سليم:
كل محاولات صدي عن الزواج بمن تكبرني باءت بالفشل
بدور:
أثبتنا لمن حولنا أن زواجنا هو الأنجح ولم يشعر أي منا بفارق السن
روضة:
طمعه براتبي جعله يغض الطرف عن فارق العمر فكانت النتيجة زواجاٍ فاشلاٍ
> ينظر الكثيرون إلى زواج المرأة برجل أصغر منها سناٍ بريبة وشك ويرون أن هذا الزواج يصب في تحقيق مصلحة للزواج أو لأسرته أولهما معاٍ.
إلا أننا بالمقابل نشاهد في الجانب الآخر في مجتمعنا من يشجع على هذا الزواج ويصفه بـ”الزواج الناجح” ويؤكد أن المرأة الأكبر سناٍ تكون حريصة على الحفاظ على استمرار واستقرار الحياة الزوجية.
حول هذا الموضوع قامت “الأسرة” بأخذ أراء المؤيدين والمعارضين وأصحاب التجارب فشلاٍ ونجاحاٍ من الجنسين وها كم التفاصيل.
البداية كانت مع فتحي سمير “موظف بإحدى الشركات الخاصة الذي تحدث عن هذا الموضوع قائلاٍ: إن مجتمعنا اليمني خاصة ومعظم المجتمعات العربية عامة ترفض زواج المرأة برجل أصغر منها سناٍ كون هذه المجتمعات اعتادت على أن تكون الزوجة أصغر سناٍ من زوجها ولو كان فارق السن بينهما كبيراٍ وهذا يعتبر من وجهة نظري تمييزاٍ من قبل المجتمع ضد المرأة فمجتمعنا الذكوري يغض الطرف عن الفارق العمري بين الرجل كبير السن المتزوج فتاة قاصرة مهما كان ذلك الفارق بينما تتغير هذه القناعة وتقوم الدنيا ولا تقعد عندما يكون الفارق في السن عكسيا.
تمييز ضد المرأة
ويضيف: إن الكثير من الناس الذين اختلطت بهم يؤمنون أن الرجل لا بد ان تكون شريكة حياته أصغر منه سناٍ مهما كان ذلك الفارق بحجة أن الزوجة صغيرة السن يستطيع زوجها أن يعودها على حياة زوجية ومعيشية معينة وفقاٍ لقناعته وبحجة مقدرتها على القيام بواجباتها المنزلية بشكل جيد وهذا ما اعتبره اجحافاٍ وتمييزاٍ ضد النساء فزواج المرأة من رجل أصغر منها سناٍ ليس معيباٍ أو عيباٍ ولا مشكلة فيه إذا كان طرفا العلاقة الزوجية متفاهمين ومتفقين وكان زواجهما عن حب متبادل بحيث تكتمل الصورة ويصبحان مناسبين لبعضهما البعض وفي هذه الحالة فإن فارق السن بينهما لن يكون له أي تأثير مطلقاٍ على أجواء السعادة الزوجية ولا يشكل مشكلة في حياتهما الزوجية من ناحية استمرارها واستقرارها.
قرار صعب
ومن التجارب الناجحة في هذا الزواج التقينا الأخ سليم صالح محمد موظف الذي روى قصة ارتباطه بزوجته التي تكبره بسبعة أعوام حيث ذكر أنه لم ولن يندم دقيقة واحدة على اختياره ذلك الذي وصفه في تلك الفترة بـ”القرار الصعب” حسب قوله كون الظروف المحيطة به حينذاك لم تشجعه على الإقدام لاتخاذ ذلك القرار بل كانت تقف ضد رغبته وإرادته فأهله رافضون إقدامه على الزواج بامرأة أكبر منه سناٍ وحاولوا مراراٍ وتكراراٍ اقناعه بالعدول عن قراره وقاموا بإغرائه بعروض كثيرة منها خطبة إحدى الفتيات الأصغر منه سناٍ من بنات عمومته أو اخواله إلا أنه اصر على موقفه واختياره الذي لم يندم عليه حسب قوله.
اقتناع الأهل بالاختيار
وقال: الآن وبعد خمس سنوات من الزواج وتعامل أهلي مع زوجتي أصبحوا جميعاٍ يحبونها ويحترمونها كثيراٍ ويمدحونها بأنها أفضل زوجة في الأسرة كاملة واقتنعوا بأنني أحسنت الاختيار.
تجربة ناجحة
تجربة زواج آخر تعتبرها بدور عبدالقوي – ممرضة – ناجحة حيث قالت: لقد أثبتنا أنا وزوجي للأهل والمجتمع أن زواج الرجل بامرأة أكبر منه سناٍ ناجح في مختلف الظروف وأمر عادي وأن فارق السن ليس السبب في فشل هذا الزواج أو ذاك.
وقالت: أعيش مع زوجي منذ عشر وانجبنا طفلين ولد وبنت ومنذ ذلك التاريخ ونحن نعيش في حب ووئام وفي أجواء هادئة ومستقرة فرغم أنني أكبره بـ12 عاماٍ إلا أنه لم يشعرني للحظة واحدة أنني أكبر منه كما أنه يحدثني دائما أنه وجد فيني مواصفات الزوجة التي كان يحلم بها أيام العزوبية.
وتتابع بدور بالقول: يجب أن نتطور مثل المجتمعات الأخرى ولا نجعل العادات والتقاليد السلبية في مجتمعنا الشرقي تتحكم في اختياراتنا وطريقة ونمط العيش ما يستوجب من الجميع تجاوز الأعراف الاجتماعية التي ترفض زواج المرأة من رجل يصغرها سنا طالماٍ أن هذا الزواج لا يخالف تعاليم الدين الإسلامي.
زوجتك أكبر منك
من التجارب غير الناجحة تجربة عاشتها روضة إبراهيم موظفة وقد تحدثت عنها بحرقة شديدة مشيرة أن زواج المرأة برجل أصغر منها سناٍ محكوم عليه بالفشل بنسبة كبيرة فالمرأة تشعر دائماٍ بالحرج من هذا الزواج ناهيك عن أن دورها فيه سيكون الأم والزوجة في أن واحد لأن الزوج صغير العمر يكون قليل الخبرة في الحياة حتى وأن ظهر عليه ملامح الرجولة ونضج ورجاحة العقل حسب قولها.
وتنوه بالقول: إن قضية الفارق العمري بين الزوجين المتمثلة في كبر سن الزوجة مؤثر تماماٍ في أي علاقة زوجية وسبب في خلل العلاقة بينهما كون الزوج أقل نضجاٍ وأنه بمجرد أن يسمع شخصاٍ ما يقول له أن زوجتك أكبر منك يثير عنده الانزعاج والغصب مهما كان مستواه التعليمي.
الطمع بالراتب
وتضيف روضة: لي تجربة مريرة فقبل خمس سنوات تزوجت وأنا في الـ35 من العمر برجل عمره 26 سنة والذي كان حينها ولا زال عاطلاٍ عن العمل فحينها قبلت الزواج منه لبناء أسرة متماسكة تملأ حياتها السعادة والود والاستقرار ومع علمي بأنه لا يملك وظيفة إلا أنني عزمت على مساندته براتبي وارتضيت العيش معه في غرفة بين أهله البالغ عددهم 17 شخصاٍ إلا أن ذلك لم يشفع لي عنده وعند أهله فمعاملتهم لي كانت سيئة وكانوا يجرحون مشاعري بصورة دائمة فلا يمر علي اليوم إلا ويذكرونني بأني أكبر من ابنهم سناٍ ومع ذلك كنت أصبر على كلامهم ذلك وأن ما كان يؤرقني ويؤلمني أكثر هو زوجي الذي كان يردد هو الآخر هذه العبارة دائماٍ بالإضافة إلى أنه كان لا يهتم برأيي ولا يحترم مشاعري ويحسسني أن لا قيمة لي في حياته . وفي أحد الأيام تشاجرت معه وأثناء ذلك انصدمت بحديثه حيث قال ” أنا من البداية لم أتزوجك إلا لغرض راتبك فقط وهذا ما جعلني أقتنع أن هذا الزواج غير المتكافئ وغير المنطقي والذي كان دافعه الطمع براتبي الشهري غير سليم وفاشل تماماٍ فطلبت منه الطلاق ودياٍ إلا أنه رفض ذلك فلجأت إلى المحكمة ورفعت عليه دعوى فسخ وأنا حالياٍ انتظر صدور الحكم لصالحي بعد أن عْدت إلى منزل والدي قبل خمسة أشهر.
الكبيرة أفضل
ومن جهته تحدث الاخصائي الاجتماعي خلدون منصر الحبيشي بالقول : إن هذا النوع من الزواج يحتمل النجاح والفشل ومع ذلك فأنا أفضل أن يكون الفارق من خمسة إلى عشر سنوات بين سن الزوجة والزوج أو العكس كما أن فكرة ارتباط المرأة برجل يصغرها سناٍ ناتجة عن عدة أسباب تدفعها لذلك الزواج مثل الهروب من العنوسة والخوف من أن يفوتها القطار ولا تستطيع الانجاب بالإضافة إلى تفاديها للأثار النفسية التي يولدها السؤال من المحيطين بها “ما سبب عدم زواجك حتى الآن”.
كما أن بعض النساء اللاتي يملكن المال والسكن يسعين لهذا الزواج المرضي لكثير من الشباب. أما الشباب فيقدمون على الزواج بنساء أكبر منهم سنا لأسباب كثيرة منها اعتقادهم أن المرأة الأكبر سنا تكون ناضجة وذات خبرة في الحياة ويمكن الاعتماد عليها في أمور حياتهما وبعضهم يقدمون على هذا الزواج بسبب الظروف الاجتماعية والمادية الأمر الذي يدفع الكثير إلى البحث عن سيدات ثريات أو ميسورات يملكن المال ويعتبرون ذلك أفضل من الارتباط بفتاة صغيرة ساذجة لا تقدر على تحمل المسئولية وتفكر في الطلاق لأبسط الأسباب التافهة بعكس الزوجة الأكبر سناٍ التي تحرص على إسعاد زوجها والاهتمام به وترعاه بصورة استثنائية وهو ما يضمن استقرار الحياة الزوجية بينهما.
ويختتم الحبيشي بالقول: لا شك أن المجتمع ينظر إلى زواج المرأة برجل يصغرها سناٍ بريبة وأنه زواج يهدف إلى مصلحة معينة لذا فإن أغلب الناس يرفضون هذا النوع من الزيجات رغم إدراكهم بحاجة الرجل إلى امرأة تحتويه وتهتم به راجحة العقل وتستطيع أن تدير شئون حياتهما بنجاح.