أهم ركائز مخرجات الحوار الوطني

> المصالحة الوطنية تعد ركيزة أساسية في مخرجات الحوار الوطني فما انعكاس المصالحة الوطنية على الأفق الوطني العام ما بعد الحوار وكيف تؤسس المصالحة لمرحلة جديدة من العدالة وتجاوز الصراعات التي عاشها اليمنيون خلال الفترة الماضية¿ هذه الأسئلة يجيب عليها عدد من الخبراء في سياق الاستطلاع التالي:

نبذ الخلافات
> يقول الأخ عبدالله صعتر- قيادي في حزب الإصلاح وعضو الحوار الوطني: إن تحقيق المصالحة الوطنية يتطلب نوايا حسنة من جميع الأطراف والقوى السياسية ونبذ كل خلافات الماضي والنظرة المسؤولة للمستقبل وتقديم مصالح الوطن العليا وتوحيد الموقف والكلمة والصف نحو ثقافة البناء والتسامح ونبذ كل الدعوات الشطرية والعصبوية.
> ويرى الأخ علي البخيتي- ممثل أنصار الله عضو الحوار الوطني: أن المصالحة الوطنية تتعزز بتحقيق العدالة والمواطنة واستعادة الدولة مكانتها وفرض هيبتها على كل أطراف البلاد بالإضافة إلى الالتفاف الوطني حول تنفيذ المخرجات وبلورتها على أرض الواقع لما يوثق جذور الثقة بين مختلف الأطراف السياسية تتويجاٍ لمراحل التضحية والحوار من أجل الوصول إلى دولة النظام والعدل والمساواة والتي لم تتم إلا بتوطيد جذور المصالحة الوطنية بين مختلف الفرقاء السياسيين.
قانون العدالة
> الدكتورة ألفت الدبعي- استاذ علم الاجتماع جامعة تعز وعضو مؤتمر الحوار تقول: المصالحة الوطنية هي النتيجة التي سوف نخرج بها لتطبيق قانون العدالة الانتقالية وليس بعد انتهاء الحوار الوطني وهذا للتوضيح لأن المصالحة الوطنية هي نتيجة لتطبيق مبدأ العدالة الانتقالية التي طالبنا بها في مجموعة العدالة الانتقالية ينبغي أن تكلل سريعاٍ بعد مؤتمر الحوار بإصدار قانون العدالة الانتقالية لأن هذا القانون وتطبيقه هو الضمان الرئيسي لتشكيل مشروع وطني قومي يمني يساعد على التحول الحضاري الذي يطمح له اليمن في هذه الفترة ومن غير العدالة الانتقالية لا يمكن أن نصل إلى مرحلة المصالحة الوطنية التي سوف تبني هذا البلد ونحن تعبنا في المرحلة التاريخية التي مرت بها اليمن من المصالحات السياسية المفرغة في مضمونها الداخلي. أما بخصوص الآليات لا توجد آلية سوف تساعد على إنجاح المصالحة الوطنية في المجتمع اليمني سوى التشريع الفردي من خلاله إصداره وتطبيق مبادئه ولا يمكن أن تستقر أوضاع البلاد إلا بقانون العدالة الانتقالية ومن هنا أجزم بأن هذا المشروع سيكون مشروعاٍ قومياٍ وطنياٍ قوياٍ يقود مرحلة التغيير.
طي صفحة الماضي
> ويؤكد علي أحمد بن خدر- رئيس اتحاد عمال اليمن عضو مؤتمر الحوار الوطني أن المصالحة الوطنية ترتبط مباشرة بالاقتصاد ولا يمكن أن تحقق المنجزات إلا في ظل مصالحة وطنية حقيقية بعيدة عن المكايدات ويجب أن نطوي صفحة الماضي بكل ما فيها ونبدأ كفريق واحد في العمل الجاد لخدمة اليمن لأن الوطن لم يعد يحتمل مزيدا من المكايدات السياسية أما في ما يخص الآليات فإني لا أثق بنوايا السياسيين إطلاقاٍ لأنهم لم يتعودوا على حسن النوايا التي تعتبر الطريق الحقيقي لايجاد مصالحة وطنية وإذا ما فكر كل أبناء الوطن بمختلف توجهاتهم الدينية والسياسية والمدنية ومنظمات المجتمع المدني بافتقاد النوايا الصادقة وتعيرها بما يخدم اليمن فإن ذلك سيكون الضمان الأفضل للوصول إلى بر الأمان.
الدكتورة فائزة المتوكل- ممثل منظمات المجتمع المدني بالحوار الوطني تقول: إن المخرجات المتضمنة لتسع فرق من مؤتمر الحوار كلها صبت في تجسيد قيم المصالحة الوطنية والالتزام بضمانات تنفيذ مرحلة مؤتمر الحوار وتأكيد لصدق نوايا كل الأطراف المناهضة لأي عرقلة في بنود التسوية والتي قد تتعارض مع بنود المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن الدولي.
جبر الضرر
> ويقول حمزة الكمالي- فريق الانتهاكات ممثل الشباب في مؤتمر الحوار: خطوة مهمة للغاية أن نتجاوز الماضي من أجل المضي إلى مستقبل أكثر إشراقاٍ وبعيداٍ كل البعد عن الصراعات التي أثقلت كاهل اليمن في ذلك الوقت من أجل الوصول إلى مصالحة وطنية حقيقية تنفذ من خلالها مخرجات فريق العدالة الانتقالية التي تعتمد عليها المصالحة الوطنية المصاحبة لقرارات مجلس الأمن وتوصيات لجان التحقيق التابعة لها ولا ننسى بعض النقاط المهمة كصناديق جبر الضرر وإعادة الذاكرة الوطنية وتخليد الضحايا ضمن شهداء الوطن بالإضافة إلى كشف الحقيقة التي هي حق أصيل وأساسي لكل من فقد حقه وهذه هي الركيزة الأساسية للعدالة الانتقالية وأتمنى أن تكون المرحلة القادمة بقدر الطموح الذي يريده اليمنيون.
تركيبة قبلية
> ويؤكد الأخ يحيى عبدالله دويد- عضو فريق العدالة الانتقالية أن المصالحة خطوة أكبر وجراءة حقيقية تتجسد معالمها الصادقة على أرض الواقع هو ما تحتاجه هذه القضية لتطفو على السطح بصورة إيجابية خاصة وأن هناك بعض المكونات تحاول نبش أحقاد الماضي والوقوف أمام أحقاده والأمة وبهذه الأعمال فإن خطى المصالحة الوطنية يبطئ سيرها خاصة إذا ما تمعنا في خصوصية مجتمعنا اليمني ذي التركيبة القبلية المليئة بالعادات والتقاليد المعقدة لدى غالبية القبائل اليمنية التي تميل للقتل وبالتالي على الجميع داخل اليمن أن يحكموا العقل ويغلبوا قيم الإيثار خلال الفترة القادمة لكي نستطيع سوياٍ أن نتجاوز صراعات الماضي للنهوض بهذا الوطن وأن يتوافق أبناء اليمن كافة على مبدأ العدالة الانتقالية والآليات التي تتضمها بشكل عادل لكي نتجنب أي نزاعات خلال الفترة الانتقالية القادمة.
الدولة الحديثة
> ويوضح الدكتور عبدالله غالب العديني رئيس لجنة الإخفاء القسري عضو مؤتمر الحوار الوطني أن بلادنا مرت في الفترات السابقة بالكثير من الانتهاكات والصراعات السياسية وانتهاكات حقوق الإنسان لذا فالحديث عن المصالحة الوطنية يرتبط ارتباطاٍ وثيقاٍ بالحديث عن العدالة الانتقالية كأهم آلية مادية للتحول السياسي. وأما ما يخص إطار العدالة الانتقالية ومحدداتها أنشئت هيئة رسمية لها مجموعة من الشروط والمعايير التي تم اختيارها لكي تتولى مسؤولية الكشف عن الحقيقة واستلام كافة ملفات الأحداث التي حدثت في الماضي خاصة أبان ثورة سبتمبر وأكتوبر والصراعات التي تبعتها من محاولة الوصول إلى مصالحة وطنية حقيقية تساعد على بناء الدولة اليمنية الديمقراطية الحديثة.
معوقات خارجية
> الإعلامي عبدالكريم الخيواني- عضو مؤتمر الحوار الوطني يرى أنه لا يمكن أن تحقق المصالحة الوطنية إلا إذا ثبتت العدالة والإنصاف أما المصالحة الوطنية المجردة كما يعمل اليمنيون بإعلان المصالحة ثم يقومون بإعلان الحرب في اليوم الذي يليه فهذا غير مقبول وبالتالي مؤتمر الحوار قرر اليوم في العدالة الانتقالية أن يوجد العدالة والانصاف أولاٍ ومن ثم تأتي المصالحة الوطنية.
> ويشير طارق مصطفى سلام- محلل سياسي وعضو مؤتمر الحوار الوطني إلى أن هناك معوقات خارجية وداخلية تقف حجر عثرة أمام إنجاز المصالحة الوطنية في اليمن ومن أهمها تلك المصاعب التي تؤخر وتعيق عملية استكمال نقل السلطة والتي تعني بحد ذاتها بداية النجاح في إنجاز التسوية السياسية والتاريخية في الداخل والتي يجب أن تتم على أسس موضوعية وعادلة وتراعي الواقع السياسي والاجتماعي القائم حالياٍ وجذوره الممتدة في عمق الأرض وتستوعب كافة المصالح القائمة للفرقاء السياسيين ولجميع الأطراف والمراكز النافذة والمؤثرة والموجودة في أرض الواقع.
مصالحة وطنية
> من جانبه يقول منير الماوري- عضو فريق العدالة الانتقالية : بناء اليمن الجديد لا يحتاج إلى مشاركة وطنية وشراكة فقط وإنما إلى مصالحة وتعاون وتعايش بين كافة الأطراف والقوى السياسية وبدون تحقيق ذلك سيصعب الوصول إلى الهدف الأسمى الذي عقد من أجله الحوار الوطني الشامل ونحن بدورنا نريد أن نلغي ثقافة التهميش والعزل وأن نفتح الباب بمصراعيه أمام من يريد المساهمة في بناء اليمن وأن نقف يداٍ واحدة ونحاسب كل من يريد عرقلة بناء الوطن وفقاٍ للدستور والعقد الاجتماعي الجديد. أما بالنسبة للماضي فيجب علينا أن ننساه فليس هناك من لا يخطئ في جميع الأطراف السياسية ويجب أن نبدأ من الآن فتح صفحة جديدة مع عدم نسيان الحقوق الشخصية للضحايا.

قد يعجبك ايضا