ورثت بقايا عصابة ٧/٧ الإرهابية في مدينة تعز الكثير من سلوكيات أجهزة الهالك عفاش القذرة في التستر على المجرمين والقتلة واللصوص وأعداء الشعب.
إدانة الضحية وتبرئة الجلاد هو سلوك معروف لدى عصابة ٧/٧ منذ أن اغتصبت السلطة وقتلت الشهيد إبراهيم الحمدي في سبعينيات القرن الماضي، ثم انقلبت على مشروع الوحدة السلمية، وغدرت بالجنوب والاشتراكي وقوى الوحدة والحداثة.
آخر أكاذيب لجنة التستر على جريمة إطلاق النار على النساء والأطفال والمحتفلين بعيد الأضحى في ميدان الشهداء بتعز هو التستر على المجرمين الحقيقيين الذين أطلقوا النار بشكل عشوائي على الناس، وتقديم مدير ما يسمى بمكتب الثقافة ومن استنكروا الجريمة كبش فداء. بما يعني إدانة المجني عليه، ومن يستنكر الجريمة، أو يتضامن مع الضحايا.
وبدلاً من إدانة الجريمة وتقديم المجرمين إلى العدالة ذهبت تلك اللجنة المشبوهة لإدانة الضحايا وتبرئة المجرمين.
فقد أدانت المرتزق عبدالخالق سيف وزجَّت به مليشيا العصابات في السجن باعتبار أنه السبب بإطلاق النار. فهو الذي أقام الحفل، وتسببت الجماهير التي اطلقت هتافات باسم ( تارك عفاش ) بإطلاق النار. ولولا الاحتفال ما تم إطلاق النار. هذا المنطق الملفق والمنحاز سوف يُسقط حقوق الضحايا، ويشجع المجرمين على ارتكاب المزيد من الجرائم، وهو ما تتغياه تلك اللجنة المنحازة، ومَنْ عيّضنها.
وبدلاً من التحقيق في الجريمة ومع المجرمين، ذهبت تلك اللجنة إلى التحقيق في منشورات من أدانوا تلك الجريمة؛ ومنهم الكاتب عبدالله فرحان الذي اتهمته بإدانة الجريمة والمجرمين؛ وتوصيف الجريمة بالعمل الإرهابي. وأمرت الأجهزة المفصعة إيداعه السجن.
الانحياز إلى الجلاد وإدانة الضحية سلوك معروف للعصابات المنفلتة ليس في تعز وحدها، وإنما في كل المناطق المحتلة من قبل قوى العدوان ومن يقفون إلى جانب مشروعه من المرتزقة والعملاء.
قبل سنتين ارتكبت العصابات الإجرامية مذبحة؛ صفت بها أسرة الحرق في بئر باشا غرب مدينة تعز، وبلغ عدد الضحايا أكثر من ١٣ قتيلاً. ولم نسمع عن القبض على أحد من المجرمين. وطمست الجريمة، ودفن الضحايا دون تحقيق العدالة. وبعدها قتلوا الدكتور أصيل الجبزي في مديرية المعافر بطريقة بشعة، ورموا جثته في مجرى السيل.
وظلت جثته في ثلاجة الموتى لمدة عام في انتظار القبض على القتلة. ولم يحدث ذلك. والدكتور أصيل هو ابن مرتزق منهم كان يعمل رئيسا لعمليات اللواء ٣٥ الذي تم تصفية قائده الحمادي من قبل نفس العصابات. وإلى اليوم لم يتم القبض على من خططوا لقتل الحمادي. ولم يصدر حكم في حق من قتلوه.
المئات من الضحايا ذهبت دماؤهم هدراً، ولم يُنصفوا، أو يؤخذ بحقهم.
القتلة والمفصَّعون يراهنون على القوة التي تحميهم، وتبسط نفوذها على مسرح الجريمة. وتلك القوة الحامية تراهن على النسيان. وهي تعلم أن اليمني لا ينسى دمه، فهو يثأر له ولو بعد حين. ويبدو أن التستر أصبح منظومة متكاملة؛ فهم يتسترون على القتلة، ويمحون آثار الجريمة. ويتسترون على منتهى الطفولة والاغتصاب. ويتسترون على اللصوص.. وهكذا دواليك.
نحن إزاء عصابات فاشية تمتهن القتل والإرهاب ضد من يقف أمام بلاطجتها. وكل يوم يتفننون في القتل والنهب والدمار. ويلحق ذلك التفنن الأكاذيب والتلفيقات والإنكار.
وإلى حين صحوة ستدفع مدينة تعز فاتورة باهظة من دماء أبنائها وحرية مواطنيها وأموالهم لكل ما يحدث إذا لم ترد على ذلك الامتهان لكرامتها.