مساجد ومراكز ومدارس في القطاع العام والخاص، شُرعت أبوابها على مصراعيها أمام أطفال اليمن، تستقبل فيها كل أطياف وفئات المجتمع، لسد فراغ عطلتهم الصيفية، بترسيخ الهوية الإيمانية في عقولهم وقلوبهم ؛ لمواجهة تضليل أبناء هذه الدولة المقاومة لعدوها، وعدو الأمة الإسلامية وتصحيح المعتقدات التي يحاول اليهود وأعوانهم في ترسيخها؛ لخدمة أهوائهم وتدمير المبادئ والقيم المستمدة من القرآن الكريم ، التي يتمسك بها اليمنيون ذلك كان ملموساً وملحوظاً في تدافق الطلاب نحو المراكز الصيفية في معظم المحافظات والمديريات .
الخطط المرسومة والإعداد للبرامج المتنوعة المتكاملة، والجهود التي كانت ولا زالت جهوداً جبارة؛ من خلال ما رأيناه في التدشين لتلك المراكز في هذا العام الذي لم يكن كسابقته من الأعوام، هي الصفعة المؤلمة جداً أثرها واضح في شن الهجوم الإعلامي الذي يحرض على ترك المراكز الصيفية، وتقليل الأعداد التي تلتحق بالمراكز، وعدم الجدوى من تصنيف الأمم المتحدة لأنصار الله منتهكي حقوق الأطفال، فالواقع يحكي أموراً تختلف عن ما تدعيه .
كل الأطفال الذين سارعوا للتسجيل، وجدوا أنفسهم في المراكز الصيفية أمام تنمية لإبداعاتهم ومهاراتهم في مختلف المجالات؛ من خلال الأنشطة المتنوعة التي تمنكهم من ممارسة هوايتهم، التي لم يستطيعوا ممارستها أثناء المدة الدراسية، وجدوا ذواتهم عند تشجيعهم على الارتقاء والتقدم؛ ليكون لهم دور في بناء مجتمع يسوده الإيمان والعدل والمساواة.
مشاركتهم في المسابقات الثقافية، تزيدهم علم ومعرفة تصنع فوارق كبيرة من الوعي والبصيرة في حياتهم.
القنبلة الموقوتة التي يهابها الصهاينة، كما وصفوا على ألسنة أدواتهم هي الفكر الصائب الذي يحكيه القرآن، الذي يحثنا على مواجهة اليهود والصد لهم بكل ما نملك من قوة .
أهم العلوم التي يتم تدرسيها في المراكز الصيفية؛ هي الرجوع لله عز وجل ولكتابه ورسوله وآل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام، والتوكل على الله في كل الأمور ليمنح الله الشعب اليمني مساندة إلهية، لا يعطيها إلا لأوليائه من المؤمنين.
كل ما تحمله المراكز الصيفية من أنشطة تعليمية وثقافية وتدريبية ورياضية وزراعية وإبداعية؛ هي غيث انهمر على كل أسرة متعطشة؛ لتثقيف وتشجيع مواهب وإبداعات أبنائها، خوفاً من أن يكونوا ضحايا الحرب الناعمة من خلال سد أوقات فراغهم أثناء الإجازة بالأجهزة الإلكترونية الهدامة للأخلاق والدين والإنسانية، عند استخدامها بالشكل الخاطئ في ظل انعدام الوعي ؛ فالعدو يستهدف الأطفال بالدرجة الأولى، لتنشأ أجيال وفق ما يرسم المحتل لها، من خلال ابعاد الأطفال عن القرآن الكريم وكل ما جاء به، وإغرائهم بالدنيا وملذاتها، ونزع الوازع الديني ؛ ليتحول الفرد من عبد لله إلى عبد للشيطان وذلك هو مبتغاهم، لكن المراكز الصيفية تعمل على محاربته بإنشاء أجيال ؛ تعرف الله وتسعى لنيل رضاء والفوز بالجنة التي لا ينالها كل من صد عن كتاب الله.
كل مركز تربوي محتواه القرآن ، وبناء الأجيال المثقفة ، ومساندة لبناء الوطن ، لتزداد الأيدي العاملة نهوضاً بالدولة إلى أرقى مستوى من التقدم والازدهار، ستكون قوية محصنة بالقرآن ، لا تهزمها أي قوة بشرية ولا حصار دولي .
كل ما تحمله المراكز الصيفية، لا يمكن أن يقف ضده، إلا كل خائن وبائع للوطن هو عدو للسلام وعدو للدين، فكيف لمؤمن يحب وطنه ودينه أن يُحارب القرآن؟ وأن يثبط الأطفال عن تُعلمه وتدبُره وتطبيقه؟ كيف لمسلم أن يرفض التعرف على الله ورسوله بالمفاهيم والأحاديث الصحيحة؟ كيف يمكنه أن يمنع الأطفال من ممارسة هواياتهم
في هذه الفرصة، التي اتيحت للجميع من مختلف الطوائف والمذاهب والأحزاب والفئات؟
