أحفاد بلال.. معاناة تتطلب إشراكهم في سوق العمل

الثورة /
يتواجد في مديرية بني قيس بمحافظة حجة من فئة أحفاد بلال أعداد كبيرة، وهذه الفئة تعاني من نظرة دونية يسودها نوع من الاستخفاف، والتقليل من القيمة الإنسانية في نظر المجتمعات من حولها ناهيك عن الحالة المعيشية المتعبة التي يعيشون في ظلها، حيث يوكل إلى هذه الطبقة الأعمال الشاقة والمتعبة سواء أكانوا مقيمين في المنطقة أو نازحين، وما يزيد الطين بلة أن الفئة لا تلتفت إليها أي جهة بأي اهتمام ومحجوب عنها حتى تدخلات المنظمات الإنسانية.
ويتركز تواجد هذه الفئة في كل من سوق الجمعة، والطور بشكل كبير، وفي منطقة الشرع، والحواتم، والريغة بعزلة البوني، وبقرية الغبيقي بعزلة الشمري، ومعظمهم نازحين من منطقتي عبس وحرض.
ويتواجدون بشكل مقيم في قرية المدحاية بعزلة هفج، وتتوزع هذه الفئة بنسب قليلة في أنحاء المديرية، وتعاني الفئة من الفقر المدقع حيث يمثل الفقراء نسبة 70 %، منهم، ويسكنون تحت القش والطرابيل البلاستيكية، وتنتشر في أوساطهم الأمية والجهل بأبسط مقومات الحياة، وذلك لعدم قدرتهم على شراء متطلبات الحياة ناهيك عن مستلزمات الدراسة، ويذهب أطفالهم إلى العمل أو التسول من سن مبكرة.
معظم أبناء الفئة يعملون بحرف يدوية مثل صناعة مطاحن الحبوب اليدوية الحجرية، والمطاحن الدوارة للحبوب، وهذه المهنة عفى عليها الزمن، ولم يعد لها قبول خصوصا بعد ظهور الطواحين، والأسوأ من ذلك هي نظرة المجتمع إليهم بالاستخفاف التي تقتل روح الأمل والإبداع في دواخلهم.
حالتهم الصحية متدهورة إلى حدٍ كبير خاصة من يقطنون سوقي الجمعة والطور بسبب مخلفات الأسواق، ومعظم أطفال هذه الفئة عراة ويعملون في التسول، ويتعرض البعض منهم للانحراف والانجرار وراء الأعمال غير السوية بسبب الفقر والحاجة.
ولأن استمرار حال هذه الفئة على ما هو عليه يزيد معاناتها المادية والصحية والنفسية سوءاً، وتنتشر ظاهرة الهجرة الداخلية والخارجية فيهم، وتعم الأمية والجهل الفئة بأكملها، فقد تطلب الأمر التدخل السريع مع هذه الفئة، وذلك عن طريق تفعيل دور كل الفاعلين في الميدان من فرسان التنمية وسلطات محلية في توعية المجتمع بضرورة إزالة النظرة الدونية عن هذه الفئة ومحاولة دمجهم في النسيج العام للمجتمع ونشر روح التعاون والأخوة، وتفعيل دور فرسان التنمية في النزول الميداني إلى مستوى هذه الفئة لتوعيتهم بأهمية التعليم والنظافة، وتدريب وتأهيل فرسان تنمية من الفئة ذاتها.
كذا ندعو الجمعيات التعاونية الزراعية إلى التشبيك مع القادرين منهم على العمل الزراعي وبين أصحاب الأراضي الصالحة للزراعة بنظام المشاركة في الفائدة، والتسويق لمنتجاتهم من الحرف والصناعات اليدوية

قد يعجبك ايضا