العلماء: نبذ التعصب المناطقي والفكري هو المدخل لتحقيق الأمن والاستقرار



في مرحلة تاريخية عصيبة تمر بها اليمن نحو صياغة الدستور الجديد للبلاد والشروع في بناء الدولة الاتحادية الجديدة , دولة النظام والقانون والمساواة , تشمر قوى التخريب سواعدها نحو اضطراب الوضع الأمني وزعزعة استقرار البلد والانقلاب على المخرجات الحوارية عن طريق التفجيرات والاغتيالات والاعتداءات التي طالت المدنيين والعسكريين الأبرياء والمشاريع الخدمية ,, علماء ودعاة أدانوا واستنكروا بشدة هذه الأعمال الارهابية ودعوا إلى ضرورة الاصطفاف الوطني في مواجهتها ومساعدة الأجهزة الأمنية في كشف مرتكبيها وضبطهم لما يحقق السكينة العامة والأمن والاستقرار المجتمعي ويحافظ على المنجزات التاريخية التي تحققت لليمن ,, نتابع :

البداية كانت مع العلامة جبري ابراهيم حسن حيث أفادنا بالقول : الإسلام دين اعتدال وسلام وأمن واستقرار , جاء مؤكدا على حفظ النفس والمال والعرض والوطن والذود عن ذلك بكل غال ونفيس
موضحا : إن من ينزلقون في براثن الاغتيالات والتفجيرات والتقطعات قد أعلنوا الحرابة على أنفسهم لكونهم ساروا خطرا على الناس والأوطان بعد أن تلوثت أيديهم بدماء الأبرياء لا لشيء سوى أنهم يريدون دمار هذا الوطن وخرابه متجاهلين ومعرضين عن قول الحق جل وعلا : وِلا تِقúتْلْوا النِفúسِ الِتي حِرِمِ اللِهْ إلِا بالúحِق ذِلكْمú وِصِاكْمú به لِعِلِكْمú تِعúقلْونِ ) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ).
وأضاف : إن من يقف أو يمول أو يدعم ويسهل عمل المخربين في البلاد هم سواء في العقاب والجزاء ولا بد من كشفهم وفضحهم وإنزال أشد العقوبات بهم ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه المساس بأمن الوطن واستقراره.
العقيدة والوطن
وأما العلامة مصطفى الريمي فقد استهل حديثه معنا بقوله تعالى : ( وِلا تِبúغ الúفِسِادِ في الúأِرúض إنِ اللِهِ لا يْحبْ الúمْفúسدينِ ) وقوله تعالى : ( وِإذِا تِوِلِى سِعِى في الúأِرúض ليْفúسدِ فيهِا وِيْهúلكِ الúحِرúثِ وِالنِسúلِ وِاللِهْ لا يْحبْ الúفِسِادِ )
موضحا : إن حوادث الاعتداءات و التفجير التي يمارسها بين فينة وأخرى بعض المتطرفين من أصحاب الأفكار الضالة تْعدْ عملٍا إجراميٍا ونوعٍا من البغي والعدوان وضربٍا من الفساد في الأرض وأمرٍا مخالفٍا للدين الإسلامي الحنيف في غاياته الرشيدة وأحكامه السديدة وآدابه الحميدة وقد حرم الإسلام العدوان والاعتداءات بكل أشكالها وأنواعها , لقوله تعالى : ( وِلا تِعúتِدْوا إنِ اللِهِ لا يْحبْ الúمْعúتِدينِ ) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : لا يحلْ دمْ امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلاِ الله وأني رسول الله إلاِ بإحدى ثلاث : الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المْفارق للجماعة ) وقوله : ( لزوال الدنيا أهونْ عند الله من قتل رجل مسلم ) مستنكرا ومتسائلا : فهل يدرك هؤلاء المعتدون فداحة جرمهم وهم يستبيحون دماء إخوانهم إخوان الدين والعقيدة والوطن , وتلك الأيام نداولها بين الناس ولا بد أن يكشف أمرهم وينالون جزاؤهم الرادع والمستحق في الدنيا قبل الآخرة والله شديد العقاب .
سلسلة الاعتداءات
فيما يقول العلامة ابراهيم العلفي : إن غياب الوازع الديني وتقديم المصالح السياسية والحزبية والفتن المناطقية والطائفية والأفكار الضالة المضلة والولاءات الخارجية هي من تقف وراء تفاقم حالات الاعتداءات والتفجيرات , فقد قال نبينا صلى الله عليه وآله وسلم : لا يْشر أحدْكم إلى أخيه بالسلاح فإنِه لا يدري لعل الشيطان ينزعْ في يده فيقع في حْفرة من النار ) وقوله : ( مِن أشار إلى أخيه بحديدة فإنِ الملائكةِ تلعنه حتى ينزع وإن كان أخاه لأبيه وأمه ) , فما بالنا بهؤلاء الذين تفننوا في الاقتتال والحروب والاغتيالات وما حدث مؤخرا من استهداف لحافلة الجنود واستشهاد عدد من الضحايا الأبرياء وما حدث قبله من تفجيرات متفرقة في العاصمة صنعاء وفي مناطق متعددة من البلاد لحاجة لوقفة جادة وموحدة ضد من يتلاعبون بأمن الوطن واستقراره ويطمحون لعودة البلاد إلى مربعها الأول.

الإرهاب
فيما تقول الداعية أماني العيني من جامعة القرآن الكريم وعلومه : أجمع العلماء على تجريم كل ظواهر الارهاب لأنه قائم على الإثم والعدوان وترويع الآمنين وتدمير مصالحهم ومنافعهم ومقومات حياتهم والاعتداء على أموالهم وأعراضهم وحرياتهم وكرامتهم الإنسانية ولأنه اعتداء موجه ضد الأبرياء المعصومين من الرجال والنساء والأطفال أو تهديد بهذا الاعتداء أو أية وسيلة أخرى من وسائل الإزعاج والاعتداء أو إخلال وسلب بأمن المجتمع وطمأنينتهم.
مؤكدين على تجريم الإقدام عليه أو المساهمة فيه بأية وسيلة كانت هذه المساهمة بالتخطيط له أو التستر على أربابه وإيوائهم وتقديم المعونة المادية لهم كل ذلك لا يجوز º لا من أفراد ولا من حكومات ومؤسسات وهو جريمة بشعة يحول دون تقدم العمران والتنمية الاقتصادية , ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دمٍا حرامٍا ) .

قد يعجبك ايضا