زيــارة بايدن .. ورد الفعل !
يكتبها اليوم / أحمد يحيى الديلمي
وأنا أتابع الأخبار لفتت انتباهي حالة مريعة من التطبيل والتهريج في القنوات السعودية أو المعبرة عن هذا النظام ، لقد توافد ما يُسمى بالمحللين للحديث عن أهمية زيارة بايدن للسعودية وكيف أنها تمثل اعترافاً من أمريكا بعظمة هذه الدولة، بنفس الطريقة الساذجة تعاقب المتحدثون للحديث بطريقة ساذجة مليئة بالتآمر ، الأسلوب والطريقة تركا في نفسي مشاعر مختلطة من الحزن والسخرية والتندر على مفردات هذا الخطاب المشبع بكل مظاهر الدجل والرياء والنفاق، وهدفه الإمعان في تجهيل وخداع المواطن البائس في نجد والحجاز.
تساءلت بمرارة: هل يصدق هذا المواطن المسكين كل هذا الخداع وهذا المكر؟! خاصة أن بعض المحللين ودون حياء أو خجل استخدموا قنوات الزيف والبهتان ليقول بكل وقاحة أن هدف زيارة الرئيس بايدن هي الاعتذار للملك والشعب السعودي عن الأخطاء الكبيرة التي اقترفها عقب وصوله إلى البيت الأبيض وكانت سببا في برود العلاقة بين البلدين، لكن بايدن اعترف أخيرا بعظمة هذه الدولة وقدرتها على قراءة الأحداث .
كما قلت الشعب في نجد والحجاز لا يمكن أن تنطلي عليه مثل هذه الاحاديث خاصة أن المحللين هؤلاء مدفوعي الأجر المسبق لم يتركوا مفردة من المفردات إلا وخلعوها على النظام، حتى أن حدهم قال إن النظام السعودي مفتاح حل مشاكل المنطقة، لأن سياسة البلاد تتسم بالعقلانية وتغليب مبدأ تبادل المصالح مع أمريكا والغرب على أساس سليم، وأن هذا النظام يعمل على إزالة المعوقات التي سعت إيران إلى توطينها في الداخل العربي من خلال مليشيات مارقة تابعة للنظام الملالي في ايران مثل الحوثيين وحزب الله والحشد الشعبي في العراق وحماس والجهاد في فلسطين، بحسب توصيف المتحدث ، لم أشعر بالاسى واستفزاز المشاعر إلا حينما تحدث عن المنظمات الفلسطينية واعتبرها إرهابية وكأنه مخصص للدفاع عن الكيان الصهيوني.. هذا الكلام هو الذي قهرني ومن خلاله ادركت حجم تآمر هذه الدولة وأروقتها في الخليج ضد الأمة العربية والإسلام حينها فقط صدقت تلك المعلومة التي تقول «إن السعودية وقطر والأمارات أنفقت خلال عقدين من الزمن ثمانمائة وخمسين مليار دولار لإسقاط الأنظمة العربية وخلخلة الواقع العربي والإسلامي».. يعني أن دورهم أكثر خطرا على الأمة والعقيدة من الصهاينة ، وهذا غير مستبعد لأنه جاء من أنظمة هزيلة.
على نفس الصعيد أعتبر محلل آخر أن التقارب مع الكيان الصهيوني أهم مدخل لضمان الاستقرار في المنطقة.. في هذه اللحظة بالذات تذكرت إخواننا فيما يسمى بحكومة الشتات الذين لا يزالون يسيرون خلف هذه الدولة الطارئة التي تعرضهم للصدمات والمهانة وآخرها أبشع صدمة وأكبر كذبة أعلنها النظام السعودي على رؤوس الأشهاد، حينما قال إنه اعتمد ملياري دولار لدعم التنمية في اليمن، وعندما ذهب أحد المرتزقة لجدولة هذا الدعم كان الرد حاسماً وهو أنه تم خصم المبلغ من مديونية اليمن المقدرة بمائتين وخمسين مليار دولار تكلفة العدوان وحرب الإبادة التي يشنها هذا النظام على اليمن، وهو تصرف حقير يكشف عن سياسة هذا النظام تجاه اليمن وهي سياسة عقيمة تفيض بسلسلة من المواقف والنظريات الساذجة المليئة بالتآمر والحقد والتي تبعث على الأسى والحزن، لأن قبلة المسلمين أصبحت بين يدي هؤلاء الناس الذين يعيشون على الكذب والخداع والغدر ويتصرفون في ثروة المسلمين بطريقة جنونية سيكشف عنها مقدار المهر الذي سيقدمه ابن سلمان لبايدن عقب الزيارة .
كما قلت لا يزال أبناء جلدتنا مخدوعين وتتعاقب عليهم النكبات واحدة تلو الأخرى، فها هي الكويت تصد الجماعة وتقول على لسان وزير خارجيتها بأنها ستستمر في دعم اليمن لكن من خلال مكتب خاص ينفذ المشاريع بنفسه، وكأن الوزير أراد بشكل مبطن أن يقول للمدعو أحمد بن مبارك» أنتم مرتزقة ولصوص لا تأتمنوا على المال»، وهي صفعة أقوى من الأولى كما يقول المثل السائد «ضربتين في الرأس تؤلم» والأخيرة تمثل اتهاماً مباشراً وإعلاناً صارخاً لانعدام الثقة وهذا ما أكدت عليه الصحف الكويتية صباح اليوم التالي، لكن كما يقال» الهوان إذا حل بالإنسان جعله يتحمل كل الضربات دون أن يصدر منه أي ردة فعل»، وهذا يجعلنا نختم بكلام أمير الشعراء وملك الحرف الشاعر المتنبي رحمة الله عليه وهو يقول :
من يهن يسهل الهوان عليه .. ما لجرح بميتٍ إيلام .
والله من وراء القصد