدراتهم المالية وإيصالهم إلى مستويات الخسارة وفق دراسات مراحل وخطوات عسكرية ومالية ونقدية تؤدي في نهاية المطاف إلى إرهاق وكسر شوكة نظام الاستكبار العالمي، بيد أن العامل الرئيسي في قلب معادلة التغيير العالمية وإنهاء سلطة الظلام الليبرالية يأتي من محور المقاومة وأساسا جبهة اليمن بقيادة قائد المسيرة الإسلامية في إخراج النفوذ الأمريكي الإسرائيلي من قلب الجزيرة العربية وتحرير المقدسات الإسلامية وتحرير قلب المدن والبلدان العالمية، فاليمن تاريخيا في قلب الجزيرة .. اليمانيون الأحرار يجاهدون في سبيل الله لعودة الروح إلى القلب .. لعودة السلطة الدينية إلى أم المدن والعواصم والبلدان العالمية لبث عدالة ورحمة وبركة وهدى الله للناس.
الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف هو من أبسط مظاهر الشكر العملي لله ومن أوجب وأهم الأعمال المعبِّرة عن تقديرنا للنعمة والفضل والرحمة والهداية الإلهية بإرسال محمد صلوات الله عليه وآله نذيرا ومبشرا وهاديا للعالمين، فاختيار الله تعالى محمدا رسولا لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور، لأنه أعظم رجل على الإطلاق في تاريخ البشرية في البصيرة والعلم والشجاعة والقيادة والهداية والإرشاد والحكم بالقسط والقيم الأخلاقية.
الاحتفاء بمولده الشريف يوحدنا ويعزز همتنا وعزيمتنا الإيمانية والجهادية والثورية من خلال الامتثال والالتزام بطاعتنا لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله والاقتداء بالكيفية التي تعامل بها مع أعداء الإسلام .. هذه هي الرسالة والدروس المحمدية التي نسير على خطاها.
الاحتفاء بمولد سيد ولد آدم يعبِّر عن الوفاء لطريق الجهاد الذي سار عليه رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله لإزالة قوى الشر والطغيان وتحرير المستضعفين، فهو النبي الأمي الهادي على بينات الكتاب لهداية الناس من الظلمات إلى النور، فصفة النبي الأمي – لكونه من أم القرى ولكونه الإمام بسيادة ولايته الإلهية على أم القرى (مكة): مركز السيادة في الأرض على أساس نظام إسلامي – يدفعنا إلى طريق الجهاد في سبيل الله لنصرة الحق وعيش واقع النور المحكوم بقوانين إلهية، والوصول إلى هذا الواقع مرهون بالتضحيات والاستبسال والجهاد والقتال في سبيل الله، مرهون نجاحه بالامتثال لأوامر ونواهي ورثة الكتاب الأعلام، فهم سفن النجاة في انقاذ البشرية من واقع الأنظمة والقوانين المصاغة على تغليب المصلحة الفردية على حساب المصالح العامة .. سطو واستغلال من قبل أصحاب المال ذوي النفوذ الحريصين على استغلال ثروات وجهود الناس واستعبادهم واضطهادهم.
تغيير واقع البشرية من الظلمات إلى النور .. من نظام الأحادية القطبية إلى نظام متعدد الأقطاب خال من الاستبداد .. هذا التغيير مرهون بمسار ثوري إسلامي .. مرهون بمسار واحد لا ثان له .. وهو مسار الجهاد والكفاح على ضوء الرسالة الإلهية، فهي “المشروع الوحيد القادر على إحداث التغيير الحقيقي في الواقع البشري”.
والرسالة الإلهية ليست للمؤمنين، وإنما لكافة الناس ضمن منظومة شاملة تنظم قوانين الأكوان وما بين السماوات والأرض، ورسول الله صلوات الله عليه وآله أرسله الله سبحانه وتعالى بالكتاب ليحكم بين الناس بالحق على ضوء قوانين وتعليمات الكتاب، والكتاب فيه تشريع إلهي شامل لكافة مناهج الحياة .. الكتاب دستور إسلامي ينظم أمر الشعوب العالمية على أساس العدالة المتوافقة مع الفطرة الإنسانية، قال الله سبحانه وتعالى (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما) “النساء، 105″.
المولد النبوي هو المناسبة التي نستفيد منها أعظم الدروس والعبر للتزود بالروح الإيمانية والمعنوية التي تعيننا على مواجهة الأخطار وتحديات الحياة ومخططات العدوان الصهيوني الأمريكي، ومواجهة تحديات الحياة العلمية والتنموية، وإنهاء نفوذ وسطو قوى الشر لا يخرج عن التطبيق العملي لمنهج النور الإلهي، وتطبيق المنهج يجسد التمثيل العملي للمسؤوليات الدينية، وارتباطنا بهذه المسؤوليات نابع من إيماننا بالله ورسوله صلوات الله عليه وآله .. ارتباطنا برسول الله صلوات الله عليه وآله هو ارتباط بالمنهج الإلهي .. الارتباط العملي بالقرآن يعني الإلتزام الإيماني الجهادي لنصرة المشروع الإسلامي المنهي للهيمنة الأمريكية الإسرائيلية .. الارتباط العملي بالقرآن وبالرسول صلوات الله عليه وآله هو الجوهر والأساس في إحداث التغيير الحقيقي في الأرض من واقع الظلمات والحروب والأزمات التي تشهدها البشرية إلى واقع النور.
نقتبس من نورانيات القائد حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه-: ” إن محمدا هو النبي صلوات الله عليه وآله الذي بلغ منتهى الكمال في الفاعلية والهمة العالية ليعلمنا الفرق في قوة النفوس عند من ينطلقون استجابة لله وعند من يعرضون عن هدي الله”، فصور الإعراض هي البقاء دون الجهاد في سبيل الله ودون القتال في سبيله لإعلاء كلمته. وتداعياتها هي أوضاع الذل والضعف والفقر والتبعية والجهل والتخلف والفتن والاقتتال والحروب البينية والتعرض لأخطار الإرهاب من داخل البلد وخارجه، والتخلص من هذه المساوئ والأوضاع غير المستقرة هو العودة الصادقة إلى المنهج المحمدي إلى الرسول والعمل الصادق بالرسالة الإلهيةز فهي الاستجابة الحقيقية.
ومنطلقات الاستجابة هي التمسك والالتزام بمبادئ وتعليمات وأوامر ونواهي الكتاب تصديقا للإيمان .. تمسكنا بالقرآن الكريم للعمل بمحتواه الجهادي ومواجهة قوى الظلام والشر العالمية وأذنابها المرتزقة والخونة في الداخل لإخراج إخواننا في المحافظات المحتلة من أوضاع الظلمات إلى واقع النور والحرية والاستقلال، وبسط واقع النور الإسلامي في كل أرجاء التراب اليمني (البلدة الطيبة) .. وبسط عدالة ولاية النور الإسلامية على البلدة الطيبة وفق شروطها الإسلامية لما لها من تداعيات في تحقيق السلام والأمن والخير والهداية والتنمية والحرية والاستقلال لليمن ولكافة شعوب العالم.
هذه الغايات يراها الممانعون لذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام مستحيلة لإيمانهم بقوة وعظمة أنظمة قرن الشيطان الظلامية، ومن يستنكر الاحتفاء بذكرى المولد النبوي فليس من محبي رسول الله صلوات الله عليه وآله، وبالتالي ليس مؤمنا بالله.
الأوفياء المجاهدون في الله المعظِّمون لمكانة الرسول الأعظم الممجِّدون لذكرى الاحتفاء بمولده الشريف، يرون تلك الغايات قريبة الوصول إلى تحقيقها، لإيمانهم بالوعد الصادق .. لإيماننا بأن رسول الله حاضر فينا .. حاضر في مشاعرنا الإيمانية .. يأتينا صلوات الله عليه وآله يدا وعونا في كل معركة .. وبإذن الله وتأييده سيثبت اليمنيون الأحرار أنهم من القوم الذين أوكلهم الله لنصرة الرسالة الإلهية .. سنثبت بعون الله قول رسول الله صلوات الله عليه وآله فينا: “الإيمان يمان والحكمة يمانية”، فرسول الله صلوات الله عليه وآله لم ينطق عن الهوى .. إن هو إلا وحي يوحى.
والعاقبة للمتقين
الله أكبر ..
الموت لأمريكا ..
الموت لإسرائيل ..
اللعنة على اليهود ..
النصر للإسلام.

قد يعجبك ايضا