أطفال اليمن في اليوم العالمي للطفل.. مأساة ووصمة عار في جبين الإنسانية

الثورة نت../

في ظل وضع مأساوي ومع استمرار العدوان الكوني على اليمن للعام السابع على التوالي وتحت شعار (طفولتنا بين القصف والحصار).. احتفل أطفال اليمن مع سائر أطفال العالم، اليوم السبت، بـ”اليوم العالمي للطفل” الذي يصادف الـ20 من شهر نوفمبر من كل عام.

ويتزامن هذا اليوم مع اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل 1959م، كما أنه تاريخ اعتماد الجمعية العامة اتفاقية حقوق الطفل في عام 1989م.

وفي الفعالية التي نظّمها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة اليوم السبت، بهذه المناسبة تحت شعار (طفولتنا بين القصف والحصار)، أكد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن استهداف تحالف العدوان للطفولة في اليمن، يمثل استهدافا لمستقبل الوطن.

وقال بن حبتور: إن “الأطفال هم الأكثر تضررا من العدوان والحصار الأمريكي– السعودي- الإماراتي، سواء عبر استهدافهم المباشر بالطيران أو من خلال تداعيات العدوان والحصار، وحرمانهم من الكثير من الحقوق الأساسية كالتعليم والصحة والغذاء وغيرها”.

وأشار إلى أن الأرقام والإحصائيات الوطنية والدولية حول واقع الطفولة في اليمن مروّعة، خاصة ما يتصل بحجم الوفيات لا سيما الخدج الذين يموت الآلاف منهم يوميا.

وندد الدكتور بن حبتور بالمواقف الدولية المخزية إزاء ما تتعرّض له الطفولة في اليمن، نتيجة العدوان الوحشي الذي استهدف مختلف الجوانب الحياتية لهذه الشريحة، بالإضافة إلى الأضرار النفسية التي ستظل ترافق الأطفال لسنوات قادمة.

وقال: “الولايات المتحدة الأمريكية لا يهمها أن يقتل ملايين الأطفال في اليمن أو غيره من دول العالم، أو ما ينتج عن معاركها المتواصلة من تدمير للسلم العالمي، لأنها وببساطة لا يعنيها سوى فرض هيمنتها على الغير”.

وانطلقت مساء اليوم، حملة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، لإبراز جرائم العدوان الأمريكي السعودي بحق أطفال اليمن، المتواصل لأكثر من 7 سنوات، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للطفل.

ودعا المنظمون، إلى أهمية المشاركة الواسعة في حملة التغريدات لفضح جرائم وانتهاكات قوى العدوان الأمريكي السعودي بحق الطفولة في اليمن منذ ما يقارب سبع سنوات وذلك على هاشتاقات: #اليوم_العالمي_للطفل #WorldChildrensDay وعلى رابط بنك تغريدات: bit.ly/childaye

كما دعا عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي في تغريدة له على تويتر الى المشاركة الفاعلة على هاشتاق #امريكا_تقتل_الطفل_اليمني.

وقال الحوثي: “وفي يوم الطفل العالمي أدعو الشعب اليمني وجميع الأحرار للتفاعل بالحملة على هاشتاق #امريكا_تقتل_الطفل_اليمني فالتفاعل بنشر صور الأطفال والنساء والمقاطع أولويات الأحرار ليعرف العالم من هو وزير الدفاع الأمريكي وما أرتكبه كقائداً مشاركا ومشرفا على العدوان على اليمن قبل تعيينه وزيرا للدفاع”.

وقدرت منظمات مهتمة بالطفولة أن عدد ضحايا قصف العدوان السعودي الأمريكي من الأطفال قارب الـ8 آلاف بين شهيد وجريح إضافة إلى أن هناك ما يقارب 3 مليون طفل يعانون من سوء التغذية فيما يموت أكثر من 300 طفل كل يوم، وأن هناك أكثر من 3000 طفل يعانون من التشوهات الخلقية فيما يحتاج أكثر من 3000 طفل لعملية قلب مفتوح خارج اليمن.

وشددت المنظمات في تقاريرها على أن إغلاق مطار صنعاء الدولي منع أكثر من 30 ألف طفل مصابين بأمراض مزمنة مختلفة من السفر للعلاج في الخارج، وأن هناك مليوني طفل يمني خارج المدارس فيما نصف مليون آخرون تركوها تمامًا منذ بدء العدوان.

وحمّلت تحالف العدوان وكافة المنظمات الانسانية لا سيما الأمم المتحدة المسؤولية الكاملة تجاه ما يتعرض له اليمن عمومًا والأطفال خصوصًا من استهداف ممنهج.. وطالبت بسرعة إيقاف العدوان ورفع الحصار وفتح المطارات أمام المرضى اليمنيين لا سيما الأطفال منهم.

من جهة ثانية.. احتفل غوغل باليوم العالمي للطفل باستبدال محرك البحث جوجل، صورته المعتادة على واجهته بصورة كارتونية وكتابتها بطريقة مرسومة بالزهور على الأرض، إمعاناً في تصوير حق الأطفال بالاستمتاع والبهجة خلال مرحلة طفولتهم.

ويعد اليوم العالمي للطفل هو يوم اليونيسف (منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة) السنوي المخصص للعمل من أجل الأطفال ومن قبلهم.

وعبر مقطع فيديو مدته 59 ثانية، بثت اليونيسف رسالة قوية ومميزة تحت عنوان “لا تيأسوا من أمر البالغين”، جاء فيها على لسان أطفال العالم وداعميهم “لطالما أنصتنا للبالغين، لكن قد حان الوقت الآن لينصتوا هم إلينا”.

وقالت: “لا تنس الاستماع إلى الأشخاص الأكثر تضررًا.. حان الوقت لنذكّرهم أن التغيرات الكبيرة تبدأ صغيرة، وأن بوسعنا تغيير العالم لكن فقط إذا تكاتفنا معًا”.

واختتمت المقطع برسالة: “لا تيأسوا من أمر البالغين، نعلم أنهم بوسعهم فعل ذلك”.

ويوم الطفل العالمي، هو اليوم الذي أقرته الأمم المتحدة وأصبح مناسبة رسمية مهمة تحتفى بها العديد من دول العالم، وكانت الأمم المتحدة أطلقت توصية ليصبح يوم 20 نوفمبر من كل عام، وكان ذلك في عام 1949 بناءً على مطالبات الاتحاد النسائي الديمقراطي الدولي وذلك أثناء المؤتمر الذى أقيم في باريس.

وقد وقعت الأمم المتحدة في ذلك الوقت اتفاقية حقوق الطفل التي كان هدفها الأساسي توفير الدعم والحماية للأطفال والتكفل بحقوقهم، وبناءً على ذلك تم تخصيص هذا اليوم ليحتفل النشطاء وكافة الدول بيوم الطفل العالمي، فتقوم اليونيسيف بإطلاق العديد من الفعاليات المميزة ابتهاجاً بالأطفال في كافة أنحاء العالم كما أنها تقوم بالتعريف عن هذا اليوم.

وأُعلن يوم الطفل العالمي في عام 1954 باعتباره مناسبة عالمية يُحتفل بها في 20 نوفمبر من كل عام لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم.

ومنذ عام 1990، يحتفى باليوم العالمي للطفل بوصفه الذكرى السنوية لتاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل وللاتفاقية المتعلقة بها.

ويمكن للأمهات وللآباء وللمشتغلين وللمشتغلات في مجالات التعليم والطب والتمريض والقطاع الحكوميين وناشطي المجتمع المدني وشيوخ الدين والقيادات المجتمعية المحلية والعاملين في قطاع الأعمال وفي قطاع الإعلام -فضلا عن الشباب وكذلك الأطفال أنفسهم- أن يضطلعوا بأدوار مهمة لربط يوم الطفل العالمي بمجتمعاتهم وأممهم.

ويتيح اليوم العالمي للطفل لكل منا نقطة وثب ملهمة للدفاع عن حقوق الطفل وتعزيزها والاحتفال بها، وترجمتها إلى نقاشات وأفعال لبناء عالم أفضل للأطفال.

ويذكر أن الطفولة منفصلة عن مرحلة البلوغ وتميل إلى الاستمرار حتى سن 18 عامًا، لأنه وقت خاص يميل فيه الأطفال إلى النمو والتعلم واللعب والتطور، ولا شك في أن هذه الاتفاقية أصبحت أكثر معاهدات حقوق الإنسان المصدق عليها والتي تم قبولها في جميع أنحاء العالم وساعدت أيضًا في تغيير حياة الأطفال.

والأطفال هم جيل المستقبل، ويضمن لهم هذا اليوم حقوقهم، كما يساعدهم على زيادة الوعي ونشر المعرفة حول ما يواجهون على مستوى العالم، حيث أن هناك الملايين من الأطفال الذين لا يحصلون على التعليم أو الرعاية الصحية.

الجدير ذكره أن أطفال اليمن يُعانون ويكابدون منذ أكثر من 7 أعوام بسبب عدوان همجي سعودي لم يرف له جفن حيث يرتكب أبشع المَجازر بحق المَدنيين اليَمنيين العُزّل، بل أكثر من ذلك يحاصرهم ليتركهم يعيشون تحت وطأة الأمراض والأوبئة.

وفي ظلّ هذا الواقع، تعيش الطفولة في اليمن مأساة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لذلك كان لا بدّ من تسليط الضّوء على مُعاناتهم في اليوم العالمي للطّفل حيث يحتفل أطفال العالم فيما أطفال اليمن يتحدّثون عن مأساتهم وحكاياتهم مع الجوع والفقر والمرض ما يُعد وصمة عار في جبين الإنسانية.

والسؤال الذي يفرض نفسه هنا.. إلى متى ستستمر معاناة أطفال اليمن؟ ومتى سيصحو العالم من غفلته وتعود له إنسانيته؟..!!.

قد يعجبك ايضا