لا شك أن للدورات الصيفية فوائد كبيرة ومميزة وعديدة في نقل المعلومات ورفع المستوى العلمي والعملي لدى المستفيدين، ومن هنا تبرز أهمية المراكز الصيفية في تعليم البنين والبنات وتدريسهم القرآن الكريم، وعلوم الدين الإسلامي الحنيف وتعليمه لهم بما يكفل إنشاء جيل متسلح بالعلم والوعي من خلال مقررات التحفيظ والدروس الدينية واللغوية ومن خلال الدروس الثقافية والتربوية، كما تعزز من إبداعات الطلاب والطالبات من خلال اكتساب المهارات وممارسة الأنشطة المتنوعة داخل المراكز الصيفية واكتشاف المواهب وتنمية إبداعاتهم وقدراتهم البدنية والذهنية.
إن نجاح هذه الدورات الصيفية وتحقيق الهدف العام من إقامتها يتوقف على التخطيط العلمي الدقيق والواضح لإدارات المراكز المعنية بتنفيذ الدورات، بداية باختيار المواقع التي سوف تقام عليها المراكز، واختيار وتقييم الكوادر التي ستقوم بتنفيذ البرامج اليومية وما يدخل فيها من تفصيلات جزئية دقيقة متعلقة بتنظيم وإدارة هذا البرنامج المتكامل إداريا وفنيا وماليا «دين – ثقافة – رياضة – صحية …الخ».
وهو ما تم خلال هذا العام بذات، حيث قامت اللجنة العليا للمراكز الصيفية بتنفيذ العديد من الدورات والورش التدريبية للكوادر المعنية بإدارة المراكز الصيفية من مختلف مدارس محافظات الجمهورية، وكذا تدريب المعنيين بتنفيذ الدورات الصيفية من مختلف المجالات الدينية والعلمية كعلوم القرآن والفقهية والسيرة النبوية والثقافة والأدب ومختلف العلوم الأخرى، إضافة إلى البرامج الرياضية والترفيهية، وعلى سياق الأعوام الماضية للمراكز الصيفية تتضافر الجهود لتنظيم وإعداد وتنفيذ الدورات الصيفية من قبل مختلف الجهات ذات العلاقة والتي تضمنت وزارات التربية والتعليم والشباب والرياضة والثقافة ومكتب الإرشاد وإدارة المرأة بأمانة العاصمة، حرصاً من الجميع على تجاوز الأرقام المحققة لتنفيذ الدورات الصيفية في عدد 869 مدرسة، ليطمح القائمون على المراكز الصيفية لهذا العام إلى تجاوز الأرقام السابقة والتحاق اكبر عدد من الطلاب والطالبات بالمراكز لتعم الفائدة.
المراكز الصيفية حق مكتسب ودائم للشباب والشابات يجب على القائمين عليها والمسؤولين عنها منحها الحق الكافي والوافي الذي يضعها في مسارها التربوي التعليمي المفيد للشباب وللمجتمع وللوطن بحيث تصبح مراكز صيفية تمتاز بالتنمية المستدامة وتحقق الأهداف المرجوة منها والتي منها، بناء الشخصية المتوازنة للطلاب والطالبات في ضوء الهوية الإيمانية والعقيدة الإسلامية السمحاء، ودعم انتماء الطلاب ليمن الإيمان والحكمة اليمانية وتعريفهم بمؤسساتها ومرافقها، وتنمية روح الولاء الوطني وتعزيز مفهوم المحافظة على سيادة وامن واستقرار الوطن، اكتشاف المواهب وصقلها، وتوجيه الانفعالات السلوكية لدى الطلاب وطاقاتهم الفكرية والحركية الوجهة السليمة الإيجابية، وحماية الطلاب من آثار الفراغ السلبية واستثماره في الالتحاق بالبرامج العلمية المفيدة.
أوجاع أعيادنا تسبب فيها التدافع المؤلم الناتج عن هروب الكثير من الفقر والحاجة، فراح ضحية ذلك عدد كبير من البشر ومنهم الشباب والرياضيون والقادة الكشفيون، رحم الله ضحايا الجوع والفقر والحصار والعدوان، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
