في الوقت الذي تخلى العالم عن الشعوب المضطهدة والتي تعرضت بلدانهم لاضطرابات ومشاكل داخلية وحروب كاليمن وسوريا والعراق وليبيا وغيرها من دول العالم ، رحبت المانيا بمواطني تلك الدول الذين تلظوا بنيران تلك الحروب وفروا من أوطانهم بحثا عن الأمن والأمان وسلامة الأبدان ، وكانت المانيا الدولة الأوروبية الوحيدة الأكثر ترحيبا بأولئك المهاجرين ، وقدمت لهم بكل حب وإنسانية كل الرعاية والاهتمام ، واحتضنت المانيا الكريمة الملايين من الشعوب المهاجرة اليها هجرة شرعية أو غير شرعية وباتوا اليوم جزءا من النسيج المجتمعي الألماني ، المانيا ظلت الوحيدة المؤمنة بقيم ومبادئ الإنسانية قولا وعملا ، لأجل ذلك نحن الشعوب العربية تحديدا نكن لشعب المانيا الصديق ولحكومته كل الحب والاحترام والتقدير ، وقد نهجت الحكومة الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية في سياستها الخارجية مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهو من أهم المبادئ التي تحكم العلاقات بين الدول والتي تضمن من خلاله احترامها لسيادة الدول الأخرى ، وأنكب كل جهد المانيا في الاهتمام بالتعليم كمرتكز أساسي بنت عليه مجدها وقوتها وصناعتها حتى غدت اليوم من الدول الصناعية والاقتصادية الكبرى ليس فقط على مستوى أوروبا ولكن على مستوى العالم .
ويتمتع اللاجئون الأجانب في المانيا عربا كانوا أو غير عرب وبصرف النظر عن الديانة بامتيازات وحقوق ومعاملة إنسانية لا يتوفر مثيل لها في أوربا كلها ، لأجل ذلك أصبحت المانيا اليوم مقصد وقبلة وأمل لكل مهاجر وملاذ آمن لكل خائف ، وحق على كل لاجئ ومهاجر أن يقدر نعمة العيش والإقامة في المانيا وما تقدمه لهم الحكومة الألمانية من معونات ومساعدات وامتيازات قد لا يحصلون عليها في بلدانهم الأصلية التي فروا منها، سواء بسبب الفقر أو بسبب الحروب، والأزمات التي نشبت في تلك البلدان ، فحكومة المانيا الرشيدة تقدم للاجئين السكن والتأمين الصحي والراتب الشهري والتعليم وكل متطلبات الحياة الكريمة التي ينشدها ويتمناها كل انسان في وطنه ولا يحصل عليها أو بعضا منها حتى من يقيمون في البلاد العربية الغنية، كدول الخليج ولربما مواطني دول الخليج أنفسهم لا يتمتعون بالنعم التي تغدقها المانيا على اللاجئين المتواجدين في أراضيها ، لذا فالواجب على كل لاجئ ومهاجر في المانيا أن يضع المانيا حكومة وشعب، فوق رأسه، وأن يلتزم بقوانينها ويتأدب بأدبها.
ومن المؤسف أن بعض المقيمين من اللاجئين في المانيا عربا كانوا أو من غير العرب يلجأون عن عمد إلى مخالفة قوانين الدولة التي استضافتهم ورحبت بهم وأطعمتهم من جوع وأمنتهم من خوف ، ويمارسون أساليب وأعمال يجرمها القانون الألماني كتجارة القات التي يعتبرها القانون في المانيا من المخدرات ، وأيضا يلجؤون إلى التزوير في الوثائق الرسمية والتحايل على الدولة حين طلب استقدام ايا من اللاجئين لأشخاص آخرين زاعمين انهم من أفراد أسرتهم وتلك الوثائق التي تقدم غير صحيحة وهو ما يعد من ضمن جرائم المتاجرة بالبشر، وتعدٍ آثم لهيبة وقانون الدولة الألمانية، كما أن تلك الأفعال لا تسيء فقط لشخص مرتكب تلك المخالفات ولكن تسيء للدولة الأصلية التي ينتمي إليها ، فكل لاجئ ومقيم وطالب وتاجر ومهني واكاديمي يتواجد ويعمل خارج وطنه الأم هو بمثابة سفير لدولته ولشعبه !!
# حفظ الله اليمن وشعبه #