في ذكرى الهجرة النبوية.. لصنعاء نصيب من الكلام

 

في ذكرى الهجرة النبوية والعام الهجري الجديد ونحن نستذكر المدينة المنورة التي احتوت الرسول ودينه وأصحابه من المهاجرين وكيف استقبلهم ورحب بهم أهل المدينة الذين سماهم الله سبحانه بالأنصار وكيف سمت أرواحهم بالإيثار والتضحية وبروحية البذل والعطاء في سبيل دين الله وتنزهت أنفسهم عن الشح الذي يكون غالباً سبب هلاك الكثير وربت أنفسهم عن الاستغلال والاشتراطات وطلب المميزات لقاء ذلك، فذكرهم الله سبحانه في قوله (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) .
في هذه اللحظات استحضرتني صنعاء في ظل ما يمر به اليمنيون من الحرب والنزوح والتهجير وغربة الروح التي ربما هي اصعب من غربة الجسد، كيف كانت صنعاء الملاذ الآمن والحضن الشاسع النابض بالطمأنينة والأمان، فضمت جميع أبناء اليمن النازحين والمهجرين من كل المدن التي مسها ضر العدوان وخبث الارتزاق، فاحتوت إحساسهم بالقهر والخوف والغربة واستبدلته بالأمان والحرية وانتزعت الحزن من قلوبهم ووهبتهم مكانه السعادة وكل الخير، وكان أهلها خير الأهل الذين استضافوا الجميع وكانوا نعم الأهل والأخوة عوضاً عمَّن كانوا يُعدون الأهل والأصحاب فخانوا وعابوا وغدروا وتنكروا كل السنين التي عاشوها سوياً وصاروا العدو القاتل والصاحب الشامت !!
فلكم يا أهل صنعاء كل الود يا خير الناس وأجودهم واكرمهم وافضلهم، واستثني من حديثي هنا بعض من تعفنت أرواحهم بالمناطقية وأيضاً بعض المؤجرين للبيوت، من اتخذوا من معاناة الناس وهموهم وظروفهم التي أودت بهم إلى النزوح مصدراً لزيادة أرباحهم وأرصدتهم، مستغلين حاجتهم اليهم وبلا رحمة يتعاملون معهم، فلا تحية ولا سلام لهم !وهنيئاً لكِ يا صنعاء هذا الشرف العظيم، فما أنتِ إلا كل اليمن ولك كل يمني ينتمي وما أنتِ إلا مدينة سيشهد لك التاريخ بالعزة والشموخ، وكما احتضنت المدينة المنورة النبي وكانت منطلقاً لفتح مكة، فصنعاء كانت المنطلق للكثير من المجاهدين المهجرين لتحرير بقية المدن، بإذنه تعالى معاً سن لملم كل جراحنا وجراحات اليمن ونعيدها إلى سابق عهدها اليمن السعيد وعبق الحضارة واصل العروبة والعرب ولصنعاء من قلبي سلام..كل عام وانتم بخير.

دينا الرميمة

قد يعجبك ايضا