اليهود يبتدعون «الإبراهيمية» لضرب الإسلام

نجيب باشا

 

 

(أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)، (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)، (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ,(قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ).
من خلال الآيات المذكورة، يبين لنا الله تعالى في القرآن الكريم أن النبي إبراهيم “علی نبينا وعليه وآلهما الصلاة والسلام” لم يكن يهودياً ولا نصرانياً ًولا مشركاً، بل إنه حنيف مسلم، وهو من أولي العزم من الرسل، الذين أخذ الله منهم العهد والميثاق لنصرة سيدنا محمد صلی الله عليه وآله وسلم، لقوله تعالی، (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) ..
وبالتالي فإن أي أطروحات من اليهود والنصارى والمشركين فهي لا تمثل سيدنا إبراهيم، بل هي ابتداعٌ للنيل من الإسلام الذي هو دين كل الأمم، والنيل من خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله.
فمنذ مطلع الألفية الثالثة ظهر أول تأسيس سري لما سمي بالدين الرابع، أو ما يسمی بالدين الإبراهيمي، حيث مازال اليهود ومن والاهم من المشركين يتربصون بنا الدوائر، ويحاولون أن يردونا عن ديننا، فتارة يستخدمون (الحرب الصلبة) المعتمدة على الحديد والنار، وأخرى يستخدمون الحرب الناعمة بما فيها الفخاخ الفكرية المُنظّمة والمُعدّة بتركيز وعناية، ولكي يجذروا مفهوم هذا الأحبول الجديد، قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل “ديفيد فريدمان”: إن اتفاقية السلام بين الإمارات وإسرائيل ستعرف باسم “اتفاق إبراهيم”، حيث سميت على اسم “أب الديانات الثلاث الكبرى” ، المسيحية والمسلمة واليهودية، (انتهی كلام فردمان).
وقد وصل بهم الحد إلى ترديد شعار “معًا نصلي”، وهو ما شاهدناه في قنوات التلفزيون من أداء مشترك للصلاة بين يهودي ومسلم، وقد علق أحدهم علی هذا المشهد بقوله: (ركعتين وهزة) .
كل تلك المصطلحات لم تكن عابرة، فهي تؤصل لموالاة اليهود وجدانياً، في الوقت الذي لا يمكن لليهود -الأشد عداوة للذين آمنوا- أن يكون في قلوبهم ذرة واحدة لموالاة المسلمين، إنهم يعتبرون المسلمين من فصيلة (الجوييم)، ومعناها البهائم، وأن هذه الفصيلة خلُقت لخدمة الشعب اليهودي السامي، كما يطلقون علی أنفسهم.
ويتضمن هذا المخطط المسمی بالدين الإبراهيمي أهدافاً في ظاهرها التسامح العالمي، والأخوة الإنسانية، والحب، والوئام، كمفاهيم جديدة مطروحة داخل حقل الألغام المسمى (بالإبراهيمية )، وأما باطن هذه الحركة الخبيثة فهي أهداف يهودية ماسونية، تتمثل على سبيل المثال لا الحصر بالآتي :
أولاً: حذف آيات القرآن الكريم، التي تنص على الجهاد ضد المعتدين من اليهود والمشركين، تحت بند التسامح .. وتنحية النصوص المختلف عليها .. وهو ما يعني بوضوح تحريف واجتزاء القرآن الكريم بما يخدم اليهود ومشروعهم الإستيطاني والقبول بهم في الوعي واللاوعي .
ثانياً: الدبلوماسية الروحية: وهي الجمع بين علماء المسلمين من الوهابية وأدعياء السنة وأحبار اليمين اليهودي والمسيحي المتطرف، وربط هؤلاء جميعاً بالدوائر السياسية للأصناف الثلاثة، لمهمة غاية في الخطورة، وهو ماسموه ترجمة المشترك الديني على الأرض، وإعطاء أصحاب الحق الأصلي حقوقهم على الخريطة، حيث أن إسرائيل تبذل في الوقت الحالي جهوداً كبيرة للمطالبة بتعويضات من الدول العربية التي عاش داخلها اليهود قبل هجرتهم منها؟ ولن يقف الأمر عند مسألة التعويضات، خاصة في ظل ظهور كتابات يهودية تنادي بالحقوق التاريخية لليهود من قبل عدد من ضباط الموساد الإسرائيلي، بل وتلاقى هذا الطرح مع تأسيس جمعيات بالدول العربية ترفع شعار إحياء التراث اليهودي! هل الهدف هو تأصيل الادعاء بوجود حقوق تاريخية أصيلة في الأرض العربية؟!
الجواب: نعم. هو ذاك .. إذْ ظهرت في الآونة الأخيرة أيضاً كتابات تنص على امتلاك اليهود لأراض ٍبنيت عليها مقدسات إسلامية !!
ثالثاً: توظيف واستغلال الصراعات الدينية القائمة على الأرض بين أنصار الدين الواحد، وأهمها الصراع السني-الشيعي، فهو الممهد لقبول هذا الفكر، باعتبار أن سلوك الصراع لأتباع الدين الواحد هو دليل على غياب التسامح داخل هذا الدين، وهو ما سينفر أتباعه، وسيجعلهم يقبلون بالمشترك الإبراهيمي.
المسألة ليست عابرة ولا نكتة، وعلى المسلمين أن يفهموا أنهم أمام استراتيجية جادة وناعمة في آن واحد، وأننا أمام مؤسسة تعمل ليل نهار، وبجهود وإمكانيات كبيرة إعلامياً وفكرياً وسياسياً وإدارياً، على مستوى العواصم الأوروبية والغربية، وعلى رأسها أمريكا والأمم المتحدة ووكالة الأنروا، جميعهم يتبنون مشروع الدين الإبراهيمي ذريعة للسيطرة على الوطن العربي والإسلامي واستعمارهما بسلاسل ذهبية، ويدعمون هذا المخطط بإغراءات اقتصادية، بينما الغرض الصهيوني الماسوني هو الحكومة العميقة للعالم، وهو اختراق الشعب العربي والإسلامي، من خلال اختراق هويته وعقيدته، التي تعتبر صمام أمانه ومحددات اتجاهه، فعلى جميع المسلمين أن يعوا أن هناك محاولات خبيثة لسرقة وانتشال الإسلام، من خلال إسقاط قدسيته في معركة المصطلحات والمفاهيم، وانتزاع مقدساته لصالح الصهيونية العالمية، والتي تشمل المساجد الثلاثة المقدسة وأراضيها .
أيها المسلمون جميعاً: عليكم أن تتحركوا، تفاعلاً صادقاً وإيماناً عملياً وحركياً بقوله تعالی: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)، (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا)، (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) ومتى ما اعتقدنا اعتقادا عملياً بذلك وترجمناه إلى جهاد ٍحركي ٍ في شتى المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية والفكرية، فستسقط تلك المؤامرة، كما سقطت من قبلها الأحابيل اليهودية المتعددة ..
وسلام الله على سيدي الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه” عندما أطلق صرخته، باعتبارها السلاح والموقف.

“الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة علی اليهود
النصر للإسلام”.

قد يعجبك ايضا