ما الذي تحقق منها ومن المستفيد؟ أسئلة كثيرة تراودني حول هدنة هشة غير واضحة المعالم والأهداف، تحمل الكثير من الغموض والاستفسارات.. ولا يبنى عليها طريق السلام لليمن واليمنيين.
الوضع لم يتغير بل زاد اشتعالاً بارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.. بفعل الحرب الروسية الأوكرانية التي عصفت بأسعار النفط وأسواق البورصة العالمية في عالم يحكمه الدولار والهيمنة الأمريكية، الملف الاقتصادي ورواتب الموظفين لازال مدفوناً في المحيط المتجمد الشمالي يلاقي مصير المجهول .
الشعب يكتوي بحرارة الأزمات، وثروته النفطية تنهب أمام عينيه من قبل تحالف العدوان بمليارات الدولارات دون أي استفادةٍ منها لتحسين وضعه المعيشي والتغلب على ظروف الحياة.
الهدنة تمر، واحتجاز سفن المشتقات النفطية لازال مستمراً، رغم حصولها على تصاريح أممية، لم يلتزم تحالف العدوان بتنفيذها، ثماني سنوات من هذا العدوان والحصار والأمم المتحدة تغض الطرف عن ممارسات العدوان، ولم تضع حداً لأعمال القرصنة، واكتفت بمنح التصاريح، وتعتبره إنجازا تتفاخر به أمام مجلس الأمن
هي الأدوار التي تلعبها لتسهيل المهمة في العدوان والحصار، ولم تقم بدورها الإنساني في حماية الحقوق ومصالح الشعوب.
مطار صنعاء لم يستقبل إلا عدداً محدوداً من الرحلات الجوية من الأردن ورحلة عقيمة إلى القاهرة لا تلبي احتياج الحالات المرضية والمسافرين.
الطرقات لم تفتح، رغم المبادرات أحادية الجانب التي قدمها الطرف الوطني باكراً وقام بتنفيذها فعليا في الميدان، يقابلها تعنت واضح من قبل مرتزقة العدوان، بل ويستخدمها ورقة للابتزاز والمتاجرة بمعاناة المواطنين
المبعوث الأممي بدوره يسعى إلى تقزيم هذه الهدنة في نقاشات معقدة والسير في طرق ملتوية لاستنفاذ الوقت ووأد القضية الأساسية في إنهاء العدوان ورفع الحصار عن اليمن .
هدنة شتائية، لم تشرق شمسها بعد، ولم توفر مناخاً ملائماً لتلطيف أجواء الحرب ولم تكن برداً وسلاماً لهذا الشعب..
اتفاق يحاك بخيوط المؤامرة ووعود لم نجد منها سوى سراب الأحلام .
فهل لمن أشعل الحروب في الدول ومولها وغذاها بكل أنواع الأسلحة أن يرعى السلام ويراعي مصالح الشعوب ويحفظ حقوقهم، كلا إنها ازدواجية المعايير.
فلو كانت الأمم تتعامل باعتبارات إنسانية لمنعت دول العدوان من احتجاز السفن وفتحت المطارات أمام المسافرين والحالات المرضية والإنسانية لكنها لعبة الأمم وتبادل الأدوار في تحقيق مصالحها والاستمرار في الهيمنة وتنفيذ مشروع التطبيع .
المستفيد من هذه الهدنة أمريكا.. خوفا على منابع النفط وإمدادات الطاقة التي اشتعلت بنيران الصواريخ والمسيرات اليمنية لا السعودية وحتى لا يجف ضرعها وتستمر في حلبها .