حصن كحلان عفار الذي يتربع على الجزء الشمال الغربي لمديرية كحلان عفار إحدى مديريات محافظة حجة، وتقع على الطريق الرئيسي الذي يربط العاصمة صنعاء بمحافظة حجة، وتبعد عن مدينة حجة حوالي 50 كم إلى الشمال الشرقي منها، يمكن الوصول إلى الحصن من الطريق الإسفلتي عند منعطف طريق (الخذالي) المسفلت المؤدية إلى قرية عفار المجاورة للحصن الواقع على امتداد صخري منيع، ويتم الوصول إلى بوابته الرئيسية المؤدية إلى مرافق الحصن (صهاريج مياه ومدافن الحبوب) ويتوسط تلك المرافق المبنى الرئيسي للحصن المكون من ثلاثة أدوار، ويطل على عدد من الوديان السحيقة، يقول التاريخ إن الحصن يعود تاريخ بناء مرافقه وأسواره إلى فترة الحكم العثماني الثاني لليمن، أما المبنى الرئيسي فيعود تاريخه إلى مطلع عقد الخمسينات من القرن العشرين، حيث كان بمثابة قصر للراحة والاستجمام للإمام «أحمد بن يحيى بن حميد الدين».
ويذكر التاريخ أن مدينة كحلان عفار بنيت في العصر الإسلامي، وأن المدينة الحالية بنيت على أنقاض مدينة قديمة منذ عصر ما قبل الإسلام، فقد عُثر فيها على نقوش وآثار كتابية باللغة اليمنية القديمة، وعثر أيضاً على أسس مبان قديمة وحواجز مائية تعود للعصور والدول التي نشأت قبل الإسلام، وكانت الخطبة في هذه المدينة للخليفة العباسي، وفي سنة 389هـ/999م دخل أمير كحلان في طاعة الإمام المنصور القاسم بن علي وخطب فيها للإمام.
كحلان عفار كانت تعرف في القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) باسم كحلان تاج الدين، نسبة إلى تاج الدين محمد بن أحمد بن يحيى بن حمزة، ومدينة كحلان عفار مبنية في قمة جبل تتوجه قلعة حصينة كانت تسمى مَوْتك، وما زالت هذه القلعة التاريخية الحصينة ومبانيها قائمة حتى اليوم.
ومدينة كحلان عفار تمتلك موقعاً رائعاً حيث تشرف على العديد من القرى التي تنتشر في الجبال والتلال وعلى ضفاف الأودية المحيطة بها، وتعد مدينة كحلان عفار إحدى المناطق السياحية الجميلة في اليمن وذلك بفضل موقعها المتميز والطبيعة الخلابة المحيطة بها، وطراز مبانيها ومنشآتها المعمارية الذي يعتبر طرازاً فنياً أصيلاً، يعبر عن أساليب البناء وتقاليد العمارة والزخرفة التي صنعتها ملكة الإنسان اليمني وزينت بها الجبال الشاهقة عبر مئات القرون.
Prev Post
السيد القائد: من يفصل موضوع الآخرة عن الدنيا يبتعد عن المفهوم القرآني في الاستخلاف للإنسان في الأرض
Next Post
قد يعجبك ايضا