لا شك أن الحديث عن بدايات الرياضة في اليمن بشكل خاص وتاريخها بشكل عام يثير الكثير من الجدل ليس في أوساط الرياضيين فقط ولكن لدى مختلف وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث والدراسات العامة وغيرها وذلك يعود إلى افتقار البلاد إلى مراكز أبحاث رياضية متخصصة وغياب الوعي وثقافة التوثيق لدى الأندية والاتحادات الرياضية وحتى لدى الرياضيين أنفسهم بأهمية توثيق التاريخ والانجازات على المستوى العام والفردي.
ومن يبحث عن تاريخ الرياضة اليمنية لا يكاد يجد مرجعاً واحداً شاملاً يوثق ويرصد بدايات الرياضة في اليمن والمراحل التي مرت بها وصولاً إلى يومنا هذا باستثناء بعض المراجع التي توثق جزءاً من تاريخ الرياضة اليمنية وبالتالي فقد جاءت فكرة إصدار كتاب لسد الفجوة والفراغ في التوثيق وبهدف رفد المكتبة اليمنية بأول كتاب شامل يحكي فصول تاريخ الرياضة اليمنية يخصص كل فصل لمرحلة محددة من تاريخها وهو ما نسعى إليه منذ أكثر من عام ونصف العام تقريباً.
بالتأكيد هناك صعوبات جمة تواجه عملية إصدار الكتاب تبدأ من شحة المعلومات لدى الأندية والاتحادات وحتى وزارة الشباب والرياضة التي تفتقر إلى أبسط المعلومات وصعوبة التواصل مع عدد من الشخصيات الرياضية وتحفظ البعض منهم والأهم هو فقر المكتبة الرياضية اليمنية إلا من محاولات نادرة هنا وهناك تجعل الأمر في غاية الصعوبة إضافة إلى شحة الامكانات المادية التي تقف حجر عثرة أمام الكثير من المشاريع ومنها عملية التوثيق باعتبارها تتطلب تنقلاً وبحثاً وتواصلاً ولأنها تحتاج إلى مؤسسات تقوم بها لتغطية تكاليفها لأنه من الصعب على شخص واحد أو عدة أشخاص بشكل فردي تنفيذها.
ونحن عندما نتحدث عن التوثيق لتاريخ الرياضة اليمنية فإننا بالتأكيد سنحتاج إلى جهد جماعي كبير يبدأ من وزارات الشباب والرياضة والثقافة والإعلام والمؤسسات البحثية وأيضاً الاتحادات والأندية وكل من له علاقة بتدوين تاريخ اليمن بمن فيهم الرياضيون أنفسهم والشخصيات التي عملت في مجال الرياضة والأمر لا يقف عند كتاب واحد أو عدة كتيبات ولكنه أيضاً يحتاج إلى ثقافة عامة لأن يكون لدينا أيضاً متحف رياضي متكامل لتخليد إنجازات الرياضة والألعاب الأولمبية وعرض مآثر أبطالها الرياضيين للأجيال القادمة وإنجازاتهم في كل المحافل والمنافسات المحلية والعالمية، كما أنه سيكون ذاكرة حية للرياضة اليمنية وسيجعل كل من يدخله ويتجول فيه يعود بذاكرته الى ذلك الزمن الجميل ويتذكر معاناة الرياضيين والشباب وتلك الجهود الكبيرة والجبارة التي بذلها الرعيل الأول لتأسيس الرياضة اليمنية وبإمكانات شحيحة لكن الاصرار والعزيمة جعلهم ينجحون.
وبالعودة إلى كتاب توثيق تاريخ الرياضية اليمنية الذي نعمل على إصداره مع مجموعة من الزملاء بدعم عدد من الشخصيات المستنيرة ورواد الرياضة في اليمن الذين كان ومازال لديهم حماس منقطع النظير لدعم هذه الفكرة وتنفيذها، فإنني أجدد الدعوة لكافة المؤسسات الرياضية والإعلامية والثقافية وكل الشخصيات الرياضية التي تمتلك معلومات ووثائق وصوراً إلى أن يمدونا بها سواء عبر التواصل المباشر مع الفريق الرئيسي لإعداد الكتاب المتمثل في كل من (حسن الوريث وسامي العمري ويحيى الحلالي) أو عبر الزملاء الذين تم تكليفهم من كافة محافظات الوطن اليمني من المهرة إلى صعدة بالقيام بجمع المعلومات ومقابلة كل الذين عاصروا فترات الحركة الرياضية في اليمن من اللاعبين والإداريين القدامى والجدد ومما لا شك فيه أننا نأمل تعاونهم جميعاً لإخراج هذا المشروع الكبير إلى حيز الوجود وبما يحقق الهدف المتمثل بتوثيق تاريخ الرياضة اليمنية والحفاظ عليه حتى لا تبقى ذاكرتنا مثقوبة ويضيع تاريخنا الرياضي الذي هو ملك للأجيال وللوطن.
دعوة صادقة وتفاعل مطلوب..
لقد وصلنا إلى مراحل مهمة في جمع مادة الكتاب.. فهل يمكن التفاعل مع هذه الدعوة التي نطلقها من هنا بضرورة دعم فكرة إصدار الكتاب التوثيقي عن تاريخ الرياضة اليمنية من قبل وزارة الشباب والرياضة وكافة المؤسسات الرياضية والإعلامية والثقافية والمراكز البحثية ورجال المال والأعمال الداعمين للرياضة والذي نأمل أن يكون ذلك هو البداية لأعمال قادمة لنصل إلى مكتبة رياضية يمنية متميزة؟.. خواتيم مباركة وعيد مبارك وكل عام وأنتم بخير..