الانتهاكات والاعتداءات الصهيونية الإسرائيلية على الأراضي السورية تعدت مرحلة الاستفزاز وجس النبض إلى مرحلة خطيرة جدا ، مرحلة انتهاك السيادة والعدوان الممنهج الذي لم يعد من العقل والمنطق والحكمة السكوت عليها من قبل السلطات السورية ، خصوصا أنها تكررت لعدة مرات على مرأى ومسمع العالم دون أدنى مبرر لذلك ، وهو ما يجعل السلطات السورية مطالبة بالرد عليها بهدف كبح جماح هذا الكيان الغاصب الذي استمرأ في إجرامه وانتهاكاته واعتداءاته السافرة التي تطال الأراضي السورية وإجباره على ( الفرملة ) ، والتي تمثل انتهاكا لكافة الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية .
غارات جوية غادرة وقصف صاروخي همجي ينتهك السيادة السورية ولم نسمع عن أي إدانة أو استنكار أممي ، في الوقت الذي ندرك فيه جيدا أن قيام القوات المسلحة السورية بالرد على الغارات والقصف الصاروخي الإسرائيلي سيقابل بإدانة واستنكار عربي ودولي ، وسيضج العالم قاطبة على سوريا تنفيذا للتوجيهات الأمريكية التي دائما ما تقف خلف هذا الكيان الغاصب ، الذي لولا الحماية والدعم والإسناد الأمريكي لما تجرأ على استعراض عضلاته ، والتعدي على دولة مستقلة وانتهاك سيادتها بين الحين والآخر ، في عمليات عدوانية عدائية تجاوزت كل الحدود .
فهذا الكيان المأزوم يحاول التعملق في المنطقة متكئا على العصا الأمريكية ، ويطلق لنفسه الأمَّارة بالسوء العنان للإجرام والعربدة هنا وهناك ، استغل اعتراف أمريكا بسيادته المزعومة على الجولان المحتلة ، لمواصلة اعتداءاته على الأراضي السورية تحت عناوين وشعارات خرقاء بلهاء ، رغم أنه بمفرده لا يمتلك القدرة على ارتكاب أي حماقة من هذا القبيل ، كونه يدرك عواقبها ، ويعرف ما الذي سيطاله جراء ذلك ، فهو بدون أمريكا لا شيء ، ولا يعني أن تحجم القيادة السورية والقوات المسلحة السورية عن الرد على اعتداءاته ، وتكتفي بالإدانة والاستنكار من قبل خارجيتها أو مندوبها لدى الأمم المتحدة أو المتحدث باسم القوات المسلحة السورية .
الكيان الإسرائيلي كيان هش لا يعترف ولا يرتدع إلا بلغة ومنطق القوة ، لذا يجب تفعيل قوة الردع السورية، والعمل على الرد على أي اعتداء إسرائيلي يستهدف الأراضي السورية في حينه ، الرد بالمثل في وقته وحينه ، فهذا هو الخيار الوحيد الذي سيدفع هذا الكيان الإجرامي الباغي للتراجع عن أي حماقات أو اعتداءات يخطط للقيام بها ، وسيدفعه ذلك لمراجعة حساباته وسيذهب مجبرا خاضعا ذليلا لإيقاف اعتداءاته وكف أذاه وخصوصا إذا ما كانت عمليات الرد مدروسة وموجهة بعناية ضد أهداف حساسة يشكل استهدافها ضربة موجعة لهذا الكيان المتغطرس .
بالمختصر المفيد: من الخطأ التعامل بسلبية مع الاعتداءات الإسرائيلية، وعلى القيادة السورية أن تكون أكثر جرأة في هذا الجانب، فلا توجد أي قوة على وجه الأرض تمنعه من ممارسة حقه في الدفاع عن أرضه وشعبه، والتصدي لأي اعتداءات أو هجمات تتعرض لها من قبل كيان العدو الإسرائيلي أو من غيره ، ومن الخطأ أيضا جعل الكيان الصهيوني يشعر بأن السيادة السورية مستباحة له ، وبإمكانه أن يسرح ويمرح فيها بكل أريحية ما دام أمن عدم الرد على همجيته وإجرامه .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا، ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .