ثورة جياع.. انفجارات وعنف وحرائق في عدن وحضرموت وشبوة

الغليان الشعبي يتوسع من حضرموت إلى عدن وشبوة ويطالب المرتزقة وقوى العدوان بالرحيل

الثورة /عدن

ضربت سلسلة من الانفجارات المدوية يوم أمس مدينة عدن ، التي تشهد غلياناً شعبياً متصاعداً ومظاهرات عارمة امتدت إلى: حضرموت وشبوة ولحج وأبين التي شهدت مظاهرات عارمة مساء احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية وانقطاع الكهرباء.
وتشهد مدينة عدن منذ أيام مظاهرات شعبية غاضبة اتسعت خارطتها لتشمل جميع المحافظات يوم أمس ، حيث شهدت حضرموت وشبوة ولحج مظاهرات مماثلة ، واندلعت حرائق ومواجهات ضارية بين المواطنين المحتجين وقوات المرتزقة الذين حاولوا منع المظاهرات بالرصاص الحي.
ومع ارتفاع منسوب الاحتجاجات الشعبية الضاغطة على مرتزقة العدوان وأسيادهم جراء تردي الأوضاع المعيشية في عدن ولحج وحضرموت وشبوة ، ارتفعت حدة الصراعات بين فصائل الارتزاق ، وتحولت المظاهرات والاحتجاجات إلى تراشقات بين فصائل الارتزاق «الانتقالي ، الإصلاح ، وجماعة هادي» ، حيث ارتفعت حدة الخلافات والصراعات بشكل غير مسبوق وسجلت تهديدات متبادلة في بيانات وتصريحات أطراف الارتزاق.
وأكدت مصادر محلية سماع سلسلة من الانفجارات المدوية التي ضربت مناطق متفرقة، في الساعات الأولى من فجر الثلاثاء في مدينة عدن ، مشيرة إلى أن ما يحدث في عدن، انتفاضة واسعة ضد المجلس الانتقالي التابع للإمارات، الذي سارع كعادته لإعلان حالة الطوارئ مساء الثلاثاء.
وتأتي الانفجارات، بالتزامن مع استمرار الاحتجاجات الغاضبة، في مختلف شوارع وأحياء العاصمة عدن، والتي تطالب برحيل مرتزقة الإمارات والسعودية ممثلين في الانتقالي وجماعة هادي والإصلاح.
وبينما يحاول مرتزقة السعودية الرمي بعبء الاحتجاجات على مرتزقة الإمارات ، أعلن مرتزقة الأخيرة التعبئة المسلحة في مواجهة المحتجين في عدن ، بينما أعلنوا عن مظاهرات في شبوة ضد مليشيات الإصلاح وهادي المحسوبين على السعودية ، ما أدى بها إلى إصدار بيان باسم اللجنة الأمنية في شبوة ومواجهة المتظاهرين.
وتجددت التظاهرات والاحتجاجات الغاضبة في مدينة عدن، بعد ساعات من مصادمات عنيفة بين محتجين ومليشيات أمنية، حيث شهدت خروج تظاهرات ومسيرات حاشدة جابت شوارع المدينة القديمة تنديدا بتردي الأوضاع ، وشهدت حضرموت كذلك مسيرات وحرائق ومواجهات ، والحال كذلك في شبوة التي تفجرت الأوضاع فيها مساء إثر إعلان الانتقالي التصعيد الشعبي ، ردا على تصعيد يتهم به الإصلاح وجماعة هادي الارتزاقية المحسوبة على السعودية في عدن.
وجاب المتظاهرون الشوارع وتجمعوا في ساحة البنوك قبل أن يتوجهوا صوب قصر معاشيق، مرددين هتافات طالبوا فيها بإصلاح الأوضاع في عدن والمحافظات الأخرى .
وهز انفجار عنيف مساء مدينة الشيخ عثمان وسمع دويه في أنحاء متفرقة من مدينة عدن ، ولم تعرف أسبابه حتى كتابة الخبر ، والانفجار يأتي بعد سلسلة انفجارات صباحية شهدتها المدينة ، وتزامن مع سماع دوي انفجار مماثل في شبوة.
ووفقاً للمصادر، فإن الاحتجاجات الغاضبة التي انطلقت مساء الاثنين، تواصلت صباح الثلاثاء، في عدة أحياء بمدينة كريتر، قام المتظاهرون خلالها بإغلاق الشوارع والطرق الرئيسية كما أشعلوا النيران في إطارات السيارات، احتجاجاً على الانقطاعات المتكررة للكهرباء وغلاء الأسعار وتردي الخدمات مرددين شعارات مناهضة للانتقالي وداعميه ومطالبة برحيل الإمارات.
ولفتت المصادر إلى أن مليشيات الانتقالي مرتزقة الإمارات ، سعت لتفريق المتظاهرين بالقوة وقامت بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين ما أدى إلى نشوب مواجهات ومصادمات سقط على اثرها خمسة جرحى في صفوف المتظاهرين برصاص المليشيات.
وشنت حملات مداهمات لعدد من منازل المواطنين في حي كريتر، مؤكدة اعتقال عدد من المواطنين على خلفية الاحتجاجات.
والحال كذلك في محافظة شبوة حيث قامت مليشيات الإصلاح الارتزاقية بمواجهة المتظاهرين بالرصاص ، وتتهمهم بأنهم عملاء للانتقالي ، لكن الأوضاع في عدن وشبوة تمضي كما يبدو باتجاه واحد وتطالب بطرد المرتزقة والمحتلين من كل التشكيلات والهويات.

احتجاجات حضرموت
وفي محافظة حضرموت المحتلة تواصلت لليوم الخامس على التوالي الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها مدن ساحل حضرموت، حيث خرجت تظاهرات غاضبة في مدينة المكلا قامت بقطع الشوارع وإشعال النيران في الإطارات للتنديد بتردي الأوضاع.
وتزامنا مع احتجاجات المكلا، شهدت مدن الشحر وغيل باوزير احتجاجات غاضبة وخروج مسيرات كبيرة تنديدا بالوضع العام، كما شهدت مدينة تريم التاريخية خروج مسيرات مماثلة للتنديد بالأوضاع المعيشية التي يعيشها أبناء المحافظات المحتلة.
وبحسب مصادر محلية فقد قام المحتجون الغاضبون, في محافظة حضرموت –الثلاثاء- بقطع الطريق الدولية الممتدة الى سلطنة عمان , احتجاجا على الانهيار الاقتصادي والمعيشي في ظل تدهور مخيف لسعر العملة الوطنية .
وقالت المصادر أن قوات عسكرية قامت بقمع المحتجين الذين قطعوا الطريق في منطقة المحضيرة في مديرية تريم شمالي المحافظة النفطية.
وتأتي الاحتجاجات الغاضبة التي شهدتها مدن حضرموت لليوم الخامس على التوالي جراء تدهور الأوضاع المعيشية, وامتد الغضب الشعبي إلى مدينة عدن التي تصاعدت فيها الاحتجاجات.

ثورة شعبية على الاخوانج في شبوة
وفي محافظة شبوة المحتلة هز انفجار عنيف مديرية الروضة على مقربة من الخط العام الدولي الرابط بين شبوة-عدن-المكلا شرقي المحافظة.
وبحسب مصادر محلية فإن الانفجار الذي سمع دويه إلى مناطق بعيدة نفذه مجهولون استهدفوا أنبوب النفط الخام الذي يتم عبره نقل النفط إلى خزانات النشيمة التي تتم منها عملية تصديره إلى الخارج.
وتشهد محافظة شبوة موجة من الغضب الشعبي اتجاه سلطات الإصلاح التي تسيطر على المحافظة تنديدا بتردي الخدمات والانقطاع الكلي للكهرباء.
ويستعد أبناء محافظة، للمشاركة اليوم الأربعاء في فعالية جماهيرية سلمية حاشدة، تنديدًا بالانتهاكات والاعتداءات الإجرامية التي ترتكبها مليشيات الإصلاح الإخوانية، التي يتهمونها بنهب ثروات المحافظات.
ولقيت دعوة التظاهر استجابة وتفاعلا شعبيًا كبيرًا في أوساط أبناء المحافظة بمختلف الانتماءات، والذين يطالبون برحيل قوات الفار هادي ومليشيات الإصلاح عن المحافظة، مؤكدين أن الجرائم الإخوانية لن تثني أبناء شبوة عن مواصلة النضال.
واعتبر أبناء شبوة التظاهر السلمي حقا مكفولا للجميع، للتعبير عن تطلعاتهم وآمالهم، ورفضهم النهج العدواني القعمي الذي تمارسه مليشيات الإصلاح الإرهابية من خلال عمليات التقطع والاعتقال والاقتحامات والفساد الإخواني.
وأشاروا- في بيان الدعوة- إلى أن محافظة شبوة النفطية تعيش تحت وطأة أزمات متعددة في ظل سيطرة مليشيات الإخوان الإرهابية، واستنزافها موارد المحافظة، لحساب الفاسدين من قيادات الشرعية، وفرضها الجبايات والاتاوات.
ووصفوا المشاريع التنموية التي يروج لها المحافظ الإخواني محمد بن عديو، بالمشاريع الوهمية التي يسعى من خلالها لإسكات وإطفاء الغضب الشعبي والتغطية على جرائم شرعية الفنادق ومليشيات الإصلاح ونهبها موارد المحافظة دون تنفيذها أي مشروعات.
وأدان أبناء شبوة –في البيان- استمرار مليشيات الإخوان الإرهابية بنهب وتهريب النفط وانقطاع الكهرباء في شبوة منذ 13 يوما، بالإضافة إلى توقف المرافق الصحية، ومشاريع المياه، وانعدام الغاز المنزلي، وارتفاع كبير في أسعار المحروقات، وتوقف المدارس، وغيرها من الخدمات.
وحذر أبناء شبوة ما يسمى اللجنة الأمنية التابعة لمليشيات الإصلاح الإخوانية التي أصدرت بيانا قبيل ساعات من مظاهرة الأربعاء، من ارتكاب أي حماقات، مؤكدين أنها تستهدف ترويع المواطنين، وتكتيم الأفواه بالقوة.
وأشاروا إلى أن اللجنة الإخوانية بقيادة بن عديو منحت عناصرها الإرهابية تعليمات بارتكاب جرائم وانتهاكات في حق أبناء شبوة، عبر قمع المظاهرة الشعبية والتنكيل بأبناء الجنوب.
وكانت ما تسمى باللجنة الأمنية في محافظة شبوة قد عقدت اجتماعاً برئاسة المحافظ وصفت خلاله دعوات أبناء شبوة للتظاهر بالدعوات التخريبية التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار المحافظة من قبل المتظاهرين الذين نعتتهم بالعناصر التخريبية.