
استطلاع / فتحي الطعامي –
جهود مضنية بذلها الرئيس عبد ربه منصور هادي ومعه كل المخلصين من أبناء الوطن منذ انتخابه رئيساٍ لقيادة الوطن إلى بر الأمان, أثمرت جهوده في إنجاح مؤتمر الحوار الوطني والوصول إلى مخرجات تؤسس لبناء دولة النظام والقانون وتعالج الكثير من المشاكل المتراكمة في البلاد منذ عقود من الزمن ..
مؤتمر الحوار الوطني جاء في ظروف سياسية وأمنية واقتصادية صعبة ناهيك عن الصراع الذي كان يسود الساحة اليمنية في ذلك الحين إضافة إلى العراقيل التي وضعت منذ البداية بهدف إفشال المؤتمر وبالتالي إعاقة الانتقال السلمي الذي نصت عليه المبادرة الخليجية ..
وبالرغم من تخوف غالبية الشعب اليمني من الإخفاق في مؤتمر الحوار الوطني وعدم نجاحه بسبب تلك العوامل والإشكالات إلا أن الروح والوطنية والشعور بالمسئولية تجسدت في شخص الرئيس عبد ربه منصور هادي وكل القوى الخيرة من الأطراف السياسية والتي أذابت تلك المخاوف وتم تجاوز الصعاب لنصل جميعا بالبلاد وبفضل تلك الجهود إلى بداية بناء الدولة المنشودة حسب ما نصت عليه مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ..
الثورة التقت بأكاديميين ونخب ثقافية وسياسية بمحافظة الحديدة اشادت بجهود الرئيس عبد ربه منصور هادي وتحمله أعباء المرحلة التي شهدت مخاضاٍ لكثير من القضايا كانت محل خلاف الأطراف المتحاورة .. نتابع في تلك اللقاءات:
الدكتور عزي هبة الله شريم – عضو مؤتمر الحوار الوطني – عضو لجنة الأقاليم اعتبر الأوضاع السياسية التي كانت البلاد تعيشها قبيل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني لم تكن مساعدة في إنجاح المؤتمر لأسباب التخندق السياسي للأطراف السياسية ووضع أمني متردي أثر على الوطن والمواطن, ناهيك عن الحواجز النفسية للأطراف التي ستشارك في مؤتمر الحوار ومع ذلك فقد استطاع الرئيس عبد ربه منصور هادي بحنكة واقتدار أن يقنع كل الأطراف بمختلف آرائهم وتوجهاتهم ( بما فيهم الحراك الجنوبي والحوثيون و المشترك والمؤتمر بالجلوس على طاولة الحوار وهذه كانت مهمة ليست بالسهلة لكن قدرة الرجل ( عبد ربه منصور هادي وحرصه على البلاد جعله يبذل كل ما في وسعه لإقناع كل تلك الأطراف والجلوس في الحوار وهو ما تم بالفعل .
وكلنا يعرف ما جرى في مؤتمر الحوار الوطني في الجلسة الأولى – وبحضور الرئيس عبد ربه – من تشنج وارتفاع للأصوات واعتراضات وصلت إلى حد رفع علم ما كان يعرف بدولة الجنوب – ومع ذلك فقد كان الرجل على قدر كبير من سعة الصدر ومن استيعاب المرحلة بكل مشاكلها وغلب مصلحة البلاد على كل مصلحة .. كما أن إدارته للمؤتمر سادها الإيجابية ولم الشمل والحرص على أن يخرج المتحاورون بما يخدم البلاد ويزيل المخاوف عن الشعب اليمني بانهيار الحوار وانزلاق البلاد نحو غياهب الفوضى واللا استقرار ..
ويضيف: بدأنا بالجلسة الأولى رغم كل التشنجات ومن ثم إلى الجلسة الثانية والثالثة ووصل جميع المتحاورين بفضل الحرص من كل من شارك في المؤتمر لإنجاح المؤتمر لأن نجاحه يعني نجاحاٍ للبلاد وكانت رعاية وإدارة الرئيس عبد ربه منصور هادي عنصراٍ مهماٍ في الوصول إلى هذه المخرجات التي توصل إليها اليوم مؤتمر الحوار وهي مخرجات تؤسس لبناء دولة النظام والقانون والعدالة وتعالج العديد من القضايا الشائكة ..
مؤكدا أن الجهد الذي بذله الرئيس عبد ربه منصور هادي – ومعه كل المخلصين سواء من المشاركين في مؤتمر الحوار أو من أبناء الوطن لم يكن هيناٍ ساعدتهم رعاية الله عز وجل لتفادي ما لا يحمد عقباه.
تحدُ للصعاب
من جهة يرى الدكتور نبيل الشرجبي أستاذ السياسة الدولية أن دور الرئيس هادي في إنجاح الحوار الوطني هو دور أساسي استطاع خلاله التغلب على إرث و تركة ثقيلة من المشكلات السابقة وتسلم السلطة ولم يمتلك القوة التي تؤهله لفرض ما يتفق عليه إلا أن الرئيس هادي قد تميز بسمة الهدوء ربما كان له دور غير عادي في إنجاح مؤتمر الحوار فهو يدرك أن كل الاوضاع في اليمن في حالة تثوير وهيجان وارتباط بالخارج ومن ثم فإنه لم يتخذ موقفاٍ صارماٍ أو نهائي من أي طرف لأن اتخاذ مثل ذلك الموقف كان سيكلف اليمنيين الكثير وهذا السلوك الدبلوماسي الهادئ ربما أوصل الجميع إلى قناعة أنهم مهما عملوا أو غالوا أو خرجوا عن النص فإنه سيجعل الأمور تسير الى الأمام وهو ما كان وإلا أنه في نفس الوقت كان وراء الرئيس هادي كتلة دولية داعمة وقفت في كثير من الأحيان معه مهددة أحياناٍ بفرض عقوبات او غيرها من السياسات التي كان لها مفعول في بعض الاحيان وهذا ربما اوجد ما اطلق نوعاٍ من التكامل في الضغوط الداخلية مع الضغوط الخارجية ثم انتقل بعد ذلك الى الإمسك رويداٍ ببعض مكامن القوة وهو ما جعله يظهر أخيراٍ بموقف التحدي للبعض والإصرار على اتخاذ قرارات جريئة وأهمها بداية تطبيق مخرجات الحوار الوطني ممثل بقرار الاقاليم وهو ما يعني بداية تحول اليمن من حالة اللا دولة أو الثورة إلى حالة الدولة.
مدرسة في السياسة
المواطن اليمني له نفس الانطباع عن اختيارت العملية الديمقراطية في 21 فبراير طريقا لليمنيين محمود الوافي قال: ( الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية كان الأبرز للوصول لتحقيق هذا النجاح ومبدأ التوافق والحياد السياسي الإيجابي الذي انتهجه كان الطريق الآمن لاستمرار الحوار والتحاور رغم ما حصل فيه من انسحابات ومد وجزر وبذلك نستطيع القول إن الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية أرسى بهذا السلوك السياسي والنهج المتميز في ثورات الربيع العربي بل وفي النزاعات السياسية التي تشهدها معظم البلدان النامية تجربة ومدرسة فريدة في الحياد السياسي الإيجابي المثمر وستمثل نموذجاٍ رائعاٍ للاحتذاء به ومحطة مضيئة في تاريخ اليمن المعاصر ومرجعية هامة في التاريخ السياسي ليتجه الباحثون للاستفادة منه كنموذج وتجربة ناجحة في حل الاختلافات ومعالجة الأزمات المدمرة حيث نال ثقة المتحاورين من كافة الاطراف وهذا قد ربما يْحدث في إدارة الحوارات بين الشعوب والدول المتوترة الأوضاع بينها أو الخارجة من الحروب لكن لم يسبق أي رئيس في انتهاج هذا الحياد والتوافق الإيجابي في إدارة الحوارات للنزاعات والصراعات الداخلية في دولة يرأسها إلا ما حدث في اليمن وهنا فإن نجاح الحوار كتجربة ناجحة راهن الكثير على فشلها وكسب الرهان هادي على نجاحه وأسس بذلك مدرسة فريدة في الحياد والتوافق السياسي ستعيد لليمن مكانته السياسية المرموقة في المحافل الدولية.
إنجاز تاريخي
الشيخ ابراهيم علي أحمد الشراعي نائب مدير عام شئون القبائل بالحديدة قال: نحن اليوم نتابع بتفاعل نتائج مخرجات الحوار الوطني والتي كانت أول خطوة وهو ما أقرته لجنة الأقاليم والتي اعتمدت على توزيع اليمن إلى ستة أقاليم إقليمان جنوباٍ وأربعة أقاليم شمالاٍ والتي كانت المسيطرة على هذه اللجنة هي الحكمة اليمانية كون التقسيم كان موفقا وناجحا بكل المقاييس واني أتمنى أن أرى جميع الأقاليم الستة تحت راية اليمن الاتحادية نموذجاٍ يحتذى به إقليمياٍ ودولياٍ وأن يجنب الله اليمن شر العابثين والفاسدين والحاقدين والمتآمرين على هذا البلد العظيم وشعبة.
الأخ وليد القديمي أحد الشخصيات الاجتماعية في مديرية باجل يقول: بعد انتخاب الرئيس هادي استطاع بحنكته السياسية أن يقود البلد إلى الاستقرار واستطاع الخروج باليمن إلى بر الأمان آنذاك وتأتي الأقدار ليكون رئيسا لهذا الوطن دون أن يكون له في الحسبان ليواصل مشواره ليصبح ربان سفينة هذا الوطن اثناء توليه الحكم بانتخابات حرة ومباشرة وتنفيذاٍ للمبادرة الخليجية, وعقد مؤتمر الحوار الذي هدد العالم أجمع في الداخل والخارج بفشله. ولكن بإرادة الله وحنكة هذا القائد الملهم الذي بذل روحه للوطن وإنجاح مؤتمر الحوار رغم محاولات الاغتيالات التي تعرض لها استطاع إنجاح هذا المؤتمر والخروج بمخرجات دول أقاليم التي كانت حلماٍ لأبناء الشعب اليمني وأبهر العالم أجمع بحكمته وحكمة أبناء اليمن لحل أزماتهم وأثبت قول المصطفي صلى الله عليه وسلم (الإيمان يمان والحكمة يمانية) ..