
أكد الدكتور عبدالملك سليمان المعلمي –عضو فريق التنمية المستدامة في مؤتمر الحوار الوطني- أن مخرجات الحوار الوطني هي الطريق الوحيد لبناء اليمن الجديد.. مشيرا إلى أن شحة الموارد وعدم وجود مناخات مناسبة لإحداث التنمية هي أبرز أسباب ضعف التنمية في اليمن.
وأضاف الدكتور المعلمي في لقاء أجرته معه “الثورة” أن المشكلة الاقتصادية هي أبرز الصعوبات التي يواجهها اليمن.. داعياٍ إلى إعطاء التنمية الأولوية خلال الفترة للنهوض بمستوى المواطن اقتصادياٍ.
كما تحدث الدكتور المعلمي حول أبرز مخرجات فريق التنمية المستدامة وأبرز العوائق.. فإلى التفاصيل:
* بداية.. أنتم عضو فريق التنمية المستدامة ما هي أبرز مخرجات هذا الفريق¿
– التنمية أخذت حيزاِ كبيراِ من النقاش والحوار باعتبارها أنها تناولت عدداٍ من المواضيع والقضايا كدور الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والأفراد في إحداث التنمية المستدامة وكذلك التعليم والصحة والثقافة والجوانب الاقتصادية.. وكانت مواضيع كثيرة ومتعددة تم توزيع فريق التنمية المستدامة إلى خمس مجموعات عمل كل مجموعة تناولت عدداٍ من المحاور الرئيسية وقد تم مناقشة قضايا التعليم وتشخيص الوضع الحالي وما يجب أن يكون عليه التعليم في المستقبل والنهوض به وكذلك بالنسبة للصحة والتأمين الصحي والاهتمام بحياة الفرد وتوفير التغذية.. كذلك بالنسبة لدور الحكومة في سن تشريعات ووضع عدة ضوابط وتسهيلات لتكامل جهود الحكومة مع القطاع الخاص.. كما أعطى الفريق دوراٍ كبيراٍ جدا لمنظمات المجتمع المدني والأفراد بحيث تكون التنمية متوازنة وقائمة على الاهتمام بالجانب الاجتماعي وأن لا تكون على حساب البيئة وبالتالي لا بد أن تكون التنمية مستدامة بحيث نحافظ على مستقبل الأجيال القادمة فلا يمكن أن يتم إهمال القضايا المتصلة بالبيئة مثل التلوث وإهدار كثير من الموارد.. كذلك تم تناول مواضيع التنمية الاقتصادية والسياسية من ناحية التراث والثقافة وخلق الوعي العام وأيضا تناول الأسس والمبادئ الاقتصادية التي تقوم عليها عملية التنمية بشكل عام.. وقد تم تشخيص الوضع القائم ودراسة المعوقات والإشكالات والاختلالات التي تمت في المراحل الماضية وبعد تشخيص هذه القضايا تم وضع التصورات لانطلاق عملية التنمية في المستقبل.. وكانت مخرجات فريق التنمية المستدامة ثلاثة مخرجات رئيسية.. الأول هو الأسس الدستورية التي سيتم الاسترشاد بها عند صياغة الدستور الجديد من اللجنة المزمع إنشاؤها قريبا.. والجزء الثاني من مخرجات هذا الفريق هو القضايا التي يجب أن تتضمنها التشريعات القادمة بما يتلاءم والوضع الجديد للدولة الاتحادية بحيث يكون هناك دور للحكومة المركزية وحكومة الأقاليم وأيضا للولايات والمحليات.. وهنا تم تناول الكثير من القضايا التفصيلية.. وأخيرا المحور الثالث الذي خرج به الفريق وهو ما يجب أن يضع كخطط وتوصيات وبرامج للمستقبل تتولى الحكومات القادمة الاهتمام بها.
حقيقة وثيقة التنمية المستدامة أخذت جهداٍ كبيراٍ وقد كنا محضوضين لأن الفريق ضم عدد من الخبراء والأساتذة والمجربين وتم استخلاص كثير من التجارب إضافة إلى أنه كان هناك عدد من الميسرين ومن الخبرات الدولية والمحلية قامت بإعطاء عدد من المحاضرات والندوات وقد استفدنا كثيرا منها واستعنا بها لإعداد التقرير النهائي لفريق التنمية المستدامة.
سياسات متعددة
* ما هي أبرز العوائق التي واجهتكم خلال لقاءاتكم¿
– حقيقة لا يوجد عوائق.. لكن عندما بدأ مؤتمر الحوار وجميع الأعضاء كانوا من مكونات سياسية مختلفة ولديهم خلفيات ثقافية وأجندات سياسية متعددة لكن من خلال الحوار والجلوس على طاولة واحدة اتفقنا أننا لا بد أن ننظر إلى المستقبل وإلى الأمام ونتفق على الخطوط العامة التي من خلالها يمكن بناء الاقتصاد اليمني بناء سليما فالكل أجمع أننا لا بد أن نقضي على البطالة ولا بد أن نرفع حياة الناس ولا بد من مشاريع ولا بد من ضوابط وقوانين ولا بد من تفعيل دور القطاع الخاص والأفراد ومنظمات المجتمع المدني.. وبالتالي عندما اتفقنا على هذه الأسس ووحدنا المفاهيم استطعنا أن نتغلب على الإشكالات التي واجهتنا في البداية وأصبحنا نعمل جميعا كفريق عمل واحد وتحت سقف واحد ولهدف واحد وهو تطور ونماء اليمن.
دراسات ومعطيات
* برأيك.. هل ستسهم مخرجات هذا الفريق في رفع مستوى التنمية¿
– بالتأكيد.. لأننا تناولنا عدداٍ من القضايا وكان هناك واقعية ولم نضع الأهداف والموجهات الدستورية أو القانونية إلا على ضوء دراسة المعطيات الفترة الماضية والاستفادة منها وكان هناك كثير من الواقعية أثناء النقاش وأثناء وضع التصورات للمستقبل المأمول إن شاء الله.
تنافس محلي
* هناك توجه لإقرار فترة تأسيسية.. أين موقع التنمية في هذه الفترة خصوصا وأن هذه الفترة قائمة على كتابة القوانين واللوائح والدستور¿
– بالتأكيد أن التنمية ستأخذ حيزاٍ كبيراٍ من اهتمام الدولة خلال الفترة التأسيسية وستنقل الكثير من الصلاحيات إلى المحافظات والأقاليم.. وبالتالي أنا أثق بأنه سيكون هناك تنافس من الجهات المحلية لأنها أصبحت هي مسؤولة مباشرة أمام المواطنين وبالتالي أعتقد أنه سيكون للتنمية دور كبير في المرحلة القادمة.. وأعتقد أن الكثير من المشاكل التي تواجه اليمن هي مشاكل اقتصادية بالدرجة الأولى.. وبالتالي لا بد من التركيز على التنمية.
تشخيص
* أنتم شخصتم أسباب ضعف التنمية في اليمن.. ما هي أبرز هذه الأسباب¿
– أسباب ضعف التنمية هي شحة الموارد أولا وعدم وجود مناخات مناسبة لإحداث هذه التنمية.. ولا يمكن أن يكون هناك استثمار ما لم يكن هناك استقرار وبالذات بالنسبة للجانب الأمني.. هذه القضايا أساسية جدا لإحداث تنمية لأي بلد.
خارطة طريق
* أخيرا.. ما هي انعكاسات مخرجات الحوار الوطني على مستقبل اليمن¿
– أنا آمل أن تكون هذه المخرجات خارطة طريق لرسم اليمن الجديد الذي سيكون القانون هو الفيصل في حياة الناس ويؤسس لحياة كريمة ومواطنة متساوية وشراكة في اتخاذ القرار والسلطة وغير ذلك.. وأنا أعتقد أن القوى السياسية مجمعة على أن تكون مخرجات الحوار هي خارطة طريق والمنفذ الوحيد لبناء اليمن الجديد.