سعى الكيان السعودي وتحالفه الإجرامي للخلاص من الرئيس صالح الصماد وجندوا في سبيل ذلك الكثير من العملاء والخونة للقيام برصد تحركاته بغية استهدافه ، ورغم معرفته التامة بالأخطار المحدقة به، إلا أنه- رضوان الله عليه- لم يكترث لذلك وواصل تحركاته الميدانية التي كانت تمثل مصدر إزعاج وإحراج لقوى العدوان وخصوصا زياراته المتكررة للجبهات والمعايدة على المجاهدين في جبهات الحدود والمشاركة الفاعلة في احتفالات تخرج الدفعات العسكرية في مراكز ومواقع التدريب والتأهيل والتي كان حريصا على المشاركة فيها، غير مبال بما قد يترتب على حضوره من خطر يتهدد حياته ، إلا أن إيمانه القوي بالله وتوكله واعتماده عليه، دفعه للمضي في هذا المسار متجاوزا الخطوب والأخطار .
كانت خطاباته وكلماته نابعة من القلب ، خالية من كافة أشكال التصنع والتكلف والتزلف ، لذا حظيت بإعجاب وتقدير السواد الأعظم من اليمنيين، وكانت بمثابة الصواريخ البالستية المرعبة للأعداء ، جعل من كرسي الرئاسة مغرما لا مغنما ، وتكليفا لا تشريفا ، فحظي بالتفاف شعبي غير مسبوق ، وبات يعرف في أوساط الناس ( حمدي عصره)، في إشارة للشهيد الرئيس إبراهيم محمد الحمدي – طيب الله ثراه – حيث لوحظ وجود الكثير من التناغم والتقارب في الرؤى والأفكار والتوجهات الوطنية التي تصب في مصلحة الوطن وخدمة الشعب والكثير من القيم والمفاهيم التي يتشارك فيها الشهيد الرئيس صالح علي الصماد مع الشهيد الرئيس إبراهيم محمد الحمدي، رضوان الله عليهما .
لم تتوقف جارة السوء السعودية عن حياكة المؤامرات ضد الرئيس الصماد ورغم كثرت تحركاته إلا أنها فشلت في رصده ، ومع بلوغ تهديدات قوى العدوان ومن خلفها الأمريكان باقتحام الحديدة واحتلالها في سياق حربها العدوانية وحصارها الإجرامي مستويات خطيرة، في إبريل من العام 2018م تحرك الرئيس الصماد بكل شجاعة وبسالة وإقدام إلى الحديدة وعقد الكثير من اللقاءات والاجتماعات الهادفة إلى رفع مستوى اليقظة والجهوزية لمواجهة أي مغامرة قد تقدم عليها قوى العدوان ، ودعا إلى النفير العام لحماية الحديدة وشدد على أهالي الحديدة على المشاركة في مسيرة البنادق للتعبير عن جهوزية واستعداد أبناء الحديدة للتصدي لأي هجوم عليها ، وأعلن مشاركته في تلكم المسيرة دعما وإسنادا للحديدة وأهلها ، معتبرا الدفاع عن الحديدة من أوجب الواجبات وخصوصا أن الأعداء يسعون من خلال ذلك لتضييق الخناق على كافة أبناء الشعب اليمني من خلال الهيمنة والسيطرة المطلقة على ميناء الحديدة .
وهناك كان الخونة ينسجون خيوط المؤامرة لاستهداف الرئيس الصماد خلال تواجده في الحديدة ، حيث تمكنوا من وضع شرائح في جيوب مرافقيه عقب اجتماع ضم قيادات ووجاهات محلية ، وعند وصول موكب الرئيس المكون من سيارتين بالقرب من شارع الخمسين، باشرت طائرة أمريكية بدون طيار قصف السيارتين بشكل مباشر، ما أدى إلى استشهاد الرئيس الصماد ومرافقيه يوم الخميس الموافق ٩١إبريل من العام 2018م، وهو الخبر الذي نجحت القيادة الثورية والعسكرية والأجهزة الاستخباراتية اليمنية في التكتم عليه، بعد أن قامت بعرض مشاهد لزيارات وأخبار لأعمال الرئيس الصماد من الخميس إلى الإثنين، وهو ما أربك استخبارات العدو التي ذهبت للحديث عن استهداف قيادات سياسية وعسكرية بارزة ، قبل أن يعلن مجلس الدفاع الوطني عن فاجعة استشهاد الرئيس الصماد يوم الإثنين الموافق ٣٢إبريل 2018م، في خبر شكَّل هزيمة استخباراتية للعدو ، وشكَّل فاجعة كبرى لليمنيين واليمنيات الذين صعقوا من هول الفاجعة التي أدخلت الحزن إلى كل بيت يمني ، وعاش اليمنيون لحظات عصيبة ، ذرفوا خلالها الدموع ، وعبروا عن الأسى والحزن الذي يختلج صدورهم جراء هذا المصاب الجلل ، وعكس الحضور الرسمي والشعبي للمشاركة في مراسم تشييع الرئيس الصماد ، مدى حب الشعب له والمكانة التي يحتلها في قلوبهم ، وأظهر جانبا من وفاء أبناء الشعب له ، نظير الوفاء الذي أبداه تجاههم خلال فترة إدارته لشؤون البلاد .
واليوم وفي الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس صالح علي الصماد، لا يزال الحزن مخيماً على غالبية اليمنيين، ولا يزال يعتصر قلوب الجميع، فالمصاب جلل والفقد عظيم، والفراغ الذي تركه من الصعب ملئه على المدى المنظور، كيف لا وهو رجل المسؤولية الأول الذي كان بحق رئيسا من أجل الشعب وفي خدمة الشعب، هو صاحب عبارة (مسح التراب من على نعال المجاهدين أعز وأشرف وأغلى من مناصب الدنيا ) كيف لا وهو الرئيس الذي لقي الله شهيداً وهو لا يمتلك أولاده منزلا يأويهم .
رضوان الله عليه وسلام على روحه الطاهرة، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال، وجعلنا الله وإياكم في هذا الشهر الفضيل من الفائزين فيه بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .
Prev Post