مارب ترمومتر المواجهة

عدنان باوزير

إن من يقف اليوم أمام سلطة صنعاء الوطنية في مارب، ليس عصابة المرتزقة وحكومة الفنادق ولا حتى العدو السعودي الأداة فحسب، بل ويحتشد العالم المنافق كله ودوله العظمى وفي مقدمتها أمريكا لتعرقل إنفاذ إرادة الشعب اليمني المحاصر، في تحرير جزء عزيز وغال من أرضه، إن من يحول بين إرادة الشعب اليمني في دحر الاحتلال وطرد عصابة المرتزقة التي تتحكم في مقدراته هو نفس هذا العالم المتباكي على أزمته الإنسانية المستفحلة، ومن يؤخر إرادة الشعب اليمني في استعادة جزء من ثرواته المنهوبة ويمنع تحسن حالته الاقتصادية ودفع مرتبات موظفيه هي ذاتها المنظمات الأممية المسترزقة من هذه الأزمة، إن هذا العالم المستنفر كله عن بكرة أبيه في مواجهة الإرهاب هو من يعيق استئصال شأفة الإرهاب، وقطع عرقه وتسييح دمه.
نعم يحشد اليوم في مارب كل شياطين الأنس والجان في مواجهة الجيش واللجان، وقد كانت مارب وما زالت وستظل هي الترمومتر الذي يؤشر على سخونة المواجهة، وكأن أزمة اللاجئين عجل يُعبد وكلمة حق يُراد بها باطل، ولكن هيهات .. هيهات فقد سبق السيف العذل، ف (كتائب الموت سلت سيفها الضارب) قُضي الأمر .
للمجاهدين الأبطال حساباتهم التي لا تخالطها مراوغة السياسة، وغالباً لا تطابق حسابات الميدان حسابات السياسة فحسب بل وتسبقها بمراحل، حسابات إيمانية صرفة ويقين راسخ رسوخ الجبال، ولن تتأخر دمدمة السيل المنحدر من شماريخ جبال الهضبة الصامدة، الهضبة الحاضنة، الهضبة الضامنة لأمن ووحدة واستقرار اليمن، ليجرف زبد و(قشاقش) المرتزقة الطارئة إلى أعماق الصحراء لترتوي من عطش الصبر اليماني الطويل .
من هنا تفرقت فلول الغزاة الرمان سنة 24 ق . م وهي تلعن (النبطي) الخائن وسوف تتفرق من هنا أيضاً جحافل غزاة البعر، وسوف تلعن كل ذرة رمل في مفازة (صيهد) (سلطان ومحسن وبن صغير الصغير)، هؤلاء الفتية هم كبار هذه المرحلة، ولا مكان للصغار، فاليوم أو غداً أو بعد غد حتماً ولزاماً سوف يزف هدهد سبأ النبأ : مارب تحررت .. مارب عادت إلى حضن الوطن، سيعتلي المنادي دكة عرش (الملكة) وهو ينادي بأعلى صوته : أدخلوها بسلام آمنين، أدخلوها بتواضع الكبار وبنبل الفرسان وبأخلاق المسيرة، وأنتم يا مرتزقة العدوان اخرجوا منها صاغرين مدحورين يكللكم الخزي والعار، توهوا في فلوات ربع الخراب، ولن تطهركم شموس (السبعتين) الحارقة، سبعين عاماً، عضوا أصابع الندم، ولاتندم، ستتعالى في الأرجاء صرخات الأنصار وتعم الأفراح كل أنحاء اليمن : مارب تحررت، وتتطاول أعمدة (العرش) زهواً بقدوم الأنصار، سيغرد (الحوثي) على صفحته : م ا ر ب ت ح ر ر ت .. هو الله، ومن غير الأنصار ناصر جنده ومعز أنصاره، وسيفتح (العزي) للسياسة ألف باب، وسوف يجلس (عبد السلام) وحيداً على طاولة التفاوض الخالية إلا من رفاقه، من اليوم هو كفؤ له ؟؟ المرتزقة الفارون أم السعودي المهزوم المأزوم ؟؟ إذا أردتم اليوم التفاوض فلتأت أمريكا رأس العدوان بنفسها ولا تفاوض، سوف يضرب بقبضته على الطاولة قسماً بكل قطرة دم سالت على هذه الرمال، قسماً بهمة وبعزم الرجال، لا تفاوض حتى خروج الاحتلال..
وليسترح حينها الأنصار استراحة محارب مستحقة وينتظرون شبوة تقرر أمرها وتلتحق بالقافلة، وحتى تثمر في أرض حضرموت البذرة، ولن يطول الانتظار وكل معركة بعد معركة مارب لن تعدو أن تكون بمثابة نزهة !!

قد يعجبك ايضا