كل عام عمالي وانتم بصحة وعافية وخير وسعادة، وأعاده الله علينا وعليكم وعلى عمال شعب اليمن وقد أزاح الغمة وأزال العدوان وامن البلاد والعباد وعم الأمن والاستقرار بالدول العربية والإسلامية والعالم اجمع، تهنئة صادقة من القلب لكل عامل يعمل في أي مجال من مجالات الحياة بالعالم، في يوم عيده الخالي من الإجازات والراحة والاستجمام لأن العامل عيده عمله، ولو توقف للراحة لتوقفت المواصلات وانقطعت الكهرباء وأغلقت الملاعب والصالات والحدائق والمطاعم، لهذا فان عيد العامل يزينه فرحة وراحة من حوله، عندما تم التفكير في إعلان يوم عالمي للعمال في القرن التاسع عشر، حيث كانت بداية عيد العمال يوم 21 أبريل سنة 1856 م في أستراليا، ثم انتقلت الفكرة إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث طالب العمال في ولاية شيكاغو سنة 1886 م بتخفيض ساعات العمل اليومي إلى ثماني ساعات، وتم الاحتفال بأول عيد للعمال في الولايات المتحدة الأمريكية في الخامس من شهر سبتمبر سنة 1882 م في مدينة نيويورك.
وفي الأول من مايو سنة 1886 م نظم العمال في ولاية شيكاغو ومدينة تورنتو إضرابا عن العمل شارك فيه قرابة الأربعمائة ألف عامل، يطالبون فيه بتحديد ساعات العمل ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، » وكان شعارهم وبعد وفاة عمال ،« ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع على أيدي الجيش الأميركي فيما عُرف بإضراب بولمان سنة 1894 م، سعى الرئيس الأميركي غروفر كليفلاند لمصالحة مع حزب العمل، تم على إثرها بستة أيام تشريع عيد العمال وإعلانه إجازة رسمية.
الحرية والكرامة والإنسانية هي من فرضت اليوم العالمي للعمال، فمن غير المعقول أن يقبل الإنسان على نفسه أي نوع من العبودية والإذلال ويستمر يعمل لصالح الأخرين ولساعات متواصلة، حتى وان كان الجميع يخدم الجميع في دائرة مغلقة من المنافع والمصالح، لكن ذلك يجب أن يكون في إطار التكافؤ والمساواة وإعطاء البدن حقه من الراحة، عن طريق تنظيم ساعات العمل الرسمية، وما زاد عن ذلك فانه في اطار الحرية والاختيار والعمل الإضافي، على سبيل المثال عند انتهاء العمل بوزارة الشباب والرياضة في ساعاته اليومية المعروفة، يبدا عمل اخر أو نشاط اخر في الاتحادات والأندية والمراكز كتنظيم المباريات والمنافسات والبطولات وبرامج التدريب وبرامج التعليم، وأعمال المراكز الصيفية التي قد تسحب إلى جدول أعمالها غير الرسمي بعض الأعمال الرسمية الخاصة بنشاط ديوان عام الوزارة، وعلى فكرة الكثير من أصحاب الفكر والكتابات العلمية لم يجدوا فرقاً بين كلمة العمل وكلمة الوظيفة حيث يرى الكثير أن المعني واحد، لكن المفهوم الدارج والمتعارف عليه في الوسط العمالي أن من يعمل في القطاع العام موظف ومن يعمل في القطاع الخاص عامل ومفهوم آخر يرى أن من يعمل في المكاتب « موظف » ومن يعمل في الأعمال الصناعية والمهنية ،« عامل » وتظل كلمة عامل وعمل هي سيدة الفصل في ذلك، فالجميع عمال منتسبون لنقابة العمال التي شرعت اليوم العالمي للعمال وحولته إلى عيد للعمال، احتفلنا به نحن اليمنيين وأخذنا إجازة بنص قانون الخدمة المدنية، كل عام وعمال العالم بصحة وعافية وتقدم ونجاح وتفوق صادق مع الله.