هل يتحول ترامب إلى زعيم ثوري هربا من الإدانة الجنائية؟

محمد حسن زيد

 

سنة 2016 الرئيس بوتين يُثني على الملياردير المجهول عالميا ترامب ويصفه بالألمعي!

لم يفهم الجميعُ غرض بوتين من مدح هذا المهرج النرجسي الذي لا فرصة له للفوز بالرئاسة الأمريكية! كيف يفوز وهو رجل الفضائح عديم الخبرة السياسية الذي اتضح فيما بعد أن عنادَه العقيم يُعادلُ عقلَ طفل في الصف الخامس الابتدائي، حسب وصف وزير الدفاع الأمريكي ماتيس؟

ترامب كرمز للطبقة المترفة التي تمثل المستعمرين الأصليين لقارة الهنود الحمر كان شعاره الانتخابي هو “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”..

أصحاب البشرة البيضاء الذين تاهوا في زحمة العولمة ومسّت الليبراليةُ كبرياءَهم بعد وصول أول رئيس غير أبيض إلى البيت الأبيض.

ليس ذلك فحسب، بل ها هي الصناعات الأمريكية تنكمش داخل أمريكا نفسها بسبب كلفتها الباهظة مقارنة بما يأتي من الخارج وتحديدا من الصين..

لذلك فإن وصول ترامب إلى الرئاسة قد زلزل أربعة أركان كانت أمريكا تقوم عليها:

١- *الحرية السياسية- ديمقراطية مطعون في نزاهتها*:

تعرضت الديمقراطية مع ترامب لعدة طعنات، بداية تم توجيه اتهامات رسمية إلى روسيا بالتأثير على الانتخابات الرئاسية لضمان فوز ترامب في 2016م ثم تم توجيه اتهامات للحزب الديمقراطي بتزوير الانتخابات الرئاسية 2020 وذلك بغرض إسقاط ترامب، وأخيرا أحداث الكابيتول التي صعقت العالم ودنست الصورةَ المثالية للديمقراطية في أمريكا ومبدأ التداول السلمي للسلطة..

٢- الحرية الشخصية- قضاءٌ مشكوك بتسييسه:

بعد أن وجّه القضاءُ اتهاما جنائيا لترامب عبّر عنه قائلا “أنهم يلعبون معي لعبة مطاردة الساحرات والهدف هو منعي من الترشح، هذا هو الاضطهاد السياسي” فشعبية ترامب جارفة الآن ولا تُضاهيها شعبية أحد.. إذ يحظى بدعم التيار اليميني المتعصب الذي يرفض حرية الإجهاض ولا يُقرُّ الشذوذَ الجنسي ويُناهض الحركة النسوية..

٣- الحرية الفكرية- إعلام يُضلل الرأي العام ويُكمم الأفواه:

جميع الاستطلاعات السابقة لانتخابات 2016 في قنوات إعلامية يظنها الجميع مهنية ودقيقة كانت تؤكد ضعف شعبية ترامب وخسارته المحققة في الانتخابات، ثم ثبت أنها كانت مسيسة ومُضلِلة، ثم في النهاية وجهوا طعنة نجلاء لحرية الرأي حين كمموا فم رئيسهم في تويتر وغير تويتر، وهو الذي كان لا يثق بالقنوات الإعلامية ويتهمها بالتضليل المتعمد ويتجنب التصريح فيها.

٤- الحرية الاقتصادية- عولمةٌ تلتهمُ أمريكا لكي يستفيد الآخرون:

التجارة الحرة تستفيد منها الصين ويجب إعادة النظر فيها، فالأولوية ينبغي أن تبقى للمصلحةَ الأمريكية وأي حرية لا تُغلّب هذه المصلحة يجب إعادة النظر فيها، وكذلك توقيع اتفاقية المناخ فهي تُقيّد أمريكا في مجال الصناعات الثقيلة الملوثة للبيئة ولا بد من الانسحاب منها..

هذه الأربع الحريات هي الأسس التي تقوم عليها فلسفة الليبرالية، ولطالما زايدت بها أمريكا على العالم، وتحت لوائها قامت بغزو بلدان بحجة تحريرها من ثقافتها الأصلية ومن دينها بل وحتى من شعوبها.. غزوا عسكريا في أحيان، وسياسيا – إعلاميا- اقتصاديا في أحيان أخرى.

تعميق انقسام المجتمع الأمريكي

في مقابلة مع قناة CNN علق نائب الرئيس الأمريكي الأسبق مايك بنس على قرار الاتهام الجنائي الموجه لترامب بأنه سيُعمّقُ الانقسام داخل المجتمع الأمريكي وسيبعثُ رسالة سيئةً للعالم عن القضاء الأمريكي..

مايك بنس لم يكن الوحيد الذي أبدى قلقه، بل وَجَدَتْ جميعُ قيادات الحزب الجمهوري نفسها مضطرة للوقوف ضد قرار الاتهام بسبب شعبية ترامب الجارفة..

إذا كانت خسارة ترامب قد تسببت في أحداث الكابيتول التي امتصتها القوى الليبرالية بصبر كبير، فما الذي يمكن أن تؤدي إليه محاولات حبس ترامب ومنعه من الترشح؟

وهل ستتدخل روسيا بأي شكل من الأشكال سرا أو علانية نكاية بالدعم اللامحدود لأوكرانيا؟

الجواب سيتضح قريبا..

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا