هل هلالك يا رمضان، فأهلاً وسهلاً بك أيها الشهر الذي أنزل فيك كلام الله وكتابه، أهلا رمضان يا شهر الرحمة والغفران يا رمضان.
غداً أو بعد غد الثلاثاء نعيش جميعا روحانية وأجواء أكرم وأفضل شهور الرحمن، رمضان الشهر الذي نعيش فيه ماراثونا رياضيا إلهيا.. ثلاثون يوما هي فترة وعدد أيام هذا الماراثون الرياضي لأكثر من مليار وسبعمائة مليون إنسان مسلم على وجه المعمورة يخوضون منافسات الرياضة الروحية للحصول والوصول والفوز بكأس رضا الخالق عز وجل.
“الصوم لي وأنا أجزي عبدي به”.. صوم رمضان دوري رياضي هو الأكبر على الإطلاق، يرجوا المشاركون فيه كأس الرحمة والغفران والعتق من النار والفوز بالجنة.. اللهم بلغنا رمضان والفوز بمرضاتك وحسن عبادتك يا أرحم الراحمين.
للعام الثاني على التوالي يرافق هذا الشهر الفضيل مرض أو فيروس كورونا الذي ما إن يظهر حتى تذهب السلطات إلى إغلاق الملاعب وإيقاف النشاط الرياضي، هذا الفيروس دمر العالم اقتصاديا وتجاريا وضاعف المعاناة وسرق الأحبة، ورغم قساوة هذا الفيروس إلا أن الإيمان بالله يتعاظم لمواجهته، خاصة ونحن ندلف أول أيام هذا الشهر الذي يتصفد فيه الشياطين، سوف يتصفد هذا المرض الخبيث بإذن الله وبركة الشهر العظيم الذي يتسابق الناس جميعا من أجل الرحمة والعفو والرضا والفوز بالكأس العظيم من رب العرش العظيم.
عادة الشباب والرياضيين يستغلون هذا الشهر أن يخوضوا ليس للدوري الرباني فقط، بل دوريين، الأول دوري العبادة في رمضان، والثاني الدوري الرياضي الرمضاني للأندية الرياضية وكذا أندية الشباب في الحارات والأحياء السكنية في عواصم المدن اليمنية، لكن هذا العام لا أعتقد أن الدوري الرياضي الرمضاني لن يقام حفاظا على سلامة الجميع، ليكون الدوري الإلهي أكثر منافسة واستغلالا لكل ساعات وأيام هذا الشهر الفضيل.
أيضا رمضان يعتبر بالنسبة للشباب اليمني شهر عبادة وعملا، يرى المتجول في أسواق وشوارع المدن اليمنية شبابا مثابرا يعمل بطاقة إيمانية وعملية بحثا عن لقمة عيش كريمة ورزق حلال في ظل معاناة ومعيشة صعبة في ظل استمرار الحرب والعدوان أحرم كثيرا من الناس مصادر أرزاقهم وجعلهم عرضة للتشرد والفقر والجوع والمعاناة الدائمة بحثا عن لقمة العيش الحلال، فالتحية لكل شاب يمني يكافح من أجل كسب قوت يومه وأسرته من كد وعمل يده خاصة في مثل هذه الظروف التي لا يقاومها إلا شباب اليمن أولو البأس الشديد.
أخيراً، أسأل الله أن يدخل هذا الشهر الفضيل بالخيرات والبركات والسعادة والمحبة والألفة والتقارب، وأن يحفظ البلاد والعباد من شرور اللعين كورونا وأن لا يرى.. أحداً أي مكروه في من يحب وأن يجنب اليمن الحبيب أي سوء أو مكروه وأن يخارج اليمن وشعبها من هذه الحرب والعدوان، وأن لا يغادرنا هذا الشهر الكريم إلا وقد ذهبت عنا كل المصائب والحروب والأزمات والكرب ما ظهر منها وما بطن بحق القرآن الكريم والشهر الفضيل.. آمين اللهم أمين.. وشهر مبارك على الجميع.